الرئيس الأمريكي ونائبته (أرشيف)
الرئيس الأمريكي ونائبته (أرشيف)
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 / 13:31

فايننشال تايمز: أوروبا مخطئة بالاعتماد على فوز هاريس

شكل دخول كامالا هاريس السباق الرئاسي الأمريكي شعوراً بالارتياح في العواصم الأوروبية أمكن تلمسه، نظراً إلى أن جو بايدن كان صديقاً جيداً للقارة في أعقاب حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا.

كان بايدن آخر أطلسي في الصميم يشغل البيت الأبيض

لكن أوروبا، حسب الكاتب في صحيفة "فايننشال تايمز" فيليب ستيفنز، لا تستطيع أن تكون عاطفية بشأن هذه الأمور، إذ أشارت استطلاعات الرأي عام 2020 إلى أن بايدن كان سيخسر البيت الأبيض أمام دونالد ترامب بشكل مؤكد. 
وتميل وجهات النظر الأوروبية حيال العلاقة مع الولايات المتحدة إلى التذبذب بين الرضا عن النفس وانعدام الأمان، وتتخللها نوبات عرضية من الاستياء. وعلى مدار معظم هذه السنة، كان الشعور المنظم هو الثاني ــ الخوف من أن يفوز ترامب، والخطر الآن هو أن ترشيح هاريس أعاد دعوة الشعور بالرضا عن الذات.

سيناريو فوز ترامب

ويخبر الدبلوماسيون أن الكابوس الذي ينتظر أوروبا يتمثل في دعوة ترامب الذي أعيد تنصيبه حديثاً إلى عقد قمة لحلف شمال الأطلسي في فبراير (شباط) 2025، وعند وصوله إلى مقر الحلف في بروكسل، سيتجه إلى موسكو لإجراء محادثات مع صديقه القديم فلاديمير بوتين. وهناك سيحدد الرجلان الصارمان في الشؤون العالمية شروط وقف إطلاق النار في أوكرانيا

ولحث زيلينسكي على القبول، سيخبر ترامب الرئيس الأوكراني أنه سيوقف إمدادات المساعدات الأمريكية والمعدات العسكرية إلى كييف.

وبالتالي، سيكون زعماء الناتو أمام خيارين. إما أن يدعموا الاستسلام لبوتين ويقولوا وداعاً للنظام الأوروبي بعد الحرب الباردة المبني على حرمة الحدود الوطنية، أو أن تبتعد الولايات المتحدة عن الحلف الأكثر نجاحاً في التاريخ.

هاريس والحكمة الأوروبية

ولا يُعرف الكثير عن نظرة هاريس إلى العالم، لكن تصريحاتها العامة كانت مطمئنة.

وقالت في مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام: "بالنسبة إلى الرئيس بايدن وإلي، إن التزامنا المقدس تجاه حلف شمال الأطلسي يظل صارماً".

وكذلك كان الدعم لأوكرانيا. ومن المفيد أن كبير مستشاريها في السياسة الخارجية فيليب غوردون مؤمن حقيقي بالعلاقات العابرة للأطلسي وقد بنى حياته المهنية الدبلوماسية عبر الانخراط مع حلفاء أمريكا الأوروبيين. 

وفق ستيفنز، ستكون أوروبا غير حكيمة إذا تصرفت على أساس فوز هاريس، فإظهار استطلاعات الرأي أنها تعادل ترامب بالشعبية ليس كافياً، إذ حصلت هيلاري كلينتون على أغلبية تقترب من ثلاثة ملايين صوت في التصويت الشعبي سنة 2016 دون فائدة، ويتعين على هاريس الفوز في الولايات المناسبة. وهي بنسلفانيا وويسكونسن ومينيسوتا.

ليس حدثاً منفرداً

وبحسب الكاتب فإن الاستنتاج الحتمي للأوروبيين هو أنهم عاجلاً أم آجلاً سوف يضطرون إلى تحمل المسؤولية عن أمنهم، سواء من خلال بناء ركيزة أوروبية فعالة داخل حلف شمال الأطلسي، ويسمي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأمر الاستقلال الاستراتيجي أو السيادة.