نساء يدعمن كامالا هاريس
نساء يدعمن كامالا هاريس
الإثنين 29 يوليو 2024 / 11:54

الصعود السريع لهاريس درس لمن يقلل شأن النساء

كانت مدهشة تلك السرعة التي حصلت خلالها كامالا هاريس على ترشيح الحزب الديموقراطي لها عقب القرار المفاجئ للرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي. وقلة قليلة هم من توقعوا من نائبة الرئيس، أن تفوز بما يكفي من تأييد سياسي، قبل انعقاد مؤتمر الحزب في شيكاغو في 19 أغسطس (آب).

وبحسب افتتاحية صحيفة الأوبزرفر البريطانية، صعدت هاريس إلى موقع منيع خلال 48 ساعة من إعلان البيت الأبيض، وتراجع المنافسون المحتملون. والآن، حتى الرئيس السابق باراك أوباما، الذي قيل إن لديه تحفظات، ألقى بثقله خلفها.
وبحسب الصحيفة فإن ترشيح هاريس يكتسب أهمية تاريخية، وقد وحد إنجازها الحزب الديمقراطي، في مهمة كانت أشبه بالمستحيلة.

كما أنها أنهت واحداً من الانتقادات الرئيسية التي توجه إليها، ألا وهو افتقارها إلى الحافز والتركيز.

وبعدما باتت نائبة للرئيس في 2021، كان ينظر إلى هاريس على أنها تفتقر إلى الكاريزما والمهارات السياسية الأساسية.

وكان الرأي السائد في واشنطن، هو أن بايدن قد اختارها لأنها امرأة سوداء ذات جذور آسيوية، وليس بسبب مؤهلاتها.

وكانت فرصها في الوصول إلى المكتب البيضوي متدنية إن لم تكن معدومة. 

وأثبت الصعود الصاروخي لهاريس إلى رأس اللائحة الديمقراطية، أن المشككين كانوا على خطأ إلى حد كبير. وهو يشكل أيضاً درساً تحذيرياً حول الاتجاه الذي لا يزال شائعاً، في السياسة وغيرها من الأوساط التي يهيمن عليها الذكور، للتقليل من شأن المرأة، حتى حيال النساء اللواتي يتمتعن بسجلات حافلة ومثبتة.

ومن الجدير الإشارة في هذا الصدد إلى هيلاري كلينتون، المرشحة الرئاسية الديمقراطية لعام 2016. فهي مثل هاريس، كانت عضواً في مجلس الشيوخ. كما شغلت منصب وزيرة الخارجية الأمريكية. وعلى غرار هاريس، كانت تتعرض باستمرار للتقليل من شأنها وتتعرض للإهانة- ولم تكن هدفاً للحزبية فحسب، بل كانت أيضاً هدفاً للتحيز ولكراهية النساء الصارخة. 

وكتبت كلينتون الأسبوع الماضي "تتعرض السيدة هاريس منذ مدة طويلة شأنها شأن الكثير من النساء العاملات في السياسة للانتقادات.. لكنها على جاهزية تامة، وعندما كانت مدعية عامة لكاليفورنيا، كافحت تجار المخدرات وملوثي البيئة والدائنين الجشعين.. وكنائبة للرئيس، جلست مع الرئيس، وساعدت في اتخاذ القرارات التي يمكن أن يتخذها قائد. وعندما عكست المحكمة العليا المتشددة قضية رو ضد وايد، صارت المدافعة الشرسة في الإدارة عن استعادة الحقوق الإنجابية للمرأة".
وتتمتع هاريس بوضع جيد لبناء ترشيحها استناداً إلى هذه الإنجازات، والتي تشمل مناصرتها لحقوق التصويت، وقضايا التعليم والمناخ، فضلاً عن صحة المرأة.

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فهي تعرف ما تريد، كما أظهرت الأسبوع الماضي، عندما حذرت رئيس الوزراء الإسرائيلي الزائر بنيامين نتانياهو، من أنها "لن تصمت" إزاء القتل الجماعي الذي ترتكبه إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة.

ومن غير المستغرب أن تتواصل هاريس، البالغة من العمر 59 عاماً، مع الناخبين الأصغر سناً، بشكل أفضل من بايدن.

وقد تلعب الناخبات، اللواتي يشاركن عادة بأعداد أكبر من الرجال في الاقتراع، دوراً محورياً. وتعكس هذا الأمر، أحدث استطلاعات الرأي وجمع التبرعات القياسي بين النساء البيض والسود عبر تطبيق زوم. وتملك هاريس الزخم. وهي الآن تتنافس بشدة مع دونالد ترامب.
ما من شك في أن هاريس ستواجه معركة شاقة إذا أرادت الفوز في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). فترامب خصم شرس وعديم الضمير وواسع الحيلة، ولقد بدأ فعلاً في الهجوم، حيث وصفها بـ "المتشردة" و"المجنونة اليسارية المتطرفة"، وشوه اسمها الأول بطريقة غير محترمة (للتأكيد على أجنبيتها المفترضة) وشوه سجلها. ومع ذلك، يبدو أن حقيقة كونه مداناً ومتعصباً ومفترساً جنسياً، يعزز جاذبيته بين بعض الناخبين، بحسب الصحيفة.
ويعد اختيار ترامب لجي دي فانس، وهو قومي أبيض يميني متطرف، لمنصب نائب الرئيس، مؤشراً على الهجوم القادم، الكاره للنساء والمتحيز جنسياً والعنصري. وسخر فانس من هاريس لأن ليس لديها أطفال بيولوجيون، وشوه سمعتها ذات مرة ووصفها بأنها "سيدة قطة بائسة".

وإذا شعروا بأنهم يخسرون، فسوف ينحدر ترامب والجمهوريون، إلى مستوى أدنى وأكثر قذارة.

وختمت الصحيفة "هاريس وأمريكا أفضل من ذلك. ويجب عليها أن تجد طرقاً للارتقاء فوق كل ذلك – والفوز".