عقدت المجموعة التوجيهية المنبثقة عن "إعلان النوايا" للتعاون المشترك في مجالات الطاقة بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية، والذي وقعه البلدان في بداية العام 2017، اجتماعها السادس، عبر تقنية الاتصال المرئي، على هامش فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي تستضيفه إمارة أبوظبي، وذلك لبحث سبل التعاون في مجال طاقة الهيدروجين الأخضر وموضوعات التعاون والأنشطة التي سيتم تنفيذها في إطار شراكة الطاقة خلال العام الجاري 2022.

ترأس الجانب الإماراتي وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول المهندس شريف العلماء، ومن الجانب الألماني وزير الدولة في الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي الدكتور باتريك غرايتشون، بحضور الوكيل المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل بالوزارة المهندس يوسف آل علي، و سفيرة الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية حفصة العلماء، و سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة إرنست بيتر فيشر، و مدير عام المجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة أوليفير أومس، وعدد من المعنيين بقطاع الطاقة في البلدين.

مشاريع الهيدروجين
تم خلال الاجتماع تحديد أولويات التعاون والأنشطة التي سيتم تنفيذها في إطار الشراكة بين البلدين خلال عام 2022، وتتمثل في تسهيل تطوير مشاريع الهيدروجين من خلال تعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة في السياسة والأعمال من الإمارات وألمانيا، وناقش الطرفان سبل تعزيز الحوار التنظيمي المرتبط بمشاريع الهيدروجين مع التركيز على تجارة الهيدروجين المستقبلية، وإصدار الشهادات وخيارات النقل، والبحث في آليات التمويل لدعم مشاريع الهيدروجين الأخضر بشكل مشترك بين الإمارات وألمانيا، كما تمت مناقشة سبل تعزيز دور فريق العمل الإماراتي الألماني المعني بالتعاون في مجال الهيدروجين والوقود الصناعي، الذي يندرج ضمن المجموعة التوجيهية رفيعة المستوى المنبثقة عن "إعلان النوايا" للتعاون المشترك في مجالات الطاقة بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا.

وأكد العلماء خلال الاجتماع الذي نظم على هامش أسبوع أبوظبي للاستدامة، وحضره ممثلون عن الجهات الحكومية في البلدين والمعنين من القطاع الخاص، والمهتمين، أن فريق العمل المشترك الذي أعلن عنه شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2021، يستهدف تعظيم الاستفادة من التعاون الثنائي في مجال الطاقة النظيفة بين البلدين، لا سيما الهيدروجين الأخضر، من خلال تعزيز التعاون وتقوية الروابط بين حكومة البلدين والقطاع الخاص والمعاهد البحثية، إضافة إلى العمل على تنظيم منتدى لمناقشة العوائق التي تحول دون استيعاب السوق للهيدروجين الأخضر، فضلاً عن تعزيز الطموحات الرامية إلى توسيع آفاق إنتاج الطاقة النظيفة، ودعم اتفاقية باريس للتغير المناخي.

أسواق الطاقة
كما ناقش المجتمعون سبل تكامل نظام الطاقة المتجددة بما في ذلك أسواق الطاقة والترابط الإقليمي، وبحث الجانبان إمكانيات التعاون الإقليمي والتبادل المعرفي المرتبط بإنشاء تجارة عبر الحدود، والخطوات العملية لتحسين استخدام الطاقة ورفع كفاءتها في الصناعة والمباني وتوليد الطاقة واستهلاكها، إلى جانب آليات وسبل استكشاف الحوافز لكفاءة الطاقة في القطاعات الصناعية والتجارية، وتعزيز التبادل بشأن التبريد المستدام والفعال.

وبحثا القضايا المرتبطة بالعمل المناخي، وإمكانية إجراء حوار استراتيجي يتعلق بتداعيات التغير المناخي في سياق الشراكة بين الإمارات وألمانيا في الفترة التي تسبق الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف ومستهدفات البلدين في هذا المجال الحيوي، والاتفاق على زيادة التركيز على تمكين المرأة في قطاع الطاقة، والتعاون في هذا المجال من خلال عقد شراكات فاعلة بين البلدين.

مراكز مشتركة
وكون الابتكار يلعب دورًا رئيساً في نجاح تحول الطاقة، شدد الطرفان على ضرورة دعم إنشاء مبادرات ومراكز ابتكار مشتركة، والتعاون بين مراكز الأبحاث والابتكار في البلدين لدعم قطاع الطاقة.

وفي بداية الاجتماع، رحب المهندس شريف العلماء بالحضور، مثمناً حرص الجانبين على تعزيز سبل العمل وبذل الجهود المخلصة في سبيل ذلك، ومتانة الروابط الاستراتيجية التي تجمع دولة الإمارات وألمانيا والمدعومة برغبة قيادتي البلدين في تطوير مستويات التنسيق والتعاون في مختلف المجالات التنموية، لا سيما المرتبطة بالطاقة بمختلف أشكالها، لافتاً إلى أن البلدين حققا العديد من النجاحات النوعية بعد مضي 5 سنوات على توقيع "إعلان النوايا" للتعاون المشترك بين الجانبين، آملاً في مواصلة العمل المشترك بما فيه خدمة مصالح الجانبين.

وأطلع وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية الجانب الألماني على التطورات التي شهدها قطاع الطاقة في دولة الإمارات، لا سيما مشاريع الخمسين، إضافة إلى المبادرات النوعية والمشاريع الطموحة التي أطلقتها الدولة في سعيها نحو التحول للطاقة النظيفة (المتجددة)، ودعمها للمستهدفات العالمية للتغير المناخي بما فيها اتفاق باريس، وكان آخرها المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وخريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، فضلاً عن أخر استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023.

الطاقة النظيفة
وتحدث عن أهم التغيرات في مجال الطاقة في ظل المجريات الحالية، وجهود الدولة لرفع أداء وكفاءة قطاع الطاقة بمختلف أشكالها، مشيراً إلى أن الإمارات تمكنت، خلال فترة قياسية، من التوسع في مجال الطاقة النظيفة، والتركيز في المرحلة المقبلة على الهيدروجين، باعتباره مصدراً واعداً لطاقة المستقبل، وأن الإمارات لديها مستهدفات عملية للاعتماد على الهيدروجين لتحقيق الاكتفاء من الطاقة بالتوازي مع الحفاظ على البيئة والتغير المناخي.

ووجه العلماء الدعوة للشركات ومجتمع الأعمال الإماراتي والألماني إلى الاستفادة من العلاقات الثنائية المتميزة، واستكشاف فرص الاستثمار في مجال الطاقة وقطاعات النفط والغاز والصناعات التحويلية، وطاقة الهيدروجين، وتشجيع الاستثمار المتبادل في هذه المجالات التي تمثل داعماً رئيساً للاقتصادات الوطنية للبلدين الصديقين.