أشارت عدد من الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة إلى تداعيات الأزمة اللبنانية في ضوء عقوبات أمريكية تؤكد وجود أسباب أمنية وجيواستراتيجية تملي على المنظومة الدولية عدم السماح برعاية مالية لدعم لبنان بسبب نفوذ حزب الله.

ووفقاً لهذه الصحف فإن العزلة الدولية للبنان اكتملت بعد انضمام أوروبا إلى الجهات التي ترفض تقديم أي دعم مالي له للخروج من حال الانهيار الاقتصادي، وسط مقترحات مثيرة للجدال للنهوض بالاقتصاد اللبناني. 

عزل لبنان
اعتبرت مصادر عربية رفيعة المستوى أن العزلة الدولية للبنان اكتملت، وكشفت لصحيفة "العرب" اللندنية، أن الدول الأوروبية انضمت إلى الدول العربية الخليجية وإلى الولايات المتحدة التي تعتبر أن لبنان لا يمكن أن يحصل على أيّ دعم بسبب نفوذ حزب الله الذي يتحكم بالحكومة الحالية برئاسة حسان دياب.

 وذكرت مصادر دبلوماسية بريطانية أن هناك توجهاً دولياً لعدم تقديم أيّ دعم مالي إلى لبنان في ظل الظروف السياسية التي أحالت البلد منطقة نفوذ لإيران يسيطر عليها حزب الله.

وقالت المصادر إن "هذا التوجه غير مسبوق في تاريخ التعامل مع بيروت خلال العقود الأخيرة، وإن أسباباً أمنية وجيواستراتيجية باتت تملي على المنظومة الدولية عدم السماح برعاية مالية دولية لطالما ساهمت في الإبقاء على الوضع الشاذ اللبناني داخل خارطة الشرق الأوسط".

واشنطن والرياض
وبدوره، أشار طارق ترشيشي الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة "الجمهورية" اللبنانية إلى اعتقاد مرجع سياسي أنّ البحث في أي تغيير حكومي لن يبدأ فعلياً قبل سبتمبر (أيلول) المقبل بعد أن يكون قد ظَهرَ نجاح حكومة الرئيس حسان دياب من عدمه.

وشدد هذا المرجع على أهمية هذه الخطوة التي تأتي في ضوء مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها وتتصدرها الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، وكذلك بعد أن يكون مستقبل الوضع الإقليمي قد تبلور من سوريا الى اليمن وما بينهما.

وأشار هذا المرجع في حديثه للصحيفة أيضاً إلى أن الحكومة اللبنانية واذا لم تستطع معالجة الأزمات المستفحلة فإن المطلوب منها الآن هو تأمين الخطط والأسس والوسائل اللازمة لهذه المعالجة حتى تأتي بعدها حكومة أخرى أكثر قدرة وفاعلية تتولى هذه المهمة.

وعن الرؤية الخارجية للحكومة قالت الصحيفة إنّ الاعتقاد السائد في كثير من الأوساط السياسية اللبنانية وفي الخارج، هو أن لبنان مُقبل على مزيد من التطورات تحت جنح الخطة الإصلاحية الحكومية المنتظرة وخارجها.

فساد حزب الله
وعن تأثير العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة أخيراً على بعض من الشخصيات اللبنانية قالت صحيفة "المدن" إن "الجدي في هذه العقوبات اشتمالها لمؤسسات تعنى بالشؤون الطبية والصحية، إضافة إلى إعلان مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شنكر، عن استعداد بلاده لفرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين بسبب ملفات فساد، ومسؤولين آخرين على علاقة بحزب الله".

وعن تاثير العقوبات على لبنان قالت "للعقوبات الجديدة وجهان: استمرارها إلى النهاية في ضربها النظام اللبناني اللصيق بحزب الله، أي النظام كله من دون اعتبارٍ للانهيار الذي يضرب لبنان...والثاني إنها تهدف إلى إحداث تغييرات غير جذرية، تتصل باحتمال المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وتقديم تنازلات فيها".

وأضافت "تشير بعض المعطيات إلى أن التشدّد الأمريكي على حزب الله سيكون أكبر بكثير من التشدّد على إيران. ما يعني أن حزب الله سيكون عرضة للمزيد من العقوبات والضغوط، حتى وإن حصلت مفاوضات إيرانية أميركية، قد تؤدي لاتفاق الطرفين".

تشريع زراعة الحشيش
وبدورها، أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى مشروع القانون المقترح والخاص بتشريع زراعة الحشيش في لبنان، وقالت إن "القانون سيجد طريقه إلى التشريع بعدما أقرته اللجان النيابية".

وأشارت الصحيفة إلى تحذير البعض من الفوضى التي قد ترافق هذا التشريع في ظل الواقع السياسي الذي يتحكّم بلبنان، والذي يحول دون تطبيق القوانين، وبالتالي انعكاس هذا القرار سلباً على المواطن اجتماعياً وصحياً.

وقال وزير الزراعة اللبناني عباس مرتضى للصحيفة إن "بعض من المناطق اللبنانية ومنها سهل البقاع تعد من أفضل الأراضي لزراعة القنّب"، موضحاً أن القنب اللبناني يصنّف ضمن أجود الأنواع في العالم وهو لا يحتوي على أكثر من 1% من المادة المخدرة، وأن التقديرات توضح أن كل ألف متر مزروع ينتج 250 كيلو من زهرة القنّب.

وأوضحت الصحيفة دقة هذه القضي في ضوء البيانات الأممية التي تكشف عن حجم هذه الزراعة، مشيرة إلى أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة صنّف لبنان كثالث مصدر رئيسي للحشيش في العالم لعام 2018.