نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس
نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس
الأربعاء 31 يوليو 2024 / 13:11

هل تعيش هاريس شهر عسل انتخابياً؟

استطاع توني فابريزيو هو خبير استطلاعات رأي ومستشار بارز للحملات الرئاسية لدونالد ترامب، أن يرى مساراً لانتصار ترامب على هيلاري كلينتون سنة 2016 لم يره آخرون، فعندما ينشر فابريزيو استطلاعاً، تتعامل معه مستطلعة الآراء الجمهورية كريستن سولتيس أندرسون بجدية، كما تقول في مقالها بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

الأمريكيون منقسمون مناصفة تقريباً من حيث التحديد الحزبي

دلالة شهر العسل

عندما حذر فابريزيو الأسبوع الماضي من "شهر عسل هاريس" بينما كان الديمقراطيون يحتشدون حول نائبة الرئيس، كانت أندرسون تعلم أن إظهار استطلاعات الرأي العامة ما قد تراه حملة ترامب على انفراد هو مجرد مسألة وقت. بعد يومين، ظهر الأمر  بيّن استطلاع نيويورك تايمز/كلية سيينا أن السباق على الصعيد الوطني بين الناخبين المحتملين يضيق إلى نقطة واحدة فقط لمصلحة ترامب في مواجهة نائبة الرئيس كامالا هاريس. وهو تحول كبير عن استطلاع سابق أجرته تايمز/سيينا والذي أظهر تقدم ترامب على الرئيس جو بايدن بست نقاط

معركة مؤلمة

لم تضطر هاريس إلى تحمل معركة أولية ديمقراطية مؤلمة. وصفت أندرسون هذا الأمر بأنه يعادل رمزاً للغش في لعبة فيديو يسمح للاعب بتخطي بعض المراحل المبكرة والصعبة والمملة، . لم يكن على هاريس أن تقضي العام الماضي وهي تتعرض للضربات السياسية المبرحة من قبل منافسيها الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، أو تحاول هي ضربهم، ومن ضمنهم بشكل شبه مؤكد بعض الديمقراطيين الذين يُنظر إليهم الآن على أنهم مرشحوها لمنصب نائب الرئيس.
في حين أن بعض الآراء الخارجة عن التيار الرئيسي التي تبنتها خلال حملتها الرئاسية غير الناجحة سنة 2020 ستتبعها بلا شك في هذه الانتخابات، تستفيد هاريس كثيراً من عدم اضطرارها بعد إلى إعادة التعامل مع العديد من القضايا التي تقسم الحزب الديمقراطي هذه الأيام، مثل أمن الحدود، والجريمة والشرطة، والحرب في غزة.

الطاقة

الشيء الثاني الذي تحصل عليه هاريس هو إعادة ضبط تحالف الناخبين الديمقراطيين إلى ما كان عليه في عهد أوباما. لم يكن أداء الديمقراطيين دوماً أفضل مع الناخبين الأصغر سناً، لكن بدءاً من دورة 2008، بدأ الديمقراطيون فعلاً بزيادة الأعداد في تلك المجموعة. كما نمت المزايا بين الناخبين الملونين بشكل كبير، مما أثار ذعراً جمهورياً. 

لكن التنافس الثاني بين ترامب وبايدن شهد انخفاضاً في الاستقطاب على أسس جيلية وعرقية، حيث ضيق ترامب هوامش بايدن بين مجموعات مثل الرجال السود وجيل زد. مع خروج بايدن ودخول هاريس، تشير الأدلة المبكرة إلى بعض العودة إلى الأوقات السابقة؛ فوفق استطلاع تايمز/سيينا، إن هاريس "تؤدي بشكل أفضل بين المجموعات التي كان بايدن الأضعف فيها، وبخاصة الناخبين الأصغر سناً والناخبين غير البيض".

ما الذي يتيح انسحاب بايدن رؤيته؟

تشير أندرسون إلى أن أمريكا بلد منقسم بالتساوي تقريباً. الأمريكيون منقسمون مناصفة تقريباً من حيث التحديد الحزبي. هم أيضاً مستقطبون بشكل عميق، مع قلة من الناس تنفصل عن جانبها للتعبير عن دعمها لمرشح من حزب آخر. تعتقد أندرسون أن عمر بايدن وتراجعه الواضح كانا بمثابة ثقب أسود يثني الضوء حوله ويشوه وجهة نظر المراقبين للناخبين المنقسمين بالتساوي. الآن، مع إزالة هذه القوة المشوهة، ثمة عودة إلى السباق المتقارب جداً الذي كان من الممكن خوضه والذي كان ينبغي توقعه طوال الوقت.