أكد وزير الدولة للذكاء الاصطناعي عمر سلطان العلماء، أن توظيف الذكاء الاصطناعي وتبني استخداماته المستقبلية في كافة مفاصل العمل الحكومي في دولة الإمارات يمثل محركاً أساسيا لتجسيد توجهات قيادة دولة الإمارات، ورؤى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في رسالة الموسم الجديد، التي أكدت على ضرورة تنفيذ مشاريع نوعية وأفكار استثنائية خلال الفترة المقبلة لمواصلة الريادة والتميز في كافة القطاعات الحيوية بالدولة.

وقال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي عمر سلطان العلماء إن "التغيرات التي تحملها الثورة الصناعية الرابعة تتطلب اهتماماً أكبر بإكساب الموظفين الحكوميين المهارات اللازمة في قطاع الذكاء الاصطناعي واستخدام تطبيقاته التكنولوجية في تصميم وتطوير الخدمات الحكومية وإعداد الخطط والاستراتيجيات المستقبلية للارتقاء بدور الحكومة وقدرتها على تقديم أفضل الخدمات".

جاء ذلك، خلال مشاركة وزير الدولة للذكاء الاصطناعي في الاجتماع السابع لمجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية الذي عقد في إمارة رأس الخيمة، بحضور مدير عام الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء عبد الله لوتاه، ومدير عام دائرة الحكومة الإلكترونية في الشارقة الشيخ خالد بن أحمد بن سلطان القاسمي، ومدير عام حكومة عجمان الرقمية عهود شهيل، ومدير عام دائرة الحكومة الذكية في أم القيوين خالد الشامسي.

كما حضر الاجتماع مدير عام هيئة الحكومة الإلكترونية في رأس الخيمة المهندس أحمد الصياح النعيمي، ومساعد المدير العام للخدمات الحكومية في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن طليعة.

الذكاء الاصطناعي في المدارس
واطلع أعضاء المجلس خلال الاجتماع على المسودة الأولى للمنهاج الشامل للذكاء الاصطناعي الذي سيتم اعتماده في مدارس الدولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تنفيذاً لرؤية دولة الإمارات الهادفة إلى إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات، من خلال بناء القدرات الوطنية المتخصصة في مختلف مجالات التكنولوجيا المستقبلية.

كما استعرض أعضاء المجلس التقرير السنوي الأول الذي أعدته لجنة الأمن السيبراني وإدارة المخاطر حول قطاع الأمن الإلكتروني في الدولة، وركز على دراسة أهم التحديات الحالية والمستقبلية والاستعداد لها باستخدام أحدث الابتكارات والتقنيات، إضافة إلى التقرير السنوي الأول الصادر عن لجنة البيانات حول سياسات الحوكمة السحابية وإدارة البيانات.

محطة جديدة
وأكد المجتمعون أن تنظيم تحدي "فيرست جلوبال" في دولة الإمارات للمرة الأولى في المنطقة، بمشاركة 1500 طالب تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً من 191 دولة، يمثل دلالة واضحة على نجاح دولة الإمارات بتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للتكنولوجيا المستقبلية، ويتيح فرصة للمواهب الإماراتية لتطوير مهاراتهم الواعدة في قطاع الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وتطرق المشاركون في الاجتماع أيضاً إلى أبرز الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية "بلوك تشين"، بما في ذلك اعتماد مجلس الوزراء استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، بهدف تطوير منظومة متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي في المجالات الحيوية، وتعزيز مكانة الدولة الرائدة كمنصة اختبار عالمية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتقديم خدمات معززة بتكنولوجيا متطورة، إلى جانب برامج للتدريب والتأهيل وتبني المواهب والأبحاث، وتطوير البيانات والحوكمة.

وأكد أعضاء المجلس ضرورة تعزيز نجاح مشاريع ومبادرات البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي في مجال تبني أحدث التطورات ودعم الاستخدام المسؤول لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته على مستوى الإمارات والعالم.

واطلع المشاركون في الاجتماع على عدد من المبادرات الحكومية في مجالات الذكاء الاصطناعي، من ضمنها تنظيم مؤتمر "عالم الذكاء الاصطناعي" في مارس (أذار) الماضي بمركز دبي التجاري العالمي والذي استقطب أكثر من 15 ألف شخص من حول العالم، ومبادرة مخيم الإمارات للذكاء الاصطناعي الذي يهدف إلى تدريب آلاف الطلاب من مختلف المراحل الدراسية لتمكين الجيل القادم من أدوات هذا القطاع الحيوي، بالشراكة مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة والمراكز المهنية والمؤسسات الأكاديمية.

وأشار المجتمعون إلى أهمية تعميم تجربة برنامج الذكاء الاصطناعي الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع كلية كيلوغ في جامعة أوكسفورد، بهدف تدريب الكوادر الوطنية وتعريف المشاركين بأحدث مخرجات التكنولوجيا والتوجهات العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي ودورها المتزايد في حياتنا العملية، وتمكين الموظفين الحكوميين في دولة الإمارات وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتبني تقنية الذكاء الاصطناعي ما يسهم في تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071.

واستعرض أعضاء مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية مجموعة من المبادرات والمشاريع التي يتم العمل عليها لإطلاقها خلال الفترة المقبلة بالتنسيق بين الجهات الحكومية المعنية بتطوير مستقبل الخدمات الحكومية في دولة الإمارات.

الجدير بالذكر أن مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية يركز في عمله على تنسيق جهود الجهات الحكومية والخاصة، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتشجيع تبادل المعرفة واستقطاب المواهب، واقتراح السياسات الهادفة لتهيئة بيئة محفزة على الابتكار والبحث.