نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو
نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو
الأربعاء 31 يوليو 2024 / 12:31

ترامب أو هاريس.. علاقات صعبة تنتظر أمريكا وإسرائيل

عكست الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للولايات المتحدة الأسبوع الماضي، الإيجابيات والسلبيات طويلة المدى، بالنسبة للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.      

لم يكن لقاء نتانياهو مع دونالد ترامب نزهة أيضاً

وكتب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون في مجلة "ذا هيل" الأمريكية، أن العلاقة التاريخية بين إسرائيل والحزب الديمقراطي وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، في حين أن العلاقة بين الجمهوريين وإسرائيل، هي أقوى من أي وقت مضى. وتدفع نحو هذه التطورات، تحولات جذرية سلطوياً وديموغرافياً في صفوف الديمقراطيين، والأهم من ذلك التحولات الجذرية في الرأي العام الإسرائيلي حول كيفية تحقيق السلام والأمن الدائمين.

صدى التحولات

وردد خطاب نتانياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس، صدى هذه التحولات. وكانت أهدافه في غزة واضحة "ستقاتل إسرائيل حتى ندمر قدرات حماس العسكرية وحكمها في غزة، ونعيد جميع رهائننا إلى الوطن. هذا هو ما يعنيه النصر الكامل، ولن نقبل بأقل من ذلك".  
وكان نتانياهو محقاً في إلقاء المسؤولية على إيران، بالنسبة للتهديدات التي تواجه إسرائيل، وكذلك للخطر الرئيسي الذي يهدد استقرار الشرق الأوسط. حتى الآن لا يأخذ الديمقراطيون بهذه الحقيقة، وتحديداً الرئيس جو بايدن والبيت الأبيض. وفي إسرائيل اليوم، مهما كانت شعبية نتانياهو كشخص، فإن ثمة جدلاً ضئيلاً حيال هذه النقاط.   

ضغط متواصل

ويبدو أن لقاء نتانياهو مع بايدن كان عملياً، حيث ركز على سعي بايدن المستمر والخاطئ للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. لكن ما ينذر بالسوء بالنسبة لنتانياهو هو أن بايدن ابتعد فعلاً عن الدعم "الصارم" لإسرائيل، الذي تعهد به بعد وقت قصير من الهجوم الوحشي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول). ومن المحتم أن يعكس اجتماع الزعيمين الضغط المتواصل وغير المسبوق الذي مارسه البيت الأبيض على القدس لإنهاء الصراع في غزة.

وبالنسبة لإسرائيل، يعد بايدن حقاً رئيساً انتقالياً، وهو آخر من يذكر بمفاخرة الرئيس هاري ترومان أن الولايات المتحدة كانت أول من اعترف باستقلال إسرائيل. لقد ولت تلك الأيام.

وكما قال نتانياهو للكونغرس، وصف بايدن نفسه بأنه "صهيوني إيرلندي أمريكي فخور". أما نائبة الرئيس كامالا هاريس فليست صهيونية فخورة من أي نوع، وهو ما اتضح خلال اجتماعها مع نتانياهو، كما يتضح من أسلوبها الجامد وتصريحاتها العامة والخاصة.  

نتانياهو وترامب

ولم يكن لقاء نتانياهو مع دونالد ترامب نزهة أيضاً. وفي اليوم السابق للقاء، قال ترامب: "أريده أن ينتهي (من غزة) وأن ينجز الأمر بسرعة. لقد تم القضاء عليهم بهذه الدعاية. إسرائيل ليست جيدة حقاً في العلاقات العامة، سأقول لك ذلك". ومن المناسب لترامب سياسياً أن يتظاهر بأن علاقته الشخصية مع نتانياهو كانت جيدة دائماً، وقد أتاح اللقاء لترامب فرصة ممتازة للتذكير بقرارات رئاسته المؤيدة لإسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
إن الخطر الكامن وراء هذه التعليقات، مثل تصريحات ترامب المماثلة في الآونة الأخيرة، ليس مجرد القلق حيال خسارة إسرائيل للحرب الدعائية مع إيران وحماس. وبدلاً من ذلك، يخشى ترامب أن يجلب له موقفه المؤيد لإسرائيل الآن تكاليف سياسية بدلاً من الفوائد، وهي ليست الطريقة التي يعتقد ترامب أن العالم يجب أن يعمل بها. إن مصالحه وحدها هي التي تملي عليه مواقفه السياسية، لذا يتعين على إسرائيل أن تعمل على تنظيم حملته الرئاسية الصعبة بالفعل والتوقف عن إزعاجها.
وبعد الزيارة، صارت لدى نتانياهو وإسرائيل صورة أفضل عن الاتجاهات المثيرة للقلق لدى أهم ثلاثة زعماء سياسيين في أمريكا قبل موعد الانتخابات. وسواء فازت هاريس أو ترامب، فإن علاقات القدس مع واشنطن ستكون أكثر صعوبة. ليس هذا هو الطريق الذي ينبغي لأمريكا أن تسلكه، ولكن هذان هما المرشحان اللذان لدينا، وستكون الغلبة لأحدهما في نوفمبر(تشرين الثاني).