قبل 15 عاماً، أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الإبن الدخول إلى العراق وإطلاق حملة عسكرية للإطاحة بالرئيس صدام حسين والعثور على أسلحة الدمار الشامل، الخطر الذي يهدد العالم، بحسب زعم البيت الأبيض في مارس (آذار) 2003.

وبعد مطاردة مكثفة، ألقي القبض على صدام حسين تبعها محاكمة سريعة ومن ثم إعدام تم الكشف عنه صبيحة عيد الأضحى في ديسمبر (كانون الأول) 2006.



وبحسب تقرير جمعته "شبكة تلفزيون الصين الدولية"، فإن بدء الحرب في العراق مع الدخول الأمريكي كشف عن مشكلة ضخمة جداً.

لم يكن هناك أي دليل فعلي على تواجد أسلحة دمار شامل على الأراضي العراقي، وكان الغزو، الذي لم تدعمه منظمة الأمم المتحدة، يستند إلى معلومات استخباراتية لا أساس لها من الصحة.



وبالتالي، ما كان يجدر أن يكون حرباً صغيرة توسع ليصبح انتداباً و"احتلالاً" لم يساهم سوى بصب الزيت على النار.

ولكن على الرغم من ذلك، أبدى العديد من العراقيين آنذاك فرحهم من تغيير رأس النظام وبدخول القوات الأمريكية إلى بلادهم.

ويقول أحد العراقيين "كنا نأمل أن تتحسن معاشاتنا وأن يكون بمقدورنا تحسين من توعية حياتنا، كنا نحلم بمستوى عال من الرفاهية، من الحرية بعد سقوط نظام صدام حسين"، متابعاً "ولكن بعد عام واحد، انحدرت الحالة العامة في البلاد أكثر من العام المنصرم، إلى حد بدأ الناس يترحمون على أيام تواجد صدام حسين على رأس البلاد".

لقد أدى حل الجيش العراقي على يد القوات الأمريكية إلى جعل الأمور أكثر سوءاً، ما أوجد حالة من على الاستقرار الأمني وظهور حالات تمرد.

وأدت السياسيات التي كانت تفتقر للخبرة والمشبعة بالإحساس بالثأر إلى سلالة جديدة من السياسيين ساهمت بتغذية النيران المختبئة تحت الرماد.



وأشار الخبير في الدراسات الاستراتيجية أحمد الشريفي "إن الرغبة في التغيير كانت حلماً بالنسبة للعراقيين، ولكن ما حدث بعد سقوط النظام السابق هو أننا أخفقنا في تقديم مثال جيد عن سياساتنا".

ومن هناك، وجد المسلمون الشيعة، من كانوا مهمشين في عهد صدام حسين، حرية من نوع جديد، ومن جهة أخرى وجد السنة، الذين فضّلهم الرئيس السابق، عاطلون من العمل وفي أغلب الأحيان مضطهدون.

وسرعان ما انحدرت الأوضاع الأمنية في البلاد ما تحوّل الجيش السنّي القوي إلى حالات واسعة من التمرّد، في الوقت الذي عمد زعماء الشيعة إلى تأسيس الميليشيات.



وانتهزت إيران الفرصة مع استغلال تلك الميليشيات، فأقدمت على مدّهم بالأموال والسلاح والدعم السياسي، وانتشرت حالات الاعتداء على المدنيين وانطلقت شرارة التمييز الطائفي في البلاد ضد السنة في البلاد، ما أدى إلى مقتل مئات الألوف من المدنيين.

ولم تبق الإدارة الأمريكية بعيدة عن الفضائح آنذاك، لاسيما مع سوء معاملة المساجين والمعتقلين في سجن أبو غريب.

ومع انسحاب القوات الأمريكية من العراق في2011، ووسط الفوضى التامة، ظهرت مجموعة متشددة إرهابية أبرزها تنظيم داعش، الذي اجتاح بسهولة المناطق السنّة حيث وجد مناطق حاضنة له من المضطهدين بعد سقوط نظام صدام حسين.



ولكن مع النجاح الكبير في القضاء على التنظيم الإرهابي، لا يزال التشاؤم سيد الموقف.

يؤكد أحد العراقيين أن الأحوال لن تتحسن في المستقبل القريب، "أظن أنني سأهاجر مع عائلتي لأنه لا يمكنني تربية أطفالي في هذه الأجواء المسمومة وسط انعدام الحلول والأفق المسدود مع استمرار الأخطاء السياسية".

ويختم التقرير بالإشارة إلى أن سقوط نظام صدام حسين قد يكون هناك إيجابية فيه، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أمة عانت طويلاً وبدأت للتو في التعافي من 15 عاماً من سفك الدماء. المستمر.