إسرائيليون في ملعب كرة القدم في مجدل شمس بعد سقوط الصاروخ (إكس)
إسرائيليون في ملعب كرة القدم في مجدل شمس بعد سقوط الصاروخ (إكس)
الأحد 28 يوليو 2024 / 14:22

هل يفجر صاروخ مجدل شمس حرب لبنان الثالثة؟

قال الكاتب والمحلل الإسرائيلي، آفي يسسخاروف، إن الحادث "الصعب" الذي شهدته قرية مجدل شمس في الجولان يجعل إسرائيل أقرب من أي وقت، منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) من مواجهة شاملة مع حزب الله، ولكنه شدد على ضرورة أن تسأل إسرائيل نفسها، عن الهدف من مثل هذه الحرب؟.

 

وأضاف في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تحت عنوان "خطأ حزب الله.. ومعضلة إسرائيل" أنه في نهاية يوليو (تموز) 2006، خلال حرب لبنان الثانية، هاجم الجيش الإسرائيلي أهدافاً في قرية "كفر كنا"، ما تسبب بمقتل عشرات المدنيين، من بينهم 21 طفلاً، عن طريق الخطأ، موضحاً أن ذاك كان نقطة نحول في الحرب، عندما قررت الإدارة الأمريكية بعد الأضرار التي قعت للمدنيين،تسريع الحرب وإنهاءها في أسرع وقت ممكن.
وأشار الكاتب إلى أن الصاروخ الذي أطلق على مجدل شمس، والذي قتل بسببه أيضاً أطفال من المتوقع أن يؤدي إلى تصعيد الحرب التي تدور منذ 9 أشهر في الشمال الإسرائيلي، ويحولها إلى حرب أوسع نطاقاً بكثير، مستطرداً: "في الواقع، إن هذا الحدث الصعب يقربنا إلى المواجهة الشاملة بين حزب الله وإسرائيل".


هدف خاطيء

وأوضح أن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله، ليس أقل من حادث عملياتي خطير للتنظيم المسلح. وتشير التقييمات بشكل كبير إلى أن هذه لم تكن نية من أطلقوا الصاروخ، لأن هذه القرية درزية، ويحمل العديد من مواطنيها الجنسية السورية، ويعتبرون أنفسهم سوريين لا إسرائيليين، كما أن العديد من  سكان مجدل شمس لديهم أقارب في سوريا ولبنان، مشيراً إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي العربية، بما فيها الفلسطينية، انتقدت بشدة حزب الله، لأن تلك القرية ليست إسرائيلية.
ورأى الكاتب الإسرائيلي، أن الأضرار التي لحقت بالقرية ربما تؤدي إلى تفاقم لهجة الانتقادات في لبنان والشرق الأوسط بأكمله ضد حزب الله، الذي يتلقى أيضاً الكثير من الانتقادات في لبنان وخارجه، بدعوى أنه يفعل ما يقوله الإيرانيون بدلاً من خدمة المصلحة اللبنانية.


معضلة إسرائيلية

وأضاف يسسخاروف، أن المعضلة الآن تنتقل إلى الميدان الإسرائيلي، متسائلاً: "هل يتعين علينا الرد بقسوة كما يقتضي المنطق ضد أهداف مختلفة تابعة لحزب الله، وبالتالي المجازفة باندلاع حرب شاملة؟". ولفت إلى أن شن هجوم واسع النطاق ضد حزب الله وأهداف في لبنان، قد يبدو وكأنه إجراء ضروري في نظر كثيرين في إسرائيل، ولكن هناك ضرورة لفهم ثمن التصعيد الشامل وعواقبه.

 

قدرات الجيش الإسرائيلي

وقال إنه من المشكوك فيه أن يكون لدى الجيش الإسرائيلي، في وضعه الحالي، القدرة والوسائل التي تمكنه من تحقيق نصر سريع في لبنان، موضحاً أن شن حرب شاملة في لبنان سيقود إسرائيل إلى حرب صعبة ستستمر لعدة أشهر، في وقت يخصص فيه الجيش الإسرائيلي قدراً لا بأس به من الموارد البشرية والمادية للحرب في قطاع غزة التي يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنهاءها، أو حتى التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار.


الهجوم على لبنان

ولفت الكاتب إلى أن هناك عدداً غير قليل من السياسيين في إسرائيل، بما فيهم داخل الحكومة، يعتقدون أن هناك حلاً سهلاً، وهو مهاجمة دولة لبنان وبنيتها التحتية، ولكنه قال إن تلك التصريحات لن تحرك حزب الله وصناع القرار في إيران التي تضع لبنان في المرتية الثانية بعد مصلحة حزب الله، مستطرداً: "في الواقع، إن تدمير لبنان وبنيته التحتية سيساعد على دفع اللبنانيين إلى الاعتماد  أكثر على إيران وحزب الله في اليوم التالي للحرب".


إجابات ضرورية

واختتم مقاله قائلاً: "حتى بعد الحادث الصعب في مجدل شمس، على إسرائيل أن تسأل نفسها ما الذي يمكن أن تحققه في حرب شاملة في لبنان، فماذا سيكون هدف مثل هذه الحرب، وهل يمكن تحقيقه؟ وما هي خطة الدخول والخروج من الحرب؟، فبدون إجابات واضحة على هذه الأسئلة، فإن الحرب في لبنان ستنتهي بلا شيء ولا شيء سوى الكثير من الدمار والكثير من القتلى من الجانبين".