تعمل إدارة ترامب على تطوير استراتيجية جديدة للحرب في سوريا، تركز بشكل أكبر على دفع الجيش الإيراني وقواته إلى خارج البلاد، وفقاً لمصادر لها دراية خاصة بالخطة.

ووفقاً لصحيفة "إن بي سي"، فإن الاستراتيجية الجديدة لن تشمل الجيش الأمريكي الذي يستهدف بشكل مباشر الجنود الإيرانيين أو وكلاء طهران، لأن ذلك من شأنه أن ينتهك الإذن الأمريكي الحالي باستخدام القوة في سوريا.

وستؤكد الخطة على الجهود السياسية والدبلوماسية لإجبار إيران على الخروج من سوريا عن طريق الضغط عليها مالياً، وسيتم حجب مساعدات إعادة الإعمار من المناطق التي تتواجد فيها القوات الإيرانية والروسية، كما ستفرض واشنطن عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية التي تعمل في إعادة الإعمار في سوريا.

وفي السياق ذاته، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبويتز، وهي مؤسسة فكرية تركز على التهديدات الإيرانية لأمريكا: "هناك فرصة حقيقية للولايات المتحدة وحلفائها لجعل النظام الإيراني يدفع ثمن استمرار احتلاله لسوريا".

وأضاف أن "إخراج إيران من سوريا سيكون شقاً واحداً في النهج الذي سيشمل أيضاً الاستمرار في تدمير جيوب متبقية من مقاتلي تنظيم داعش وإيجاد انتقال سياسي بعد خروج كل من التنظيم وإيران التي لا تدعو الرئيس السوري بشار الأسد للخطوة جانباً".

ولكن قلق مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية من زيادة التركيز على إيران ووجود كلا الجيشين في سوريا قد يجعل الجيش الأمريكي أقرب إلى الصراع، إذ لا يسمح للولايات المتحدة بتوسيع البعثة العسكرية الأمريكية في سوريا بشكل خاص لاستهداف الأصول الإيرانية بشكل مباشر، لأن ذلك من شأنه أن يضعها على الجانب الخطأ من تصريح استخدام القوة العسكرية الذي أقره الكونغرس في 2001.

وبدورها، قالت الأستاذة أوونا هاثاواي من كلية الحقوق بجامعة ييل "إذا كانت الاستراتيجية الجديدة تعني فتح الباب لاستخدام القوة ضد إيران أو القوات العسكرية الإيرانية في سوريا، يجب أن يكون هناك تصريح جديد لاستخدام القوة العسكرية".

وأضافت أنه "من الواضح أن استهداف إيران يقع خارج نطاق تصريح استخدام القوة العسكرية الحالي الذي يتضمن فقط مجموعات لها علاقات مع هجمات 11 سبتمبر(أيلول)".

وقال مسؤول في وزارة الدفاع إنه "في إطار الخطة الجديدة سيواصل الجيش الحديث عن المهمة في سوريا باعتبارها مواجهة لداعش، حيث يقلل من أهمية الحرب ضد إيران، في حين سيزيد البيت الأبيض ووزارة الخارجية من تركيزهما على مواجهة إيران من خلال الضغط عليها اقتصادياً ودبلوماسياً".

وأشار مسؤول في الإدارة الأمريكية إلى أنه منذ العام الماضي، اتبعت استراتيجية ترامب في سوريا 4 أهداف وهي: هزيمة داعش، وردع استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، وخلق عملية انتقال سياسي في دمشق، والحد من التأثير الإيراني الخبيث في سوريا بحيث لا يمكن أن يهدد المنطقة، تشمل ضمان انسحاب القوات المدعومة من إيران من سوريا.

وأضاف "ستستمر الولايات المتحدة في السعي لجعل الأسد مسؤولاً عن جرائمه، بموجب قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2018، ستقدم الإدارة قريباً إلى الكونغرس استراتيجية لسوريا تعكس الأولويات الرئيسية للرئيس".