رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الأربعاء 26 يونيو 2024 / 18:52

كاتب إسرائيلي: سياسات نتانياهو المتطرفة تسببت في الاضطرابات الحالية

قال الكاتب الإسرائيلي، إيلي دان، إن هناك ثلاثة معارك رئيسية خاضها رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، وأدت سياسته المتطرفة فيها إلى نتائج عكسية، وهي معارك قانونية وأمنية وحريدية.

وأضاف دان في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن حكومة نتانياهو، فور تشكيلها، تحولت إلى كابوس بالنسبة للمعسكر الديمقراطي الليبرالي في إسرائيل، مشيراً إلى أن ائتلاف كتلة اليمين أثار خوفاً حقيقياً بسبب تطلعاته المتعلقة بـ"إصلاح السلطة".
ويقول الكاتب، إنه بعد عام تقريباً من الاحتجاجات والتوتر والشلل السياسي، استيقط الإسرائيليون في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، على كابوس أمني يفوق الخيال، ولا يزال هذا الكابوس يتكشف ويهدد بالتوسع نحو جبهات أكثر خطورة.


أزمة التجنيد

وفي خضم الحرب، استيقظ الجمهور "الأرثوذكسي المتطرف" في إسرائيل على أسوأ السيناريوهات الذي تمثل في إلغاء الوضع القانوني لطلاب المدارس الدينية، مما يضطرهم إلى التجنيد في الجيش الإسرائيلي. وبحسب الكاتب، يمثل ذلك الكابوس الخطر الأكبر لبنيتهم الاجتماعية والدينية، وهو القطاع الأسرع نمواً في إسرائيل.


خيارات سيئة

ويشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن النمو الديموغرافي للقطاع الأرثوذكسي المتطرف في إسرائيل تم تعزيزه من خلال الدعم الحكومي وأسلوب الحياة الذي يحافظ على إطار مجتمعي محكم، وفي الوقت الحالي يتم استهداف نقاط الضعف، حيث يواجه ذلك المجتمع خياراً من اثنين سيئين، الأول تمثل في التخلي عن الدعم الحكومي، أو تجنيد طلاب المدارس الدينية في الجيش الإسرائيلي، وتعريضهم لـ"خطر روحي"، وكسر إطار المجتمع، والاندماج في المجتمع الإسرائيلي.
وأضاف أن مسألة تجنيد طلاب المدارس الدينية في إسرائيل قابلة للحل إذا تخلى اليهود المتشددون عن ارتباطهم بنتانياهو وانتمائهم إلى كتلة اليمين، وربما يتوصلون إلى تسوية مع المعسكر المناهض لنتانياهو، إلا أن مثل هذا التنازل يتطلب قراراً سياسياً تاريخياً وقدرات مناورة تفوق قدراتهم حالياً، وتابع قائلاً: "إذا أسقطوا حكومة نتانياهو بسبب أزمة التجنيد، فقد يجدون أنفسهم دون دعم من كتلة اليمين، ولا اتفاق مع الحكومة المناهضة لنتانياهو".
ووفقاً للكاتب، بالنسبة لليهود المتشددين، تتفاقم المعضلة عندما تنظر الفصائل المحافظة إلى محاولات تجنيد طلاب المدارس الدينية باعتبارها محاولة لتفكيك الجمهور الأرثوذكسي وعلمنة الشباب، مشيراً إلى أن هذه الفصائل ساهمت في فشل المحاولات السابقة لحل القضية، وهي الآن تعيق القيادة الحريدية المتطرفة في إيجاد مخرج من هذا التشابك.


نتائج عكسية

وبشأن ما يجب أن يفعله نتانياهو، قال الكاتب إن عليه أن يناور بين 3 معارك، معركة قانونية سياسية، ومعركة تتعلق بإدارة الحرب، ومعركة التجنيد الإجباري لليهود المتشددين، ولكن "في المعركة القانونية والسياسية، تكبد نتانياهو حتى الآن خسائر فادحة، مما يجعل من الصعب المناورة في قضية التجنيد، ومعركة إدارة الحرب تزداد تأزماً، حيث يعارض وزير الدفاع يوآف غالانت أي حل لمسألة التجنيد، إلى جانب التوتر القائم حول الأزمة القانونية وأزمة إدارة الحرب".
وبحسب الكاتب، أثبت الصراع حول التجنيد الإجباري لليهود المتشددين دراماتيكية بشكل خاص بسبب قدرته على التسبب في تفكك حكومة أحلام نتانياهو، والتي تحولت إلى كابوس له ولشركائه السياسيين وجميع الإسرائيليين، وتابع: "هذه هي الطريقة التي أدت بها سياسات نتانياهو المتطرفة إلى نتائج عكسية، مما أدى إلى حدوث اضطرابات في إسرائيل".