يحيى السنوار زعيم حركة حماس (أرشيف)
يحيى السنوار زعيم حركة حماس (أرشيف)
الأربعاء 14 أغسطس 2024 / 18:15

كيف يقود يحيى السنوار حماس من الأنفاق؟

استعرضت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الطريقة التي يعمل بها يحيى السنوار زعيم حماس من تحت الأرض، والتي يقود من خلالها العمليات ويُبلغ قراراته لقادة الحركة في إطار الحرب مع الجيش الإسرائيلي، وبشأن صفقة الرهائن أيضاً.

وأضافت "جيروزاليم بوست" في تحليل تحت عنوان "كيف يقود يحيى السنوار حماس من تحت الأرض"، أن زعيم حماس في عزلة بغزة، ولكنه لا يزال يتواصل مع مقاتلي حماس وقيادة الحركة في الخارج، مشيرة إلى انتخابه كزعيم سياسي جديد لحماس ليحل محل إسماعيل هنية الذي اغتيل في العاصمة الإيرانية طهران في إطار مشاركته في تنصيب الرئيس الجديد، مسعود بزشكيان.
وقالت الصحيفة إن العديد من المقالات في الصحف ووسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط ركزت على قضية "اتصالات السنوار"، لافتة إلى أنه لم يعد يثق في الاتصالات الإلكترونية خوفاً من أن يكتشف الجيش الإسرائيلي مكانه ويقتله.


حذر السنوار

وذكرت أن حذر السنوار من اعتراض اتصالاته، لا يجعله أول زعيم يفعل ذلك، ولكن زعماء المافيا في الولايات المتحدة ، في السبعينيات والثمانينيات، كانوا حذرين أيضاً من استخدام الهواتف، موضحة أن السنوار يستخدم ببساطة نوعاً من الأمن والحرفية التي يمكن توقعها من رجل في موقعه، ومن ناحية أولى، يحتاج السنوار إلى الحذر الشديد من اكتشاف مكانه والقضاء عليه، ومن ناحية أخرى، لا يريد أن تسقط حماس في فراغ قيادي وفوضى في غزة.


معرفة جيدة بالأنفاق

وقالت إن السنوار قد يكون هارباً، ولكنه يعرف غزة جيداً، فهو نشأ في خان يونس، ويعرف المدينة جيداً وأنفاقها، لأنه هرب من إسرائيل فيها لسنوات، مضيفة أن ذلك جعله يُخطط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) منذ أن تم الإفراج عنه عام 2011، حيث كان في إطار صفقة "جلعاد شاليط".

 

الحفاظ على تمويل الحركة

وتقول الصحيفة الإسرائيلية، إن حماس في عهد السنوار، تلقت مبالغ ضخمة من الخارج، لذلك، فإن السنوار ليس معتاداً فقط على ممارسة الاحتياطات القصوى لضمان استمرار حريته، بل أكثر من ذلك، وتابعت: "لقد رسمت التقارير الأخيرة صورة للسنوار وهو هارب، ويترك الغرف في الأنفاق والقهوة لا تزال ساخنة، بينما يتم مطاردته، قد يكون هذا صحيحاً، لكنه يُظهر أيضاً أنه يواصل إيجاد طريقة للعمل خلف الكواليس للسيطرة على حماس".


سيطرة الجناح العسكري

وأشارت "جيروزاليم بوست"، إلى أن ترقية سنوار لقيادة حماس تُظهر أن لا فرق بين الجناحين العسكري والسياسي لحماس، وأن العقل المدبر لأحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) يسيطر بقوة على الحركة، موضحة أن التقارير التي نُشرت مؤخراً تشير إلى أنه يستخدم رسلاً لتمرير رسائله.
ووفقاً للصحيفة، هناك دليل آخر يُظهِر أنه يسيطر بشكل كامل، وهو استمرار محادثات الرهائن لفترة طويلة، وهو ما يدل على التواصل مع السنوار، للموافقة أو عدم الموافقة على المقترحات التي تأتي من المحادثات.


دعم دولي

وترى الصحيفة أن حماس تحت قيادة يحيى السنوار تحظى بدعم دولي أكبر مما كانت عليه في الماضي، حيث إنها تحظى بدعم من روسيا والصين وإيران ودول أخرى، وأنه من الواضح أن الحركة بدون زعيم لن تستطيع تحقيق ذلك، بالتالي، فإن السنوار لا يتواصل فقط مع قادته المتبقين، بل يتواصل بطريقة ما مع حماس في الخارج.


بروتوكولات اتصال خاصة

ونقلت عن أحد التقارير المنشورة، أن حماس "تعتمد على بروتوكولات اتصال خاصة تستخدمها في المقام الأول للتواصل مع أطراف في الخارج"، مضيفة أن قادة حماس اعتمدوا في بداية الحرب على خطوط اتصالات الحركة، التي تم تطويرها من  مهندسي حماس العسكريين منذ عام 2009، وواصلوا تطويرها بشكل متقطع باستخدام تكنولوجيا أجنبية.
وتابعت الصحيفة "في الماضي، وجدت إسرائيل أن حماس لديها موقع كمبيوتر وتكنولوجيا تحت مقر الأونروا، ومن المعقول أن نستنتج أن السنوار، وحماس ربما قاما بتحويل بعض هذه التكنولوجيا لاستخدامهما الخاص أو استغلال مواقع مختلفة في غزة تستخدمها المنظمات الدولية".