في ذروة الحرب الباردة في 1960، ألقى الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي، الذي حياه وقوفاً، وقال فيه: "لا شيء تعتمد عليه فرنسا، أكثر من حكمة وحزم وصداقة شعب الولايات المتحدة العظيم".

وجد بايدن أن اتصالات ماكرون بين الحين والآخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مفيدة.
غداً، يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أمريكا في زيارة دولة، وسيردد صدى كلمات ديغول الحارة دون شك. ومع تاريخهما الثوري المشترك، فإن فرنسا وأمريكا ترغبان في القول إنهما حليفتان قديمتان، وتتقاسمان علاقات شائكة يتعين عليهما إدارتها بنجاح في زمن الحرب الأوكرانية والتغيير الجيوسياسي الأوسع.

وتقول مجلة "إيكونوميست" إنه بالنسبة لماكرون، فإن الزيارة تعتبر غير عادية، فهي المرة الأولى التي يستضيف فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن زيارة دولة، وسيكون ضيفه الرئيس الفرنسي الوحيد من الجمهورية الفرنسية الخامسة التي وضع أسسها ديغول في 1958، الذي أدى زيارتي دولة لأمريكا، الأولى في 2018، في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

November 27, 2022منذ عام تقريباً، كانت فرنسا مستاءة من كشف حلف "أوكوس" الأمني، اتفاق الشراكة التكنولوجية العسكرية بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا، ما أدى إلى نسف صفقة غواصات فرنسية وتقويض استراتيجيتها في المحيطين الهادئ والهندي.

وتلفت المجلة البريطانية إلى أن أولوية أمريكا هي الحفاظ على أوروبا موحدة بسبب أوكرانيا. والآن، مع دفع القوات الأوكرانية الجيش الروسي إلى خارج خيرسون، فإن الحلفاء يرغبون في إدراج مساعداتهم لدعم أوكرانيا وكسب المزيد من الأرض، وتجنب التصعيد مع روسيا ومناقشة دبلوماسية المستقبل لوضع حد للحرب.

احتواء الصين
وبالقدر نفسه، تريد أمريكا دعماً أوروبياً في جهودها لاحتواء الصين في المحيطين الهادئ والهندي، ليس فقط لأن لفرنسا أراضي فيهما.

يقول المحلل في المجلس الأطلسي بواشنطن دانيال فريد: "إذا كنت ترغب في التعامل مع روسيا والصين في الوقت نفسه خصمين، فإنك في حاجة إلى أوروبا عموماً وإلى فرنسا خاصةً".