أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، أنه في اليوم الوطني التاسع والأربعين لقيام دولة الإمارات، تتجدد مشاعر الفخر والاعتزاز بما حققته الدولة وهي على مشارف الاحتفال بالعام الخمسين لتأسيسها على يد المغفور له الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين، من إنجازات فريدة تشهد على عظمة تاريخها وتضع مزيداً من الثقة بحاضرها ومستقبلها.

وقال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، في كلمة وجهها عبر مجلة "درع الوطن" بمناسبة اليوم الوطني الـ 49: "في هذا اليوم العظيم تتجدد عهود الوفاء والولاء للقيادة الحكيمة لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحكام الإمارات.

وفيما يلي نص كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان.

"تتجدد في هذا اليوم العظيم، اليوم الوطني التاسع والأربعين لقيام دولة الإمارات، عهود الوفاء والولاء للقيادة الحكيمة لرئئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وحكام الإمارات، وتتجدد معها مشاعر الفخر والاعتزاز بما حققته الدولة وهي على مشارف الاحتفال بالعام الخمسين لتأسيسها على يد المغفور له الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والآباء المؤسسين، من إنجازات فريدة تشهد على عظمة تاريخها وتضع مزيداً من الثقة بحاضرها ومستقبلها.

وقد واصلت دولة الإمارات، ورغم الظروف الصعبة التي مر بها العالم بسبب أزمة جائحة كورونا، مسيرة التطور والتقدم والإنجازات، بل استطاعت بما تمتلكه من رؤية قيادية استثنائية وإرادة وعزيمة لا تلينان وشباب مخلص مجتهد مثابر، أن تحول أزمة كورونا إلى فرصة تجسدت من خلالها مختلف عوامل القوة التي تتمتع بها، في القطاعين الحكومي والخاص، وبين المجموعات والأفراد، وأن تحشد قواها لا لتواجه آثار الأزمة محلياً فحسب، بل لتكون قوة عالمية تتصدى ببصيرتها وخبراتها وأياديها البيضاء للآثار العالمية للأزمة، فوقفت ولا تزال مع الدول الشقيقة والصديقة وكانت خير عون وعضيد لها حتى تضمد الجراح وتخفف من الأضرار وتساعد العالم على تجاوز المحنة.

وكانت البداية الملهمة مع الكلمة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في بداية الأزمة، حين قال مخاطباً مواطني ومقيمي دولة الإمارات "لا تشلون هم"، لتبين الأحداث والمبادرات اللاحقة والمتواصلة أنه كان يخاطب العالم أجمع بهذه الكلمة، ففي حين توقفت حركة الطائرات في سماء العالم، فإن طائرات الخير الإماراتية، لم تتوقف عن التوجه شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، حاملة المساعدات الضرورية والعاجلة لعدد لا يحصى من دول العالم.

وإذ نقف بكل فخر وإعجاب أمام السجل الباهر لدولة الإمارات في القطاع الصحي، فإننا نعرب عن عظيم شكرنا وامتناننا، لجميع العاملين في القطاع الصحي، خط الدفاع الأول، الذين برهنوا عن جدارة لا تضاهى في التصدي لهذه الأزمة.

كما نتوقف بكل تقدير وإجلال أمام إنجازات القطاع التعليمي الذي تبنى بسرعة قياسية أحدث نظم التعلم عن بعد، فحافظ على المسيرة التعليمية لمئات آلاف الطلبة وجسد قوة البنية التحتية التكنولوجية والرقمية التي عملت الدولة على بنائها وتطويرها طوال سنوات.

وإذ تواصل الدولة الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والتعليم والاتصالات، فإنها لا تغفل الاهتمام بتطوير الجانب الأكاديمي، وقد شهد هذا العام خطوة مهمة تمثلت في إطلاق جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية التي سيكون لها دور ريادي في الدراسات المجتمعية والفلسفية الضرورية لنهضة الأمم وعمران الدول. وهو الهدف الذي تحرص الدولة على رفده بالتشريعات والقوانين المتطورة، والتي توجت بالتعديلات الجوهرية لصاحب السمو رئيس الدولة على قانون الأحوال الشخصية الإماراتي.
كما نتوقف بكل التقدير والإعجاب أمام البادرات والمشاريع والقوانين المتعلقة بالأمومة والطفولة، متوجهين بخالص الشكر والامتنان للدور الكبير الذي تؤديه رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك، في هذا المجال وفي دفع مسيرة المرأة الإماراتية قدماً حتى باتت مثالاً يقتدى في المشاركة الفاعلة والمؤثرة في بناء الدولة ودعم ركائزها التنموية.

ورغم وطأة الأزمة على العالم، فقد واصلت دولة الإمارات تحقيق الإنجازات المتتالية في شتى القطاعات، خاصةً في قطاعي الطاقة والفضاء.

إذ شهد هذا العام بداية العمل بمحطات براكة للطاقة النووية السلمية واكتشاف كميات ضخمة من النفط التقليدي، وموارد النفط غير التقليدي، وأطلق قطاع الفضاء الإماراتي مسبار الأمل في رحلته التاريخية إلى المريخ، إضافة إلى إطلاق مشروع القمر الصناعي محمد بن زايد، الذي يأتي استكمالاً لمشروع خليفة سات، ومشروع استكشاف القمر الذي سينطلق بمهارات علمية إماراتية.

كان عام الاستعداد للخمسين، حافلاً بالخطوات الإماراتية العملاقة نحو المستقبل، وإدراكاً من القيادة الحكيمة بأن هذه الرحلة هي رحلة لابد أن تكون جماعية، فنحن نتشارك المسار والمصير، ونواجه معاً التحديات، ومعاً نحصد الثمار، وفي حين بدأت دولة الإمارات خطواتها الشجاعة نحو ترسيخ السلام في المنطقة والعالم عبر اتفاقية السلام مع إسرائيل، والتي سعت من خلالها إلى وقف الجمود في عملية السلام العربية، والحفاظ على حقوق الإخوة الفلسطينيين، فقد واصلت علاقاتها المميزة مع دول العالم ونشر رسالتها للسلام والتعايش، داعمة جهود لجنة الأخوة الإنسانية جنباً إلى جنب شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبابا الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، لتحويل وثيقة الأخوة الإنسانية لخطوات عملية ومبادرات من شأنها تشجيع الحوار بين الأديان ومواجهة آفات التطرف والكراهية والإرهاب.

نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإلى نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإلى ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات ونوابهم وأولياء العهود وإلى جميع أهل الإمارات مواطنين ومقيمين، متمنين أن يعيد الله هذه المناسبة العزيزة بمزيد من الإنجازات، وأن يكون العام الخمسين لقيام الدولة تجسيداً لما حققته خلال العقود الماضية وإشارة انطلاق لما ستحققه في قادم الشهور والسنوات والعقود من خير يمتد نوره إلى العالم أجمع وتحصد ثماره جميع شعوب الأرض".