يستمر التحقيق في الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين الذي وقع يوم السبت الماضي، ورغم تبني ميليشيا الحوثي الإيرانية للهجوم الإرهابي، إلا أن الدلائل تشير إلى تورط إيران في الهجوم، خاصة وأن الاستخبارات الأمريكية خلُصت إلى معلومات تفيد بأن طهران وراء الضربة.

ويؤكد مسؤولون أمريكيون، أن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن الطائرات المسيرة التي استهدفت منشأتي بقيق وخريص خرجت من إيران، ونشرت الولايات المتحدة صوراً التقطت عبر الأقمار الصناعية توضح أن المنشآت النفطية ضُربت من الغرب والشمال الغربي وليس من النقطة التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي في اليمن والواقعة إلى الجنوب الغربي، بحسب ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" وشبكة "سي أن أن" اليوم الإثنين.

دلائل واضحة
ويؤكد المسؤولون، أن الهجوم نفذ بصواريخ كروز متوسطة المدى أطلقت إما من العراق أو من إيران، وأصابت 19 هدفاً 17 منها كانت في منشأة بقيق واثنان على الأقل في منشأة خريص، وأظهرت صور الأقمار الصناعية ضرراً في مواقع عدة داخل المنشأتين التابعتين لشركة أرامكو السعودية، ما يؤكد تنفيذ الضربة بعدد كبير من الطائرات المسيرة.

وتشير التقارير نقلاً عن مسؤول أمريكي، أن فريق تحقيق سعودي-أمريكي مشترك وجد حطاماً لـ19 صاروخ كروز يصل مداها إلى 1000 ميل.

وتنافي هذه المعلومات الجديدة الرواية الحوثية الأولى التي تبنت فيها الميليشيا الهجوم على منشأتي النفط السعوديتين، إذ لا يمكن تنفيذ هجوم كهذا بـ10 طائرات مسيرة، حسب ادعاء ميليشيا الحوثي.

وتشير التقارير إلى أن طائرات مسيرة أخرى كانت تستعد لتنفيذ مزيد من الضربات إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى أهدافها.

وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تويتر، أن هناك أسباب كثيرة تجعلنا نعرف من هي الجهة التي نفذت الهجوم، ولم يستبعد ترامب استخدام الحل العسكري لمعاقبة إيران جراء تورطها في هذه العملية بشكل مباشر، وأضاف في آخر تصريح له على تويتر، أن "أمريكا تنتظر تسمية المسؤول عن الهجوم من قبل المحققين للرد". وصرح ترامب على تويتر، أن كل الأنباء المتداولة بشأن لقائي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني كاذبة.

مساعي إيران الخبيثة
أما وزير الطاقة الأمريكي فقال أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، إن الهجوم على منشأتي أرامكو يستهدف الاقتصاد وسوق الطاقة العالمي، مضيفاً "ما من شك أن هذا الهجوم مدبر فهو يستهدف الاقتصاد وسوق الطاقة العالمي، وعلى الرغم من مساعي إيران الخبيثة إلا أننا على ثقة في قدرة السوق على التعافي"، بحسب ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس".

وأجرى اليوم الإثنين، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لبحث تطورات الهجمات على منشأتي أرامكو، وشدد عبد المهدي على أن "مهمة العراق هي الحفاظ على أمنه واستقراره وتجنب أي خطوة للتصعيد ومنع استخدام أراضيه ضد أي دولة مجاورة أوشقيقة أو صديقة".

وقال بومبيو خلال الاتصال الهاتفي، إن "المعلومات التي لدى واشنطن تؤكد بيان الحكومة العراقية في عدم استخدام أراضيها في تنفيذ هذا الهجوم على المنشآت السعودية".

رواية التحالف
وأشارت رواية التحالف العربي الصادرة اليوم الإثنين على لسان العقيد تركي المالكي، إلى أن التحريات الأولية تفيد بأن الهجوم الذي وقع على مصفاتي النفط التابعتين لشركة أرامكو لم يُنفذ من اليمن، كما زعمت ميليشيا الحوثي الإيرانية.

وأكد المالكي في المؤتمر الصحافي، أن "الطائرات المسيرة الحوثية إيرانية الصنع وهي من طراز (أبابيل)". ونشر وثائق تشير إلى اعتراض وتدمير طائرات مسيرة حوثية، مؤكداً أنه سيتم عرض كافة الأسلحة التي استخدمت في هجومي بقيق وخريص للرأي العام.