أثارت وفاة شاب موقوف في السجن مريض بالسكري صدمة جديدة في تونس بعد فترة قصيرة من تعرض الشاب أحمد قم لعنف مبرح من قبل الأمن أفقده إحدى خصيتيه، في حادثة هزت الرأي العام.

وأعلنت السلطات القضائية وفاة الشاب عبد السلام زيان، 30 عاماً، والذي أودع السجن المدني بصفاقس أول أمس الثلاثاء، مع شقيقه لخرقهما حظر التجوال الليلي، ودخولهما في مشادات مع قوات الأمن.

وأوضحت أن حالته ساءت في السجن المدني قبل أن يلفظ أنفاسه في المستشفى، وتبين أنه مصاب بالسكري ويعالج بحقنات الأنسولين.

ويشتبه في إهمال متعمد تسبب في وفاة الموقوف. 

وتندد منظمات حقوقية من بينها الهيئة الوطنية لمقاومة التعذيب، ورابطة حقوق الإنسان بانتهاكات واسعة النطاق في مراكز الإيقاف في تونس، والضرب، والتعذيب، والتحرش الجنسي، بعد عقد من الانتقال الديمقراطي في البلاد.

وقال أحد أقارب الضحية ويدعى سعيد شورى: "عبد السلام مريض بالسكري ويحصل على ثلاث حقنات يوميا منذ أن كان في الـ 12. أوقفق مساء الأحد بعد دقائق من بداية حظر التجول الليلي".

وتابع سعيد "لم يحصل على الحقنة وتعكرت حالته ليل الاثنين، وبدأ يتخبط ويتقيأ الدم. لم يعيروه اهتماماً مع علمهم المسبق بمرضه. أغمي عليه عندما حملوه إلى السجن وناولوه الحقنة ليل الثلاثاء، بشكل متأخر. فارق بعدها الحياة في المستشفى".

واحتج أقارب عبد السلام الذي كان يعمل موظفا في بنك، وعدد من الأهالي بمنطقته بعد إعلامهم بوفاته، في الشارع وقطعوا طريقاً مؤدياً إلى وسط مدينة صفاقس.

وقال المتحدث باسم محاكم صفاقس مراد التركي: "باشرت النيابة العامة تحقيقاً في ملابسات الوفاة، وإذا كان هناك تقصير في مد الضحية بالدواء، وفي ظروف ايقافه وإيداعه السجن المدني".

وقال ممثل الرابطة التونسية لحقوق الإنسان في صفاقس زبير الوحيشي، إنه لا توجد معلومات إضافية لديهم حتى الآن عن ظروف الوفاة. وتابع "ننتظر إشعاراً من عائلة الضحية".

وهذه الصدمة الثانية التي تشهدها تونس في فترة قصيرة بعد الحادث الفظيع الذي تعرض له الشاب أحمد قم في مدينة المنستير بفقدانه إحدى خصيتيه تحت وطاة الضرب المبرح من قبل عناصر من الشرطة.

وأحمد من بين حوالي 1500 موقوف اعتقلتهم قوات الأمن في الاحتجاجات التي اجتاحت عدة مدن تونسية في يناير(كانون الثاني) الماضي، بينهم عدد كبير من القصر، وفق رابطة حقوق الإنسان في تقرير.