الجمعة 27 يونيو 2014 / 18:58

زوجي العزيز أهديك طائرة "درون" محملة بالورود



للطائرات من دون طيار تاريخ طويل يعود لحرب فيتنام وحرب أكتوبر 1973، لكنها كانت تستخدم على نطاق ضيق ولم تحقق الأهداف المرجوة المخطط لها آنذاك، إلى أن أصبح استخدامها في الوقت الراهن واسع الانتشار، ولم يعد قاصراً فقط على الحروب وتفقد المواقع والاستطلاعات الاستخباراتية و المراقبة والتجسس، كما أثبتت بالفعل دورها المحوري في المناورة بشكل فوق طاقة الطيار الإنسان، وقد استخدمت من قبل العديد من الدول الغربية والعربية حالياً، بل وامتدت لتغزو قطاع الخدمات وتوصيل الطلبات والطرود.

ولا تزال عمليات التطوير تلاحق تلك الطائرات، وربما يأتي اليوم الذي تحل فيه محل أشخاص مقربين لنا أو عرفناهم لفترة طويلة، فبعد أن حلت محل الجنود والطيارين، وأصبحت الحروب غير متكافئة وبلا أبطال حقيقيين، وإن كانت في الوقت ذاته قلصت عدد الضحايا وألغت العنصر البشري من حسابات المكسب والخسارة، فالحرب المبرمجة أكثر دقة وتكتيكاً من التقليدية، وبعد قيامها بدور محل عامل المطعم أو الشركة في توصيل الطلبات والطرود وكان آخرها توصيل البيتزا، قريباً سنرى تلك الطائرات بدور موظف الخدمات اللوجستية.

وكما كنا شهوداً على العصر منذ سنوات ماضية ورأينا كيف أحدثت التكنولوجيا ثورة في حياتنا وكيف غيرت الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي في طريقة تواصلنا مع بعضنا البعض كلياً، أو طريقة تصفحنا وبحثنا وتسوقنا بلمسة زر أو بأمر صوتي، فتخيل ماذا يمكن أن يحدث عندما تغزو الطائرات دون طيار حياتنا الشخصية والعملية.

فلنطلق العنان لمخيلتنا وأفكارنا ليتراءى لنا المستقبل الذي ينتظرنا مع هذا الكم الهائل من التقنيات الحديثة، فبينما وأنت جالس على مكتبك ورغبت في احتساء كوب من الشاي الساخن أو القهوة المحضرة بطريقة إسبرسو الإيطالية، فيكفيك بكبسة زر واحدة تأمر بها نادل العمل والذي يؤدي وظيفته طائرة "درون" ليهبط عليك الكوب الساخن من السماء، وإذا انتقلنا إلى المنزل وأردت زجاجة عصير أو قطعة من الكيك وأنت متكئ على أريكتك تشاهد مباراة فريقك المفضل أو مسلسلك المحبب، فبأمر صوتي من هاتفك الذكي المقترن بخادمتك الطائرة "درون" وفي غضون ثوان يكون الطلب المراد بين يديك.

وعلى الصعيد الشخصي أراها فكرة عبقرية عندما يرغب الزوج في مصالحة زوجته بإنزال طائرة "درون" أمام مكتب عملها أو باب غرفتها في المنزل، محملة بباقة ورود رائعة أو هدية متميزة ليسترضيها ويطلب صفحها، فتخيل ماذا سيكون وقع ذلك على الزوجة، والعكس صحيح أيضاً مع الزوجة عندما تود مصالحة زوجها.

ولن يقف الأمر عند هذا الحد، فداخل غرفة العمليات ستجد تلك الطائرات مهاماً عديدة تُكلف بها، فستقوم الممرضة "درون" بمناولة الجراح المشرط وغيرها من الأدوات الطبية، وعندما نقفز إلى دنيا الرياضة، فتخيل هذا الروبوت الذكي المبرمج وقد حل محل الحكم أو أحضر الكرة عند خروجها من ساحة الملعب، فليس من المستبعد أن يأتي اليوم الذي نرى فيه طائرات درون وهي تعلم أطفالنا وتقود سياراتنا أو تنقذ مرضانا وتسعفهم قبل فوات الأوان، فسيناريوهات واستخدامات درون المستقبلية قد تشبه روايات الخيال العلمي التي لا تعرف المستحيل، لكن الحقيقة قد تكون في بعض الأحيان أغرب من الخيال.