(رويترز)
(رويترز)
الإثنين 22 يوليو 2024 / 08:49

اللعبة المعكوسة.. من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية القادم؟

حسين دعسة - الدستور المصرية

في التحولات الدراماتيكية في الشارع الأمريكي، طغت التقارير  المتباينة التي رجحت حصول نكسة سياسية وربما أمنية، بتدخل الإدارة الأمريكية العليا مع المخابرات والبنتاغون، بالذات بعد ما يتردد عن "نكسة صحية مفاجئة"، طرأت في الأيام الأخيرة على صحة الرئيس الأمريكي جو بايدن، دون تفاصيل معلنة.

لهذا السبب، ونتيجة الضغوط التي تمارسها الهيئة التي تقود حملة الحزب الديمقراطي نحو صناديق الاقتراع، في ظل منافسة شرسة من الحزب الجمهوري، ترشح ترامب وسيناريو بدائل من سيخوض الانتخابات الرئاسية بعد أشهر، من حزب بايدن  الذي يحاول النجاة في وقت تتصارع فيه أقطاب من قيادات الحزب الديمقراطي، منهم نائبة الرئيس كمالا هاريس، التي حظيت بدعم بايدن في الوقت الحرج، واليوم ظهرت تحليلات إمكانية طرح اسم  هيلاري كلينتون. 
من جهتها، أشادت نائبة الرئيس كامالا هاريس بالقرار "الوطني" الذي اتخذه الرئيس جو بايدن، بعدم الترشح لولاية ثانية، وتعهدت بالفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وهزيمة دونالد ترامب. 
الموقع الإلكتروني الأمريكي "ذا هيل"، المقرب من البيت الأبيض، قال بطريقة مفاجئة: "هيلاري كلينتون هي المرشحة الأكثر ملاءمة لتحل محل بايدن"، وذلك نقلاً عن شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تفاجأوا بمقال رأي جديد نشرته  "ذا هيل" يتحدث عن هيلاري كلينتون كبديل للرئيس جو بايدن في السباق الرئاسي.
الكاتب  المحلل "بابلو أوهانا" قال في مقاله الذي نشر، قبل يوم من إعلان انسحاب بايدن: "مستعدون للجولة الثانية: لماذا نحتاج إلى هيلاري أكثر منا في أي وقت مضى؟"، مؤكداً أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة التي كانت قد خسرت الرئاسة أمام الرئيس السابق ترامب في عام 2016، هي الشخص الأكثر ملاءمة ليحل محل بايدن، مع تشديد الدعوة إليه لتعليق مسألة إعادة انتخابه.
ويضيف الكاتب أن الحجة الأقوى ضد استبدال الرئيس جو بايدن كمرشح ديمقراطي لانتخابات 2024 هي فكرة عدم وجود خليفة مناسب، ولكن هناك خليفة مناسب وليس مجرد خليفة جيد،  بل واحد من أكثر الأشخاص تأهلاً على الإطلاق للترشح لهذا المنصب هو "هيلاري  كلينتون". 
هنا، يبدو أن المناقشات  السياسية والأمنية، التي تناولت مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية، وشخصية الرئيس الآتي الي البيت الأبيض، وبعض من الحوارات كانت علنية، بخصوص ترشيح بايدن، من عدمه، وقد حسم الأمر، في ظل أحداث وظروف دولية، وقد دعا الديمقراطيون بايدن مراراً وتكراراً إلى اتخاذ القرار، الذي تم بهدوء وترقب.
تم الإعلان عن سحب ترشيح بايدن، وطفى إسناد هاريس وكلينتون، بطريقة فيها عدة اعتبارات لاحظت أن الإعلام الأمريكي والدولي، تناول انسحاب بايدن، بما وصف مؤشرات فوضوية، وربما جاءت مرحلة من انقلاب ما على مستقبل الرئاسة الأمريكية التي تترك في المكتب الرئاسي في البيت الأبيض، ملفات أزمات وحروب دولية، الحرب الروسية الأوكرانية، الحرب العدوانية الإسرائيلية العنصرية على غزة ورفح، الصراع الصيني الأمريكي، وضع تايوان والعلاقات الساخنة مع كوريا الشمالية، وحال المنطقة والإقليم عربياً وإسلامياً.
وهنا أيضاً كان واضحاً ما صرح به الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في إشادته بقرار الرئيس بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، لكنه حذّر من "آفاق مجهولة" في المسار نحو استحقاق الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، وهذا أمر استراتيجي خطير ألمح إليه أوباما، الذي يعي موقف الإدارة الأمريكية من إرث الرئيس بايدن السياسي والأمني، والدعم اللا متناهي للحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة ورفح والشجاعية والنصيرات، والضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، من زاوية تأثيراتها على صورة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والمجتمع الدولي.

