الأربعاء 7 أغسطس 2024 / 18:20

هل توجّه حرب إسرائيلية الضربة القاضية للاقتصاد الإيراني؟

ذكرت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية، أن العقوبات والفساد الحكومي دفعا الاقتصاد الإيراني إلى التضخم المزمن، مشيرة إلى أن الرئيس الجديد مسعود بزشكيان وعد خلال حملته الانتخابية بمعالجة الفقر، وزرع الأمل في نفوس المواطنين، متسائلاً: "هل ستمنع المشاكل الاقتصادية والقلق بشأن صادرات النفط من القطيعة مع إسرائيل؟".

 وأضافت "غلوبس" تحت عنوان "الحرب مع إسرائيل يمكن أن توجه ضربة قاتلة للاقتصاد الإيراني المحتضر"، أنهم في إسرائيل، وفي العالم أجمع أيضاً، ينتظرون رد فعل النظام الإيراني على اغتيال،  رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وأضافت الصحيفة، أن إحدى القضايا الراسخة في عملية صنع القرار بطهران، والتي يفترض أنها تثير الخوف من الحرب الشاملة، هي الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني منذ سنوات طويلة وضعاً سيئاً، لافتة إلى أن الحديث عن انهيار اقتصادي في لبنان في حال حصول حرب شاملة، ينطبق أيضاً على إيران إلى حد كبير، واصفة سلوكها بأنه "يؤدي إلى الهاوية بكل المقاييس".

 الاعتماد على الصين

قالت الصحيفة إن إيران وصلت  عام 2023، إلى ذروة صادراتها النفطية، منذ أن قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي قبل حوالي 6 سنوات، حيث بلغت 35.87 مليار دولار، موضحة أن مركز الطلب على النفط الإيراني هي الصين، أكبر مستورد في العالم، والتي تشتري 90% من نحو 1.5 مليون برميل يومياً تصدرها إيران، بحسب شركة مراقبة الحركة البحرية "أرغوس".
وتشير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) إلى أنه منذ بداية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير (كانون الثاني) 2021 حتى ديسمبر (كانون الأول) 2023، تجاوزت صادرات النفط الإيرانية إلى بكين 100 مليار دولار.


انخفاض عائدات النفط

وتشير ميزانية إيران للعام الفارسي الحالي (مارس 2024 - مارس 2025)، إلى أن الحكومة تتوقع انخفاضاً بنسبة 3.2% في عائدات النفط، وفي الوقت نفسه، تم بناء موازنة الدولة على أساس توقع قفزة حادة بنسبة 49.8% في عائدات الضرائب، وانخفاض بنسبة 43.2% في عائدات الخصخصة و51.6% من مبيعات أصول الدولة، وفي الوقت نفسه، يأتي معظم النفط الإيراني من الخليج العربي.
واستطردت الصحيفة: "لكن هناك شوكة في ذلك، ففي الوضع الذي تتحول فيه إيران إلى وضع الحرب الشاملة مع إسرائيل، فإن ذلك قد يضر بحركة الشحن في مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 30٪ من تجارة النفط العالمية"، مضيفة أن مثل هذا الحدث سيكون له تأثير خطير على الناتج المحلي الإجمالي في إيران، الذي نما بنسبة 5٪ في عام 2023، وفقاً للبنك الدولي.


نظرة مستقبلية سلبية

وبالنظر إلى المستقبل، كانت الأخبار الدولية الواردة بشأن إيران سلبية إلى حد ما حتى قبل التصعيد الحالي، وتوقع البنك الدولي تباطؤا كبيرا في النمو خلال السنوات المقبلة بنسبة 3.2% في 2024، و2.7% في 2025، و2.3% في 2026.
وأشارت الصحيفة إلى أن معدل البطالة يبلغ حوالي 8%، ولكن عملياً، ربما يصل إلى حوالي 25%، وهذا أحد الأسباب التي تجعل إيران واحدة من الدول الرائدة في العالم بمؤشر معدل هجرة الأدمغة وهجرة الأكاديميين إلى بلدان أخرى.


ظروف معيشية صعبة

وإلى جانب ذلك شهدت إيران في السنوات الأخيرة انخفاضاً كبيراً في معدل المواليد، وارتفاعاً في سن الزواج لكل من الرجال والنساء، كما تكافح العديد من العائلات من أجل البقاء وتحتاج إلى "الإغاثة"، ويعيش العديد من المواطنين في ظروف دون المستوى المطلوب، دون القدرة على شراء الغذاء أو الحصول على المياه النظيفة أو سقف فوق رؤوسهم أو الكهرباء أو الغاز، بحسب الصحيفة.

 

 


العملة تتفاعل مع الأحداث

وفيما يتعلق بسعر الصرف، يشير الريال بوضوح إلى أن مصلحة طهران تكمن في عدم الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بلغ السعر الحقيقي 510 آلاف مقابل الدولار، في حين ارتفع في منتصف مارس (آذار) إلى نحو 600 ألف، ومع اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري بسوريا ولبنان حسن مهداوي، في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، ارتفع سعر الصرف إلى 670 ألفاً للدولار.
وفي منتصف شهر مايو (أيار) الماضي، عندما اتضح أن تبادل الضربات مع إسرائيل توقف، عاد سعر الصرف في السوق السوداء الإيرانية إلى نحو 580 ألف ريال للدولار. ومع انتخاب بزشكيان لرئاسة إيران، أصبح الريال الإيراني أقوى، ولكن مع اشتداد أصوات الحرب من جانب إيران الأسبوع الماضي، حدث انخفاض في قيمة الريال، إلى جانب الانخفاض المستمر في سوق الأسهم الإيرانية.