اندلاع النيران في الحديدة بعد الغارة الإسرائيلية (إكس)
اندلاع النيران في الحديدة بعد الغارة الإسرائيلية (إكس)
الأحد 21 يوليو 2024 / 13:03

إسرائيل غيرت استراتيجيتها مع الحوثيين

قبل يوم السبت، لم تشن إسرائيل هجوماً شاملاً ضد الحوثيين في اليمن، الذين يبعدون عنها أكثر من 1800 كيلومتر.

الأضرار التي لحقت بمحطة كهرباء الحديدة، بالإضافة إلى حرارة الصيف الشديدة، ستؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المحليين

ويبدو أن الهجوم على تل أبيب بطائرة دون طيار، قلب الموازين، وبحلول بعد ظهر يوم السبت، شوهدت مقاتلات إسرائيلية تحلق في وضح النهار نحو اليمن.
وتنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول حوثي، أن بعد هجوم السبت، اختبأ العديد من قادة الحوثيين في منازل آمنة، وفي مسجد بصنعاء، وأغلقوا هواتفهم بسبب مخاوف من استهدافهم من إسرائيل. وتوعد الحوثيون بالرد على الغارات الإسرائيلية على الحديدة.
وقال هشام العميسي، المحلل اليمني في المعهد الأوروبي للسلام، في بروكسل: "الضربات هي الأولى وتمثل تصعيداً كبيراً".

وهاجم الحوثيون الشحن الدولي قرب المياه اليمنية، وأطلقوا العديد من الطائرات دون طيار والصواريخ ضد إسرائيل لدعم مقاتلي حماس ضدها. كما هاجمت جماعات أخرى مدعومة من إيران في العراق، وسوريا، ولبنان، إسرائيل ما يهدد بحرب إقليمية أوسع.
ومن الجبهات الموسعة، تلك التي تشتبك فيها إسرائيل وحزب الله، الجماعة الإرهابية التي تصنفها الولايات المتحدة في لبنان. وأجبر تبادل إطلاق النار عبر الحدود، عشرات آلاف من المدنيين في البلدين على الفرار من المنطقة الحدودية.

زمام المبادرة

وصف مسؤول عسكري إسرائيلي أيضاً ضربة السبت بتصعيد للنشاط الإسرائيلي ضد الحوثيين، قائلاً: "لقد ضُبطت لتوجيه الرسالة التي أردناها، رسالة ردع للحوثيين ولكل من يراقب في المنطقة".
وحتى يوم السبت، اقتصرت إسرائيل في تعاملها مع الحوثيين على اعتراض أكثر من 200 قذيفة تقول إنها أطلقت عليها من اليمن منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأخذ الجيش الأمريكي زمام المبادرة بضربات ضد الحوثيين للدفاع عن الشحن البحري، وشن غارات جوية على عدة أهداف في اليمن، رداً على هجمات الحوثيين المميتة في بعض الأحيان.
ولكن مسؤولاً دفاعياً إسرائيلياً أوضح أن السياسة الإسرائيلية كانت تتمثل في السماح للتحالف متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة، بإدارة التعامل المباشر مع الحوثيين. وقال المسؤول إن إسرائيل غيرت سياستها رداً على الغارة القاتلة يوم الجمعة، وهي المرة الأولى التي يقتل فيها الحوثيون مدنياً إسرائيلياً.

وتنقل صحيفة "نيويورك تايمز" عن محمد الباشا، أحد كبار خبراء الشرق الأوسط في مجموعة نافانتي البحثية، أن الأضرار الناجمة عن الغارات من المرجح أن تؤدي إلى نقص حاد في الوقود في شمال اليمن "ما يؤثر على الخدمات الأساسية مثل مولدات الديزل للمستشفيات".
وأضاف الباشا أن "الأضرار التي لحقت بمحطة كهرباء الحديدة، بالإضافة إلى حرارة الصيف الشديدة، ستؤدي إلى تفاقم معاناة السكان المحليين".
واستهدفت الغارات محطة كهرباء ومستودعات غاز ونفط في ميناء الحديدة على البحر الأحمر باليمن.
وكان هجوم الحوثيين بطائرات دون طيار في تل أبيب يوم الجمعة، على مبنى قريب من مجمع دبلوماسي أمريكي، بمثابة انتهاك نادر للدفاعات الجوية الإسرائيلية، ذلك أن معظم الصواريخ والطائرات دون طيار التي أطلقها الحوثيون على إسرائيل أسقطتها تل أبيب، والولايات المتحدة وحلفاؤها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مراقبته تمكنت على ما يبدو من التقاط الطائرة دون طيار، لكن الضباط فشلوا في اعتبارها تهديداً لإسقاطها.
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير، تحدث شريطة حجب هويته، إنه بعد أن بدأ الحوثيون إطلاق الصواريخ والطائرات دون طيار على إسرائيل، أدرك الجيش الإسرائيلي أنه يفتقر إلى قائمة فورية للأهداف في اليمن.

وقال المسؤول إن مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية شكلت فريقاً لبناء مجموعة مواقع لضربها في اللحظة المناسبة.