منصة إطلاق صواريخ. (أرشيف)
منصة إطلاق صواريخ. (أرشيف)
الثلاثاء 6 أغسطس 2024 / 16:45

قيود قد تحدّ الهجوم الإيراني على إسرائيل

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن إيران تنوي شن حملة تستمر لبضعة أيام على ما يبدو، لكنها ستكون محسوبة، مضيفة أن التقديرات تشير إلى أن طهران ستحاول عدم التسبب بخسائر فادحة أو تدمير الجبهة الداخلية والبنية التحتية المدنية لعدم إثارة رد فعل مضاد مدمّر من الجيش الإسرائيلي.

 وقالت يديعوت في تحليل تحت عنوان "الرد الإيراني سيكون محسوباً.. وهذه هي القيود التي تكبل طهران"، أنه يمكن خفض مستوى القلق والذعر لدى قطاعات إسرائيلية كبيرة من الهجوم الإيراني، مشيرة إلى أنه من المسلم به أن إيران ووكلاءها قد راكموا قدرات مثيرة للإعجاب تشمل إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وطائرات بدون طيار تحمل متفجرات، وقد يهاجمون المستوطنات الحدودية في الجولان والجليل، وربما يحاولون أيضاً إلحاق الضرر بالمؤسسات الإسرائيلية والإسرائيليين في الخارج، ولكن في الوقت نفسه، هناك سلسلة من القيود الثقيلة المفروضة على إيران ووكلائها والتي من المؤكد أنها ستحد من رغبتهم في الانتقام وتحد من خططهم التدميرية. 

هجوم محسوب

وأشارت يديعوت إلى أنه في ضوء الجهود التي تبذلها إيران حالياً على الساحة الدولية، والتصريحات "الصاخبة" لقادة الحرس الثوري وكبار السياسيين في إيران، فإن طهران تنوي شن حملة ضد إسرائيل ربما تستمر يومين أو ثلاثة أيام، بمشاركة وكلائها في المنطقة لمحاولة تحدي أنظمة الدفاع الجوي لإسرائيل والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، مستطردة: "لكن الحملة ستكون مدروسة لا مدمرة للغاية".
وبررت الصحيفة ذلك بأن إيران دولة ضعيفة، ونظامها يخشى زعزعة الاستقرار بين السكان، وبحال توجيه إيران لضربة مدمرة نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فلن تضطر إسرائيل إلى بذل الكثير من الجهد، ولن تحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة لضرب 30% على الأقل من صناعة النفط الإيرانية.

تدمير السدود الإيرانية

ووفقاً للصحيفة، فإن إسرائيل لن تجد صعوبة في تدمير السدود في إيران، ونتيجة لذلك لن يكون هناك جفاف فحسب، بل سيتعين على السكان الحصول على المياه كحصص لهم، بالإضافة إلى أن موانئ إيران تُعد المنفذ الاقتصادي الرئيسي للبلاد إلى العالم الخارجي، وهي أكبر وأكثر عرضة للخطر من موانئ حيفا وأشدود.
كما أشارت إلى أن المنشآت النووية ليست جميعها تحت الأرض، فضلاً عن منشآت الصناعات العسكرية الإيرانية، والتي تشمل مصانع طائرات بدون طيار، مستطردة: "لذلك، فإن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، والجيش الإسرائيلي، وخصوصاً القوات الجوية، لن تجد صعوبة في إلحاق الضرر بها، ما سيتسبب ب تهديد الاستقرار بشكل كبير، وهذا هو العامل الرئيسي المقيد لإيران". 

الدفاع الجوي الإسرائيلي

أما عن العامل التقييدي الثاني والأكثر أهمية، فيتمثل في أنظمة الدفاع الجوي متعددة الطبقات لدى إسرائيل، ولدى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، والتي أثبتت فعاليتها في التصدي للهجوم الإيراني في 14 أبريل (نيسان) الماضي، عندما اعترضت 99% من الصواريخ والمسيرات التي تم إطلاقها نحو إسرائيل.
وأوضحت أن الغرض من هذا الهجوم كان إرسال إشارة لإسرائيل بأن إيران لن تتردد في الدخول في حرب مباشرة، إلا أن الأضرار التي لحقت بإسرائيل كانت "صفراً"، مضيفة أن هذه المرة لن يبلغ الإيرانيون مسبقاً بتوقيت الهجوم وما يستعدون له، ولكن يمكن التقدير بأنهم يعتزمون محاولة خداع أنظمة الاعتراض بطريقتين.

طريقتين لخداع الدفاع الجوي الإسرائيلي

الطريقة الأولى، كمية كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيرة، والثانية، عملية إطلاق صواريخ من جميع الاتجاهات، باستخدام صواريخ قصيرة وطويلة المدى، وسيتعين على الصواريخ الاعتراضية أن تحدد بسرعة الهدف الذي يجب التعامل معه أولاً، وهذه أمور معرضة للأخطاء وقد تسمح باختراق بعض الصواريخ وبعض الطائرات المسيرة، على الرغم من أنها أنظمة اعتراض ودفاع جوي لا مثيل لها في العالم.
كما أشارت إلى أن أحد العوامل المقيدة المهمة للغاية هو حقيقة أن الإيرانيين يرون حشداً أمريكياً وبريطانيا وفرنسياً، سيساعد إسرائيل على الاعتراض. 

استخلاص الدروس

ووفقاً للصحيفة، فمن المحتمل جداً أن يكون الإيرانيون ووكلاؤهم يخططون بالفعل للضربة بناءً على الدروس المستفادة من فشل الضربة في أبريل (نيسان)، موضحة أنه في ذلك الهجوم، لم يتمكن سوى عدد قليل من الصواريخ الباليستية من اختراق التشكيلات الدفاعية لإسرائيل والتحالف، ولم تصل طائرة بدون طيار أو صاروخ كروز واحد إلى هدف في إسرائيل.