في هذا السياق، ليس سراً أنّ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وإن لم تبلغ حملاتها مرحلة "الذروة" بعد، في ظلّ انشغال العالم بأزمات المنطقة وحروبها، تنذر بحذر  من تغيرات "داخلية"  قد تشغل الولايات المتحدة في  السنوات القادمة،  وهو ما تجلّى في مستوى "الخطاب" الذي رُصِد في المرحلة الأخيرة، وما بات يصطلح على وصفه بحالة "التوتر وغياب المرجعية " للحزب الديمقراطي، الذي  أظهر أنه يشهد انقساماً على خلفية  انسحاب  بايدن.

عملياً: ستشهد الولايات المتحدة ضمن، السباق والتظاهرة الديمقراطية، صراعاً قصير الأجل، قد يغير كل الحسابات الجيوسياسية الأمنية، حالة من الترقب، مجرياتها العالم أجمع وليس فقط الشعب الأمريكي.
وتتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكي من خلال عدة مراحل، ضمن نظام انتخابي يعد فريداً من نوعه، بل من أعقد النظم الانتخابية في العالم رغم سهولته الظاهرية.
بدون شك، في مسار الانتخابات الرئاسية، لدينا في الإرث القانوني، الدستوري الجوانب المختلفة لهذا النظام الانتخابي من خلال النقاط التالية:

(1) قواعد انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية:

يشترط فيمن يترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة أن يكون من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وأن لا يقل عمره عن 35 عاماً، وأن يكون مقيماً في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 14 سنة على الأقل.
كما يشترط توافر نفس الشروط فيمن يترشح لمنصب نائب الرئيس، إضافة إلى شرط عدم جواز أن يكون نائب الرئيس من نفس الولاية التي ينتمي إليها الرئيس، وذلك بموجب التعديل الثاني عشر للدستور الأمريكي.


ويتم انتخاب الرئيس الأمريكي ونائبه كل أربع سنوات. وخلافاً لما يعتقده الكثيرون فإن الناخبين الأمريكيين لا يقومون بانتخاب رئيسهم مباشرة، بل يتم حسم الانتخابات عن طريق الهيئات الانتخابية أو المجمع الانتخابي (Electoral College) التي تتكون من 538 مندوباً.

وهذا العدد يوازي عدد أعضاء الكونغرس الأمريكي بمجلسيه النواب والشيوخ، علاوة على ثلاثة أعضاء من مقاطعة كولومبيا التي توجد بها العاصمة واشنطن على الرغم من أنها لا تملك أي تمثيل انتخابي في الكونغرس. حيث يكون لكل ولاية أمريكية داخل هذا المجمع الانتخابي عدد معين من الأصوات بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونغرس.
فعلى سبيل المثال: يكون لولاية كاليفورنيا –وهي أكبر الولايات الأمريكية من حيث عدد السكان- 55 مندوباً في المجمع، في حين يكون لولاية فلوريدا 27 مندوباً، بينما يكون لولاية كارولينا الشمالية ثلاثة مندوبين فقط. ويحتاج الفائز بمنصب الرئيس من بين المرشحين إلى الحصول على 270 صوتاً على الأقل من مجموع أصوات أعضاء الهيئات الانتخابية (أو المجمع الانتخابي).


تجرى الانتخاب وفقاً لقاعدة أن الولاية تعتبر دائرة انتخابية واحدة، بحيث إن المرشح الذي يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى الولايات يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية، بغض النظر عن نسبة الأصوات الشعبية التي حصل عليها في تلك الولاية، فعلى سبيل المثال: إذا حصل أحد المرشحين على أغلبية بسيطة في ولاية كاليفورنيا، فإنه يفوز بجميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية البالغ عددها 55.

وذلك باستثناء ولايتي نبراسكا وماين، اللتين تطبقان نظاماً نسبياً. بحيث يحصل كل مرشح على عدد من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي يتناسب مع عدد ما حصل عليه من أصوات الناخبين.

يتمتع بحق الانتخاب كل مواطن أمريكي بلغ سن الثامنة عشرة، شريطة أن يستوفي شروط الإقامة المفروضة في الولاية التي يتبعها والتي تختلف من ولاية إلى أخرى، وأن يلتزم بالمواعيد النهائية المحددة لتسجيل الناخبين.

