اليمن جزء أصيل من قلب كلّ عربي ما دامت فيه دماء الأصالة والعروبة والشرف، ولن يسمح أن تستباح موطن العروبة
نشهد الذكرى الثانية لعاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي بقيادة الإمارات والسعودية وما تلاها من انتصارات عسكرية عربية بامتيازلصد التوسع الإيراني.. وهذا ما أكده الرئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، الأحد، بقوله إن 85 في المئة من الأراضي اليمنية باتت تحت سيطرة الحكومة الشرعية بعد عامين من عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي بقيادة السعودية.

لا شكّ في أنّ المواقف السعوديّة الإماراتيّة الداعمة للأمن والاستقرار في المنطقة، تحظى باهتمام وإشادة من الشعوب العربية، كما أنّها منسجمة مع الجهود الدوليّة، لهذا كان تحرير المدن اليمنيّة من أنياب الإرهابيين ومخالبهم هو هدف أساسي لقوات التحالف لم ولن تحيد عنه، إنّها قضية مبدأ ومسؤولية أمّة بأكملها.

على اعتبار أنّ اليمن جزء أصيل من قلب كلّ عربي ما دامت فيه دماء الأصالة والعروبة والشرف، ولن يسمح أن تستباح موطن العروبة مادام هناك دم عربي ينبض في عروق الكرام، وفشل الأيديولوجيا الإيرانية في اليمن أمر وارد، فالمشروع الإيراني كان يريد القضاء على الهوية العربيّة، لأنّ اليمن بتاريخه وقيمه العريقة وأصالته وعروبته التي ترسم ملامح هويته الوطنية ترفض استزراع نموذج إيراني تعسفي لا يمت إلى ثقافته بصلة، كونه مهد العروبة وحائط الصد أمام أيّ مخططات فارسيّة أو أجندات خارجيّة أيّاً كان نوعها سواء لبعث الفتنة الطائفية أو لتغيير تركيبته أو إحداث شرخ في نسيجه الاجتماعي.

لهذا تضافرت جهود التحالف بقيادة السعودية والإمارات لوضع خطط ذات أبعاد استراتيجيّة، وأن تكون الخطوات متسارعة وفعّالة للقضاء على القوى الغاشمة التي أرادت اختطاف اليمن من أحضان أمّته العربية، ولكي يتم الحفاظ على البقية الباقية من منافذ الدول الخليجية والعربية وحمايتها من أيّ تهديدات تستهدف زعزعة استقرارها، كان لا بدّ من اتخاذ قرارات عميقة فيما يخص الأمن الخليجي، وثبات الإمارات في دعم الشرعية في اليمن على المستويات كلّها: السياسيّة والعسكريّة والإنسانيّة، وبذلها أغلى ما يملكه الوطن وهو دماء شهدائنا الأبرار، وردّ عدوان كل من تسوّل نفسه المساس بالأمن الإقليمي، يُظهر مدى حرص الخليج وغيرته على أصل العروبة، وتطهيرها من الشرذمة القليلة، لكي تتحرّر بقية الأوطان العربيّة تباعًا من ربقة المعتدي الواحدة تلو الأخرى.

يشيد العالم بالإنجازات المبهرة لـ«عاصفة الحزم » حيث هلّت بشائر النصر باستعادة القوات الحكومية اليمنية- بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات- السيطرة على أجزاء هامة حول العاصمة صنعاء، أن استعادة ميناء الحديدة غربي اليمن ستكون المسمار الأخير في نعش الانقلاب والقضاء على مشروعه.

وهناك خطّة من قوّات التحالف لاستعادة المدن اليمنية التي زرعت فيها ألغام بشريّة من المتطرفين الجهاديين، ونزع الفتيل من التنظيمات المتشددة في حضرموت والمكلا، لتتراجع سيطرة الانقلابيين على كثير من المحافظات والمناطق، وكان لا بدّ لقوى التحالف العربية بقيادة السعودية من مضاعفة التزامها لتعزيز الأمن والاستقرار.

لا تدرك إيران أنّ الجزيرة العربية تمدّ شريان الحياة إلى ينبوع العروبة، وعدم إتاحة الفرصة أمام الأعداء للنخر في نسيج المجتمع اليمني العربي أو النيل من مسلماته وثوابته، ودول الخليج وعلى رأسها الإمارات تخطو خطوات متسارعة وفعّالة للقضاء على القوى الغاشمة التي أرادت اختطاف اليمن من أحضان أمّته العربية، كَمَا تسعى الإمارات بشكل متواصل إلى تعزيز برامج مساعداتها الإنسانيّة والإغاثيّة والإنمائية؛ خاصة في مناطق الصراعات والأزمات، وهذا يزيد من فاعلية دورها ويوسع من تأثيرها في المناطق التي توجه خدماتها إليها حينما احتلت الدولة المرتبة الأولى عالمياً كأكبر مانح للمساعدات خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن، في مجال إعادة الإعمار في الكثير من المناطق المحررة .

أضحى المشروع الإماراتي السعودي النهضوي للأمّة محل إبهار للعالم، بتكامل عناصره ومتانة مبادئه، فالرؤية الصائبة والعميقة التي تنتهجها الإمارات تجاه التحديات والأزمات التي تمرّ بها الأمة العربيّة تجعلها نموذجًا لنصرة الحق وتوطيد العدل بأسمى تجلياته، وإشاعة الأمل والتنوير بأرقى أشكاله، وسعيها الحثيث لتجفيف الحركات الظلاميّة، إيمانًا منها بحق الشعوب العربيّة في أن يكون لها مكان لائق في الراهن والمستقبل.