لا شواطئ في كوباني بل قنابل، من المدينة السورية التي يحاصرها تنظيم داعش، فرّ إيلان كردي وأخوه، وكانت غاية أسرته أوروبا.

وبعد أن سافر عدة مئات من الأميال عبر تركيا، آن الأوان لإيلان أن يقطع ميليْن من بحر إيجه وصولاً إلى جزيرة كوساليونانية، آلاف غيره قطعوا مسافات شبيهة، حيث تعتبر هذه الرحلة البحرية محفوفة بمخاطر أقل من الطرق الأخرى التي يسلكها اللاجئون.

وركب إيلان بقميصه وسرواله الأحمر البحر بصحبة عائلته، ليغادر برفقه 20 شخصاً على الأقل الشاطئ يوم الأربعاء على متن قاربيْن من مدينة أكيارلار الواقعة على شبه جزيرة بوردوم.

وسرعان ما انقلب المركبان وغرق 12 شخصاً على الأقل، بمن فيهم أطفال، ولم يبلغ إيلان وأخوه غالب (5 سنوات)، وأمهما ريحان (35 عام) أوروبا قط.

وعُثر عليهم جميعاً على شاطئ منتجع بوردوم والأمواج تضرب رؤوسهم، وكان إيلان مستلق ورأسه في البحر، وفي النهاية التقطه شرطي تركي باهت الوجه من فرط الحزن، وأطرافه المرتخية مضمومة برفق.

وعلى مسافة بعيدة بطول الشاطئ نفسه، أطاحت الأمواج بالممتلكات الزهيدة لللاجئين السوريين، 3 أطفال آخرون غرقوا، وأٌنقِذَ 7 آخرين ووصل اثنان إلى الشاطئ في سترات النجاة، وفي مشرحة مستشفى مدينة بوردوم، إنهار الأقرباء الناجين من فرط البكاء بعد أن تعرفوا على جثث الغارقين، بحسب ما أفادت وكالة أنباء دوغان التركية.

وسريعاً انقلب القارب الثاني الذي غادر بوردوم وعلى متنه 6 أشخاص بحسب تصريحات خفر السواحل التركية، وغرقت امرأة و3 أطفال.

ويُعتقد أن إيلان كان على متن القارب الثاني، وكانت هناك مزاعم أن استئجار قارب صغير من مدينة بوردوم إلى جزيرة قوس يمكن أن يكلف 1000 يورو، ويُزعم أن المطاعم المحلية تُطعم اللاجئين قبل سفرهم.