في أعقاب استيلاء طالبان على أفغانستان، تقدمت باكستان بالتماسٍ للمجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية ورفع العقوبات المفروضة على جارتها للحيلولة دون أزمة إنسانية فيها.

على باكستان أن تدرك أن طالبان التي تسيطر على الحكومة ليست طالبان التي تعاملت معها في الماضي.
لكن، تغيرت الكثير من المعطيات في عامٍ واحد. فباكستان تركز اليوم على إحباط الإرهاب العابر للحدود، ومنع الهند من التسلل إلى أفغانستان، حسب أحمد وقاص وحيد، المدير التنفيذي لمبادرة الطرق وأستاذ مساعد في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في إسلام أباد، في تحليل على منصة "منتدى شرق آسيا" للتحليلات والبحوث والتعليقات السياسية حول منطقة آسيا والمحيط الهادئ والشؤون العالمية.

وأضاف الكاتب "حتى حكومة طالبان أخفقت في الحد من مخاوف السياسة الخارجية الباكستانية. فمنذ أن اعتلت  طالبان سدة الحكم، زادت الهجمات الإرهابية التي نُفِّذت في باكستان بنسبة قياسية بلغت 56%. ولا نزال الكيانات الإرهابية تنَشِط في أفغانستان، بما فيها القاعدة، وطالبان باكستان وتنظيم داعش". 

حذر مدروس

وتابع الكاتب "حل محل مطالبات الدعم الدولي لأفغانستان الآن الحذر المدروس. فالابتهاج بانتصار طالبان يفسح المجال أمام صحوةٍ بشعة تشي بأن الموقف الأمني تحت حكم طالبان يعني أن النوبات الإرهابية في باكستان لم تنتهِ بعد. وفي كلمة ألقاها رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر(أيلول) الماضي، قال إنه شاركَ المجتمع الدولي مخاوفه من عمل الجماعات الإرهابية في أفغانستان".

November 22, 2022
وفضلاً عن ذلك "تنافس طالبان الآن باكستان على المزيد من السيادة والحكم الذاتي، وأظهرت انفتاحها على تحسين العلاقات مع الهند. وتحث الهند على زيادة مشاركتها في أفغانستان عبر التجارة الثنائية واستئناف المساعدات الإنسانية، وأعربت عن اهتمامها بالتماس دعم الهند لتدريب قوات أفغانية. إن دعم طالبان لمشروع ميناء جابهار في إيران، الذي طُوِّر لينافس ميناء جوادار الباكستاني، مثال آخر على النحو الذي تتمنى به طالبان تقويض المصالح الباكستانية".