كتبت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، أن هناك شبه إجماع أيديولوجي الآن على عدم نجاح استراتيجية الرئيس أوباما لـ "تفكيك وتدمير جماعة الدولة اللا- إسلامية(داعش) نهائياً".

لماذا تحاول الطائرات الحربية الأمريكية إنقاذ كوباني في الوقت الذي تسمح فيه لقوات الأسد بتطويق المواقع التي يسيطر عليها المتمردون في حلب
ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد، حسبما يقول بعض المسؤولين في الإدارة، وإنما هناك حاجة لمزيد من الوقت لإنجاز هذه المهمة المعقدة، مثل تدريب القوات العراقية والسورية، وهذا يعني أن الحملة العسكرية التي فوضها الرئيس الأمريكي لا يمكنها تحقيق أهدافه المعلنة.

نقاط ضعف حملة أوباما
وذكرت الصحيفة أنه بينما يواصل داعش تعزيز قوته في محافظة الأنبار في العراق، في الوقت الذي يحاصر فيه مدينة كوباني الكردية السورية، تتضح للعيان نقاط الضعف الرئيسية في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة، ومن بينها تلك الوتيرة المتواضعة نسبياً للضربات الجوية التي لم تتمكن في عدة حالات من ردع التقدم الذي تحرزه قوات العدو، وكذلك عدم وجود مدربين ومستشارين وقوات خاصة على الأرض يمكنها مصاحبة القوات العراقية والسورية واستدعاء الغارات الجوية والمساعدة الطبية والمساعدة في وضع التكتيكات.

وتتمثل نقطة الضعف الثالثة في الحياد الفعلي إزاء النظام السوري لبشار الأسد بما يسمح له بشن هجمات جديدة ضد المتمردين الذين تعول عليهم القوات الأمريكية في محاربة داعش.

وألقت الصحيفة الضوء على الانتقادات التي يوجهها مسؤولو البنتاغون، والتي تنبع في الأساس من القيود التي فرضها أوباما على الحملة العسكرية.

وفي هذا السياق، يقول المسؤول راجيفشاندراسيكاران: "نحن بحاجة إلى قوات سورية معتدلة ذات مصداقية، ولكننا لم نكن على استعداد لعمل ما يلزم لبناء تلك القوة".

ثغرات استراتيجية
ويصرح مسؤول آخر قائلاً: "لا يمكنك أن تحشد قوة فعالة إذا لم تكن لديك قوة على الأرض تقدم لهم المشورة والمساعدة".

وأوضحت الصحيفة أن هناك ردود فعل من الحلفاء الأمريكيين تجاه الثغرات الموجودة في الاستراتيجية التي تتبناها إدارة أوباما، حيث أحجمت تركيا عن التعاون العسكري، نظراً لعدم وجود استراتيجية لمواجهة نظام الأسد، وقامت الحكومة العراقية الجديدة، التي ضغط عليها أوباما لتتعاون مع القبائل السنية في البلاد، بتعيين عضو في ميليشيا شيعية مقاتلة، ترعاها إيران، على رأس وزارة الداخلية، مشيرة إلى أن "رجال القبائل السنية يميلون من جانبهم إلى عقد صفقات مع داعش حول دعم التحالف الأمريكي".

معايير مزدوجة
ويتساءل قادة الجيش السوري الحر لماذا تحاول الطائرات الحربية الأمريكية إنقاذ كوباني، في الوقت الذي تسمح فيه لقوات الأسد بتطويق المواقع التي يسيطر عليها المتمردون في حلب، وإسقاط قنابل البرميل عليها.

وأبرزت الصحيفة المناقشات التي تدور بين أطراف من اليسار واليمين في واشنطن حيث يقولون إن الاستجابة المناسبة لأوجه القصور في حملة أوباما ستؤدي إلى خفض طموحاته؛ وعليه أن يسعى فقط إلى منع داعش من تحقيق المزيد من التوسعات.

سياسة الاحتواء
وترى الصحيفة أن المشكلة تكمن في سياسة الاحتواء التي يتبعها أوباما، في أن عدوى داعش تنتشر، حيث تحتشد الجماعات المسلحة في المنطقة للدفاع عن قضيتها، ويستمر تدفق المتطوعين للقتال إلى جانبها في سوريا، وهناك دعم شعبي واسع النطاق لممارساتها في بلدان مثل تركيا ولبنان والأردن.

وأكدت الصحيفة أن أوباما كان على صواب في دعواه لتشكيل تحالف واسع ضد داعش، ومحاولة بناء قوة محلية، ولكن يجب أن تقوم الولايات المتحدة بتوسيع نطاق أهدافها وزيادة التزامها العسكري إذا أرادت هزيمة الإرهابيين.

على الأقل، يجب حماية القوات المتمردة السورية من الهجمات التي يشنها نظام الأسد، وتزويد كل الوحدات السورية والعراقية بمستشارين أمريكيين ومراقبين جويين.

وكلما زاد تأخر أوباما في اتخاذ هذه الخطوات، ازدادت المخاطر التي تهدد المصالح الأمريكية الحيوية.