الطائرة المسيرة الإيرانية. (أرشيف)
الطائرة المسيرة الإيرانية. (أرشيف)
الجمعة 2 أغسطس 2024 / 18:58

"النينجا الإيرانية".. تفاصيل الطائرة الخفية التي يمتلكها حزب الله

كشفت صحيفة "كلكلست" الإسرائيلية تفاصيل ومواصفات أخطر الطائرات المسيرة التي تمتلكها إيران والجماعات التابعة لها في المنطقة بأسماء مختلفة، وهي الطائرة "شاهد 101" التي قالت إنها صغيرة الحجم وخطيرة للغاية، وهي التي أصابت مدرسة وقاعدة عسكرية في إيلات، وقتلت جنوداً على الحدود الشمالية.

وأضافت كلكلست تحت عنوان "النينجا من طهران.. تعرف على الطائرة المسيرة الخفية لإيران"، أنه منذ اندلاع حرب غزة، تعرضت إسرائيل لهجمات بطائرات بدون طيار، حتى أصبحت التهديد الأكثر تعقيداً نظراً لإشكالية الاعتراض، موضحة أن الطائرات المسيرة صغيرة وبعيدة المنال، ورخيصة الثمن ومتوافرة، وتسافر في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتجد إسرائيل صعوبة في إيقافها، ولكن على الرغم من ذلك تمكنت من اعتراضها في معظم الحالات حال اكتشافها في الوقت المناسب.
إلا أن هناك طائرة بدون طيار واحدة تمثل قوة الدفع لـ"أعداء إسرائيل"، لأن حزب الله في لبنان والميليشيات في العراق وسوريا يستخدمونها، وفي بعض الأحيان الكشف المبكر عنها لا يفيد، وذكرت الصحيفة أن تلك الطائرة لها أسماء متعددة، فالحوثيون في اليمن يسمونها "خاطف 2"، وفي العراق وسوريا يطلقون عليها "مراد 5"، إلا أن اسمها في الكتالوغ الإيراني "شاهد 101"، ووصفتها الصحيفة بأنها الأكثر إبداعاً في إيران

استهداف إسرائيل

وذكرت كلكلست، أنه في 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ضربت تلك الطائرة إسرائيل للمرة الأولى انطلاقاً من العراق، وحلقت حتى وادي الأردن، ومن هناك هناك جنوباً حتى وصلت عند مدخل مدرسة في إيلات وانفجرت، وهو مسار يزيد عن 600 كيلومتر، أما الهجوم الثاني فكان في 1 أبريل (نيسان) 2024، حيث إنها بعد رحلة طويلة، انفجرت في القاعدة البحرية في المدينة نفسها.
وفي الأشهر الأخيرة، استخدم حزب الله أيضاً هذه الأداة في لبنان، ولكن إسرائيل تمكنت من اعتراضها في كثير من الحالات، وفي 11 يوليو (تموز)، ضربت مستوطنة "كابري" الواقعة في الشمال الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل وجرح جنود، وبحسب التقديرات فقد تم استخدامها أيضاً ضد القواعد والمقرات التي يتم استهدافها بدقة، وتساءلت الصحيفة "من أين أتت هذه الطائرة بدون طيار؟"

طائرة خفية

وتشير كلكلست، إلى أن تلك الطائرة لا يُعرف عنها الكثير على الجانب الإيراني، فهي تنتمي إلى فلة الأسلحة التي ميزها الحرس الثوري وصنعها خصيصاً للجماعات التي تعمل لصالحه، واحتفظ بسرية كبيرة للتعتيم على العلاقة بين الميليشيات بمختلف أنواعها.
وأشارت إلى أن الأمريكيين تعرضوا لهجوم بتلك الطائرة للمرة الأولى عندما سقطت على رؤوسهم في منشأة أمريكية بمطار أربيل بالعراق عام 2021. 

مواصفات

وأظهر فحص الشظايا أنها كانت طائرة بدون طيار صغيرة جداً، أي ما يقرب من نصف حجم الطائرات بدون طيار الانتحارية، وكان طولها أقل قليلاً من 2 متر، وكان جناحاها رفيعين ويزيدان قليلاً عن مترين، وجسمها مصنوع من ألياف الكربون، وهي مادة تعكس موجات رادارية أقل من الألومنيوم المستخدم في الطيران العادي وتسمح أيضاً بتقليل الوزن.
وفقاً للصحيفة، واصلت الميليشيات التابعة لإيران إطلاق مثل هذه الصواريخ على الأمريكيين، وتحطم بعضها، وهنا علم الأمريكيون أنها "أداة معيارية للغاية"، موضحة أنه يمكن تغيير الرأس الحربي لدى الطائرة من العبوة العادية الى العبوة الخارقة للدروع والأهداف المحمية، ويتم ذلك بسهولة دون الحاجة إلى فنيين ومختبرات، ولكن ما يحتاجه المستخدم هو "مفك" وبضع دقائق.
ومن هجوم إلى هجوم، اتضح مدى قدرات الطائرة التي أطلقت عليها الصحيفة "النينجا"، حيث يصل مدى طيرانها إلى 700 كيلومتر ويقال إنه يطمح إلى الوصول إلى 800 كيلومتر، ويصل إلى الهدف باستخدام زوج من هوائيات الأقمار الصناعية، كما أنه قادر على استخدام الهاتف الخلوي الشبكات للتحقق من موقعه.

صناعة متقنة

وأضافت الصحيفة، أن روتين تشغيل تلك الطائرة يوضح أن صانعيها كانوا  يدركون جيداً أن الذين سيشغلونها مسلحون، وسيتعين عليهم مواجهة خصوم متفوقين من الناحية التكنولوجية، مثل الجيش الإسرائيلي وجيش الولايات المتحدة.
ولذلك، صمموا الطائرة شاهد 101 لتحسين قدرة المسلحين الذين يستخدمونها، وأشارت كلكلست إلى أن أجنحة الطائرة تتفكك وزعانف الذيل أيضاً، ويمكن نقلها من أي مكان إلى مكان الإطلاق في صندوق واحد.
وتقول الصحيفة، إن أحدث الإصدارات المستخدمة ضد إسرائيل من تلك الطائرة حصلت على محرك كهربائي، مما جعلها أكثر خطورة، موضحة أن تأثير استخدامها في الميدان أصبح هائلاً، فالنموذج الكهربائي أكثر هدوءاً من سابقه، مما يجعل من الصعب على الجنود والمدنيين أن يلاحظوا أن هناك طائرة بدون طيار قريبة ليحتموا ويصدروا تحذيراً. 

سلبيات الطائرة

وعن سلبيات تلك الطائرة، ذكرت الصحيفة إنها ليست موثوقة مثل الطائرات الانتحارية الأكبر حجماً، حيث تم توثيق أن إحداها التي انطلقت من العراق تحطمت في طريقها إلى إسرائيل بعد أن علقت في كابلات، وثانياً، شحنتها المتفجرة أقل بنسبة 50% من تلك الموجودة في الطائرة المسيرة العادية، ثالثًا، من المحتمل أن تكون أكثر تكلفة من الأسلحة الانتحارية الأخرى، والتي لها أيضاً مدى أطول، لذا فمن غير المرجح أن يتم استخدامها في أسراب.
وتابعت: "في هذه الأثناء، كل ما يمكننا فعله هو البقاء في حالة تأهب، والاستعداد للغد، سيستمر الإيرانيون في تحسين شاهد 101، التي ستصبح أصغر حجماً وأكثر معيارية ودقة ومرنة، وسيزيد نطاقها  وسينخفض ​​السعر".