كيفية تشكيل الهيئة الانتخابية (المجمع الانتخابي):

الهيئة الانتخابية هي تقليد دستوري أمريكي يعود للقرن الثامن عشر. ويقصد بها مجموعة المواطنين الذين تعينهم الولايات للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائبه نيابة عن جميع المواطنين في الولاية. لذلك فإن الهيئة الانتخابية تمثل نموذجاً لإجراء انتخابات غير مباشرة، وذلك خلافاً للانتخابات المباشرة التي تتم من قبل مواطني الولايات المتحدة الأمريكية لاختيار أعضاء مجلس النواب.

تختلف عملية اختيار أعضاء الهيئة الانتخابية من ولاية إلى أخرى، ولكن تقوم الأحزاب السياسية عادةً بتسمية أعضاء الهيئة الانتخابية خلال مؤتمرات حزبية أو من خلال التصويت في اللجنة المركزية للحزب.
ويتم تعيين الهيئة الانتخابية من قبل كل ولاية استناداً إلى الدستور الأمريكي والمجلس التشريعي لكل ولاية على حدة. حيث يقوم الناخبون في كل ولاية باختيار أعضاء الهيئة الانتخابية في يوم إجراء الانتخابات العامة. لذلك فإنه -من الناحية الفنية- يكون المجمع الانتخابي -وليس الناخبين- هو من ينتخب الرئيس، وذلك مع ملاحظة أن عمليتي التصويت مرتبطتان بشكل وثيق.
تتولى كل ولاية أمريكية –بنفسها- مسؤولية تنظيم وإدارة عملية انتخاب الرئيس. حيث تقوم كل ولاية بتعيين مدير انتخابات تناط به مهمة فرز أصوات الناخبين.

أما مهمة تنظيم الانتخابات فإنها تناط بالدوائر الانتخابية في كل ولاية، حيث تضع هذه الدوائر ضوابط الاقتراع وتحدد أوقات فتح مراكز التصويت وإقفالها، كما تحدد طريقة التصويت: إلكتروني أو تقليدي (يدوي).

أما من الناحية المالية، فإن هذه الانتخابات تكلف بعض الدوائر الانتخابية ملايين الدولارات، حيث تتحمل الولايات عبء تمويل الانتخابات، ولا تحصل إلا على دعم ضئيل من الحكومة المركزية.

مراحل انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية:

يتم انتخاب الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية عبر عدة مراحل، تبدأ بانتخابات التصفيات داخل الأحزاب السياسية وتنتهي بمرحلة انتخابات الهيئة الانتخابية. وذلك على النحو التالي:
المرحلة الأولى: وفيها يشكل الراغبون في الترشح لجنة استكشافية (أو لجنة استطلاع) لحشد التأييد لأنفسهم بين أنصارهم في الحزب، ويحصلون على ضمانات من المانحين بتقديم إسهامات مالية لحملاتهم الانتخابية. وإذا اعتقدوا أنهم يتمتعون بتأييد يكفي لخوضهم الانتخابات يخطرون السلطات الفيدرالية باعتزامهم ترشيح أنفسهم، لتأتي بعد ذلك عمليات جمع الأموال وخوض سباق الانتخابات الحزبية.
المرحلة الثانية: وفيها يتم اختيار مرشح الحزب الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية أمام مرشحي الأحزاب المنافسة. حيث يتعين على الناخبين المؤيدين لأحد الأحزاب السياسية أن يختاروا مرشح الحزب من بين عدد من مرشحي هذا الحزب.
وتبدأ الانتخابات التمهيدية (التصفية) في الولايات الأمريكية في شهر يناير(كانون الثاني) من عام الانتخابات، حيث يخوض المرشحون منافسة ضد زملائهم من أعضاء نفس الحزب للفوز بترشيح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.
ويقوم أعضاء وفود الحزب القادمة من الولايات المختلفة والمشاركة في المؤتمر القومي للحزب الذي يعقد عادة في الصيف باختيار المرشح النهائي للانتخابات. وفي انتخابات التصفيات يختار الناخبون أعضاء هذه الوفود الذين يعلنون غالباً تأييدهم لمرشح معين، ويحتاج المتنافسون على ترشيح الحزب إلى أغلبية من هؤلاء الأعضاء في مؤتمر الحزب للفوز بالترشيح.
وتستخدم بعض الولايات مثل "ولاية أيوا" نظام المؤتمر الحزبي بدلاً من نظام انتخابات التصفيات لاختيار أعضاء الوفد الذي سيمثل الولاية في المؤتمر القومي للحزب. وفي انتخاباتات
التصفيات يختار الناخبون الأعضاء الذين يؤيدونهم، أما في ولايات نظام المؤتمر الحزبي فيتم اختيار الأعضاء عبر عدة مراحل.
المرحلة الثالثة: وفيها يتم تنظيم مؤتمرات الأحزاب والتي تعد واحدة من أكثر الأحداث إثارة في السياسة الأمريكية. حيث يصل وفد كل ولاية إلى القاعة التي يعقد فيها المؤتمر القومي للحزب يحمل لافتة عليها اسم مرشح الحزب الذي يتمتع بتأييده. وعادة يكون الحزب قد كون فكرة عن مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية بحلول هذه المرحلة. ويقوم وفد كل ولاية باختيار مرشحه لخوض الانتخابات الرئاسية رسمياً.
ويفوز بترشيح الحزب المرشح الذي يختاره أكبر عدد من الوفود، كما يحصل على دعم منافسيه داخل الحزب أيضاً، ثم يقوم المرشح الفائز باختيار نائب له يخوض معه حملته الانتخابية.
المرحلة الرابعة: وفيها يكثف المرشحون المتنافسون من الأحزاب السياسية الأمريكية المختلفة تركيزهم على الحملة الانتخابية. وتعاد صياغة سياسات كل مرشح لتأخذ في الاعتبار مطالب أنصار منافسيه السابقين داخل حزبه. وهذه المرحلة من سباق الانتخابات تستغرق وقتاً أقصر مما تستغرقه انتخابات التصفيات داخل الأحزاب.
وفي الأسابيع الأخيرة يركز المرشحون اهتمامهم على ما يعرف بالولايات "الغامضة".

