رأى جيمس ليونز، قائد عسكري متقاعد من البحرية الأمريكية، وكبير الممثلين العسكريين الأمريكيين لدى الأمم المتحدة، أن قطر "حليفة إيران" عليها أن تختار بين الولايات المتحدة أو الاستمرار في تمويل الجماعات الإرهابية.

قطر تؤدي دور المصرفي والوكيل الدبلوماسي نيابة عن إيران، وهو أمر غير مفيد على الإطلاق
 ولفت في مستهل مقاله، الذي نشرته صحيفة "واشنطن تايمز"، أن قطر تقف على قدم المساواة مع إيران في الدور الذي تلعبه لتقويض استقرار العالم الإسلامي السني، وقد استخدمت قناة الجزيرة الإعلامية التي مقرها الدوحة، في شن حرب دعائية ضد خصومها السنة، وقدمت أموالاً ضخمة لتمويل الميليشيات الإرهابية لزعزعة استقرار جيرانها.

إشكالية سلوك قطر

ويعتبر كاتب المقال أن سلوك قطر القائم على زعزعة الاستقرار يتناقض مع المشاركة الناجحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة العربية الإسلامية الأمريكية الأولى التي عقدت في مايو (أيار) الماضي والتي استهدفت بشكل رئيسي الحصول على موافقة جميع رؤساء الدول على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة فورية لوقف تمويل الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وغيرها، فضلاً عن عزل إيران. ومن هذا المنطلق، بدا جلياً خلال القمة أن قطر تمثل إشكالية كبرى بسبب دعمها العلني للجماعات الإرهابية المختلفة وبخاصة جماعة الإخوان المسلمين.

وليس مستغرباً أن تضطر الدول الرباعية الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرض عقوبات ضدها، لا سيما في ظل العلاقة الحميمية بين القيادة القطرية وإيران، وحقيقة أن قطر تؤدي دور المصرفي والوكيل الدبلوماسي نيابة عن إيران، وهو أمر غير مفيد على الإطلاق، بحسب كاتب المقال.

مطالب الرباعي

يقول الكاتب: "قدم الرباعي 13 مطلباً إلى قطر أهمها علاقة قطر بإيران التي يعتبرها الرباعي تهديداً وجودياً للأنظمة العربية الحاكمة، وكذلك وقف الدعم القطري لجماعة الإخوان المسلمين، ولكن قطر رفضت مطالب الرباعي الذي خفف الآن مطالبه الأصلية بعض الشيء، ويبدو أن الرباعي يطالب قطر في الوقت الراهن بالالتزام بمجموعة من المبادئ التي تتضمن مكافحة الإرهاب وما يُطلق عليه (التطرف) وحرمان الجماعات الإرهابية من التمويل والملاذ الآمن، إلى جانب إنهاء التحريض على الكراهية والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ذات السيادة، ويقول أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني إنه مستعد للحوار".

ويشير الكاتب إلى أن تنفيذ قطر لمذكرة التفاهم التي وقعتها مؤخراً مع الولايات المتحدة حول تمويل الإرهاب (التي تنطوي على الالتزام بالقبض على جميع الأفراد أو الجماعات التي صنفتها الولايات المتحدة داعمة للإرهاب أو طردهم) سيكون خطوة في الاتجاه الصحيح إذا تم فعلاً تنفيذها.

القشة التي قصمت ظهر البعير

ويضيف كاتب المقال "بغض النظر عن كل العوامل المذكورة أعلاه، يفيد بعض التقارير أن القشة التي قصمت ظهر البعير تمثلت في دفع قطر لمبلغ مليار دولار أمريكي كفدية لتحرير مجموعة من 26 مواطناً قطرياً خطفتهم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، كتائب حزب الله، أثناء وجودهم في العراق خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولكن في الصفقة نفسها تم تحرير 50 آخرين من عناصر الميليشيات الذين تم أسرهم من قبل الجماعات الجهادية في سوريا، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة الفايننشال تايمز في 5 يونيو(حزيران) الماضي".

مواقف متضاربة

ويلفت الكاتب إلى أن ثمة إشارات متضاربة من كل من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس تزيد الأمور تعقيداً. وعلى سبيل المثال أسفرت زيارة تيلرسون "غير المدروسة" للكويت في محاولة للتوسط لحل الأزمة القطرية عن إضافة المزيد من الارتباك على المشهد، إذ لم تتوافر لديه خطة قوية لإنهاء هذه الأزمة قبل إجراء الزيارة، ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كان تيلرسون على وفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أوضح صراحة أنه يدعم السعودية في هذه المواجهة مع قطر.

وتزداد الأمور تعقيداً أيضاً مع تعليق السناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ النظر في صفقات بيع الأسلحة لدول الخليج لحين حل الأزمة القطرية اعتقاداً أن هذا الأمر من شأنه أن يجبر الدول على التوصل إلى اتفاق، ولكن كاتب المقال يرى أن كوركر كان مخطئاً ولا يدرك حقيقة أن دعم قطر لإيران وداعش والإخوان المسلمين هو القضية الرئيسية في هذه الأزمة، والأدهى من ذلك أن هذا التعليق قد يقود على الأرجح إلى تعريض صفقة الأسلحة التي أبرمها ترامب مع السعودية بقيمة 110 مليار دولار للخطر.

استبدال قاعدة العديد
ويؤكد كاتب المقال أنه على ترامب في هذه المرحلة أن يتولى بنفسه مسؤولية قيادة الموقف الأمريكي إزاء هذه الأزمة، ويجب أن تدرك قطر أنها مخطئة في الاعتقاد أن استخدام الولايات المتحدة لقاعدة العديد العسكرية الموجودة على أراضيها باعتبارها القاعدة الرئيسية في الشرق الأوسط يعد بمثابة أفضل تأمين للدوحة لكي تجعل الولايات المتحدة تؤيد موقفها. وإذا رفضت قطر التعاون مع الرباعي في حل الأزمة لابد أن تعلن الولايات المتحدة عن استعدادها للخروج من القاعدة واستبدالها بأخرى، ومن شأن هذا التهديد أن يدفع قطر إلى قبول مطالب الرباعي؛ ويجب أيضاً تأجيل صفقة بيع الطائرات المقاتلة إلى قطر بقيمة 12 مليار دولار أمريكي لحين حل هذه الأزمة.

مواجهة المحور الارهابي الجديد
ويختتم الكاتب قائلاً: "إن الخلاف الخليجي الذي استقطب النظام الموالي للإخوان المسلمين في تركيا إلى تحالف إيران وقطر يُعد أكثر من مجرد قضية إقليمية صغيرة، والرئيس ترامب محق في تأكيده أن إيران العدوانية والمسلحة نووياً تشكل تهديداً حاسما فضلاً عن الأجندة التخريبية لجماعة الإخوان المسلمين. وعلى ترامب التمسك بسياساته لمواجهة المحور الإرهابي الجديد لإيران وقطر وتركيا".