إيرانيون يحملون صور إسماعيل هنية في طهران (أرشيف)
إيرانيون يحملون صور إسماعيل هنية في طهران (أرشيف)
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 / 13:59

نتانياهو في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي

يخوض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بنيامين نتانياهو مواجهة حادة مع رؤساء الأمن بشأن اتفاق محتمل لوقف القتال في غزة وتخفيف التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث يسعى مسؤولو الدفاع الإسرائيليون إلى إبرام الصفقة.

انفجر الخلاف بين نتانياهو ورؤساء الأجهزة في العلن

ويأتي الخلاف في أعلى مؤسسة إسرائيلية، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لحدوث انتقام من إيران وقواتها بالوكالة، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد العسكري لحزب الله اللبناني فؤاد شكر الأسبوع الماضي.
وفي الوقت نفسه، أضر نتانياهو في الأسابيع الأخيرة بموقف إسرائيل في المحادثات الجارية مع حماس بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، مما يعرض للخطر صفقة محتملة تتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تم أسرهم خلال هجوم المجموعة الفلسطينية في 7 أكتوبر(تشرين الأول). 

وقال أحد الأشخاص المطلعين على المداولات الإسرائيلية: "هناك اختلافات في الرأي" حول مزايا الصفقة بين نتانياهو وكبار رؤساء الأمن.
وأضاف "في الوقت الحالي يعتقد جميع المسؤولين الأمنيين أنه لا عائق للتوصل إلى اتفاق، لكن يتعين على نتانياهو الموافقة".

نافذة لاتفاق

ويعتقد دبلوماسيون دوليون أن وقف إطلاق النار في غزة قد يفتح أيضاً نافذة لاتفاق لخفض التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
وأفادت وسائل إعلام محلية بين المسؤولين الأمنيين الذين يؤيدون الاتفاق: رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي شين بيت، رونين بار. 

وأوضح شخص مطلع على الوضع أن جميع الشخصيات الدفاعية التي كانت الحاضرة في اجتماع مثير للجدل عقد الأسبوع الماضي، تفضل التوصل إلى اتفاق.
كذلك، يُنظر إلى وزير الدفاع يوآف غالانت على أنه يفضل التوصل إلى اتفاق، حيث قال الأربعاء في مكالمة هاتفية مع نظيره الإيطالي إن هناك "أهمية فورية للتوصل إلى اتفاق بشأن إعادة الرهائن".
لكن قطر ومصر نددتا بمقتل هنية، الذي كان نقطة الاتصال الرئيسية لحماس مع الوسطاء، وقالتا إن اغتياله من شأنه أن يؤخر المحادثات.
وفي أعقاب الاغتيالين، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن الضربة التي قتلت فؤاد شكر في جنوب بيروت الأسبوع الماضي، لكنها لم تؤكد أو تنفِ أنها قتلت هنية بعد ساعات في العاصمة الإيرانية.

وجاءت الوفيات في أعقاب هجوم صاروخي مشتبه به لحزب الله أسفر عن مقتل 12 شاباً في مرتفعات الجولان المحتل.

تفجر الحلاف

وانفجر الخلاف بين نتانياهو ورؤساء الأجهزة في العلن في نهاية الأسبوع عندما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تبادل كلامي في وقت متأخر من الليل بين رئيس الوزراء وشخصيات أمنية رفيعة المستوى الأسبوع الماضي.
ونقل عن نتانياهو قوله الأربعاء: "أنتم ضعفاء. أنتم لا تعرفون كيف تديرون المفاوضات.. بدلاً من الضغط على رئيس الوزراء، اضغطوا على السنوار"، وأضاف، في إشارة إلى زعيم حماس في غزة، الذي تلومه إسرائيل على تدبير هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
ورد رؤساء الأمن الإسرائيليون بأنه بعد 10 أشهر من الحرب، تم إلحاق ضرر كافٍ بحماس لضرب القدرات العسكرية للجماعة والتهديد الذي يشكله قطاع غزة، وهو هدف حاسم للحرب.
وفي الوقت نفسه، يعتقدون أن هناك فرصة محدودة حالياً لإطلاق سراح الرهائن الـ115 المتبقين من الأسر، والذين لم يعد ثلثهم على الأقل على قيد الحياة.
وتعثرت المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار مقابل الرهائن في غزة لعدة أشهر، حيث أصرت حماس في البداية على أن أي اتفاق يجب أن يوفر ضماناً مقدماً بأن الحرب ستنتهي بشكل دائم، وهو الأمر الذي رفض نتانياهو النظر فيه.
ووافقت حماس الشهر الماضي على تأجيل المفاوضات حول كيفية إنهاء الحرب حتى اكتمال المرحلة الأولى من الاتفاق المكون من ثلاث مراحل - فيما اعتبر تنازلاً كبيراً من قبل المجموعة.
لكن نتانياهو قدم بعد ذلك شروطاً جديدة، وفقاً لعدة أشخاص مطلعين على المحادثات.
من بين الشروط المتشددة أن إسرائيل لن تنسحب من منطقة الحدود بين غزة ومصر، والمعروفة باسم ممر فيلادلفيا، والتي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية في مايو(أيار).
كما طالب بإيجاد آلية لمنع مسلحي حماس من العودة إلى شمال غزة إلى جانب مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، الذين سيتعين عليهم السفر عبر ممر ثانٍ يسيطر عليه الجيش الإسرائيلي.