ويقصد بها الولايات التي لم يتضح بعد أي مرشحين ستؤيد في الوقت الذي يستعدون فيه لانتخابات الهيئة الانتخابية الحاسمة.

المرحلة الخامسة: ويطلق على هذه المرحلة "الانتخابات العامة"، وتجرى هذه المرحلة –دائماً- في أول يوم ثلاثاء يلي أول يوم اثنين في شهر نوفمبر(تشرين الثاني) ويُطلق عليه "الثلاثاء الكبير". حيث يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم لرئاسة البلاد. ثم تفرز الأصوات وتعلن النتائج الأولية للانتخابات –عادة- خلال 12 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع.
وفي العادة، وبعد فرز الأصوات تنتقل العملية الانتخابية إلى الهيئة الانتخابية. حيث يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي للتصويت على اختيار الرئيس ونائبه في أول يوم اثنين في أعقاب ثاني يوم أربعاء في شهر ديسمبر(كانون الأول) في سنة الانتخاب. مع ملاحظة أنه ليس هناك ما يلزم أعضاء الهيئة الانتخابية –قانوناً- باختيار المرشح الفائز أو الاختيار وفقاً لميولهم السياسية. ومن الناحية العملية، لم يحدث أن خالف أعضاء الهيئة الانتخابية اختيار سكان ولاياتهم.
أما في حالة عدم حصول أي من المرشحين للرئاسة على أغلبية أصوات الهيئة الانتخابية (أي 270 صوتاً)، وأيضاً في حالة عدم حصول أي من المرشحين لمنصب الرئيس على أغلبية أصوات الهيئة الانتخابية، يتوجب على مجلس النواب أن يقرر المرشح الفائز، حيث يقوم أعضاء مجلس النواب بالإدلاء بأصواتهم لاختيار المرشح الفائز بمنصب الرئيس، ويكون لكل عضو صوت واحد.
بالمقابل، في حالة المرشحين لمنصب نائب الرئيس، فيتوجب على مجلس الشيوخ أن يقرر المرشح الفائز، حيث يقوم أعضاء مجلس الشيوخ بالإدلاء بأصواتهم لاختيار المرشح الفائز بمنصب نائب الرئيس، ويكون لكل عضو صوت واحد.
المستقبل مجهول 
ما هو متاح أن انسحاب بايدن، فتح بعض الأفق للحزب الديمقراطي لخوض تجربة إعادة النظر في واقع وصورة الولايات المتحدة الأمريكية داخلياً وخارجياً، مع أن أجندة البيت الأبيض، في هذه المرحلة ستشهد بعضاً من الحراك السياسي الأمني، جوهره حال الأزمات الدولية ما بين حرب الإبادة في غزة، وترقب تحولات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الإسرائيلي العربي، إذا ما تأزمت المنطقة بتعنت السفاح نتانياهو، الذي يأتي وجوده في العاصمة الأمريكية واشنطن، حالة مستفزة، بالتأكيد سيكون لها ضغوطها وصراعها مع الإدارة الأمريكية والبنتاغون، وربما ظهور خلافات حادة مع المخابرات الأمريكية على هامش الحرب في غزة ورفح، رغم توقف المفاوضات لإيقاف الحرب.