الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته (رويترز)
الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته (رويترز)
الإثنين 1 يوليو 2024 / 10:12

لماذا لن يتنحى بايدن عن الترشح لولاية ثانية؟

تسبب أداء الرئيس جو بايدن في مناظرته الرئاسية ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في 27 يونيو (حزيران)، في وضع ترشحه عن الحزب الديمقراطي موضع تساؤل.

أدرك بايدن ووكلاؤه أن الخوف من الانقسام إذا تنحى جانباً يكفي حالياً لإبقاء الحزب في صفه

وكان يوم 28 يونيو، حسب مجلة "إيكونوميست"، اليوم الأكثر ضعفاً في حملة بايدن، وهو اليوم الذي سيتفحصه كتّاب التاريخ بالتفصيل. 
وفي غضون ساعات، أصدرت وسائل الإعلام الأمريكية من يسار الوسط دعوات لبايدن كي يتخلى عن محاولة إعادة انتخابه.
ولأنه سبق لبايدن أن حصل على ترشيح حزبه بشكل غير رسمي، سيحتاج إلى أن يتم إقناعه بأنه لا يمكن الدفاع عن ترشحه. 
ولو اندلع تمرد بين زملائه الديمقراطيين لكان من الممكن أن يحدث ذلك، لكن بين الديمقراطيين في الكونغرس وفي مختلف قصور حكام الولايات، التزموا الصمت.
هكذا سينجو

واحتشد كبار رجال الدولة الذين مثلوا الحزب سابقاً حول بايدن، ربما الأهم كان إصدار الرئيس السابق باراك أوباما بياناً عاماً للدعم قال فيه "إن ليالي المناظرات السيئة تحدث. ثقوا بي، أنا أعلم". 

فيما قال بيل كلينتون إنه سيترك "تصنيف المناظرة للنقاد"، كما أعلنت نانسي بيلوسي دعم بايدن. 

وبعدما نجا في اليوم الأول بعد المناظرة، من المرجح أن ينجو بايدن لمدة أسبوع، ثم حتى المؤتمر الديمقراطي الذي سيعقد في شهر أغسطس (آب) في شيكاغو. 

خلف الكاميرا... إنسان متفوق

وقررت حملة بايدن أن المشكلة لا تكمن في أداء الرئيس، بل في كيفية تغطية وسائل الإعلام. 

إذ روجت،  مديرة حملة الرئيس، جين أومالي ديلون، للنجاح في جمع التبرعات، قائلة إن الحملة حققت تبرعات بقيمة 27 مليون دولار في الـ24 ساعة التي تلت المناظرة، وزعمت أن استطلاعات الحزب الداخلية لم تظهر أي تحرك في التأييد الشعبي ضد بايدن، محذرة من أن أي نقص في الاقتراع لن يكون بسبب خطأ بايدن بل بسبب الروايات الإعلامية. 

هل يخرج السخط الخاص إلى العلن؟

لا يزال من الممكن أن يحدث تدهور في أرقام استطلاعات الرأي لبايدن، لكن حالة الجمود والاستقطاب التي يعيشها الرأي العام الأمريكي قد تكون مفيدة الآن. 
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة سي بي إس نيوز ويوغوف الأحد، أن 45% من الناخبين الديمقراطيين المسجلين قالوا إنه يجب على الرئيس أن يتنحى، لكن التحزب يعني أنهم  سيصوتون له في حال قرر البقاء,
كما كانت استطلاعات الرأي للديمقراطيين المرشحين إلى انتخابات تشريعية أفضل من استطلاعات الرئيس، بخاصة في سباقات مجلس الشيوخ المهمة، وإذا تراجعت أرقام هؤلاء، فقد يخرج السخط إلى العلن.
أما الطريقة الثانية التي يمكن أن تشعر بها الحملة بالضغط، هي انخفاض التبرعات، ولقد تبخرت بالفعل ميزة جمع التبرعات لحملة بايدن في مقابل حملة ترامب بنتيجة الأشهر القليلة القوية التي أمضتها الحملة الجمهورية خصوصاً بعد إدانته بـ34 جناية من قبل محكمة في نيويورك. 
ولن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي يضطر فيها البيت الأبيض للدفاع عن أهلية الرئيس، وسيكون من الأصعب تجاهل أي أخطاء صغيرة. ربما تكون لحظة أخرى مثل هذه قاتلة، حيث إن بايدن ملزم بخوض مناظرة أخرى في سبتمبر (أيلول).

تعلم درساً من ترامب

لكن يظل من المرجح أن يترشح بايدن على رأس الحزب الديمقراطي، فبعكس الأنظمة البرلمانية، لا توجد آلية حقيقية لإطاحته. 
وأدرك بايدن ووكلاؤه أن الخوف من الانقسام إذا تنحى جانباً يكفي حالياً لإبقاء الحزب في صفه، ويبدو أن الرئيس قد تعلم درساً من خصمه ترامب الذي أدرك أنه إذا تجاهل ببساطة دعوات حزبه للتنحي فسوف يعود الجميع إلى كنفه في النهاية.
في الوقت الحالي، يعاني الحزب الديمقراطي من الشلل بسبب التكاليف التي تكبدوها لمحاولة إعادة انتخاب الرئيس وعدم وجود نائب رئيس يتمتع بشخصية كاريزمية، والأهم من ذلك كله، الخوف من أن الخلاف لا يفيد إلا حظوظ ترامب. 
ومن المحتمل أن ينجح ذلك في إخضاع حزب الرئيس نفسه. لكنه، حسب إيكونوميست، فإن هذه الاستراتيجية لا تكفي لإقناع الناخبين.