بدأ الغرب يروج اقتراحاً للسلام مع روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، شبهه البعض بالإنذار.

بوتين رفض "اتفاق السلام" جملة وتفصيلاً بمواصلة قصف البنى التحتية الأوكرانية، ربما لفرض اتفاق أفضل.
ويقول الكاتب في "ناشيونال إنترست" الأمريكية بريان باتريك بولغر إنه رغم أن شحنات الأسلحة الغربية تبدو في تباطؤ، ويلوح في الأفق "شتاء ساخط"، فإن ثمة اعتقاداً بأن الطبقة المحيطة بالرئيس فلاديمير بوتين، فقدت شهيتها للحرب.

ونقل الاقتراح، عبر وسيط أوكراني، بعد صياغته من "بعض" الدول الغربية نيابة عن الولايات المتحدة، ووافق عليه مبدئياً الأوكرانيون. ولا شك أن الأوراق على الطاولة أمام الروس تستحق القراءة.

December 5, 2022
يتضمن الاتفاق المقترح وقفاً كاملاً للأعمال العدائية وانسحاباً للقوات الروسية من أوكرانيا، بما فيها دونيتسك ولوغانسك، وتأجيلاً لمسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي الشائكة، على أن تنضم كييف إلى الحلف "بعد فترة زمنية حدها الأدنى سبعة أعوام".

وبناء على الخطة، تقام "منطقة أمنية" بعرض مئة كيلومتر على حدود روسيا، وأوكرانيا، وبيلاروسيا، تحرسها 7 دول غربية. وستتحول القرم إلى منطقة محايدة، وستنسحب البحرية الروسية من البحر الأسود. وسيعاد التفاوض على هذا الاتفاق بعد سبعة أعوام. كما سيمنح المسؤولون الروس حصانة ضد المحاكمة.

ربما تكون الحصانة، الجزرة التي ستغري النخبة الروسية بالتخلي عن بوتين أو على الأقل إرغامه على قبول هذه الشروط. ومن المؤكد أنه اتفاق أفضل من اتفاق فرساي أو نورمبرغ. ومع ذلك، فإن ذلك يعني هزيمة مؤكدة وإذلالاً لبوتين.

ويفترض هذا الاقتراح، الذي تروج له وسائل إعلام غربية عدة، أن بوتين، فقد أي أوراق يمكن أن يلعبها.

افتراضات خاطئة
هناك افتراضات عدة خاطئة في "اتفاق السلام" المسرب، أولاً، أن بوتين لن يمكنه تفادي العزل أو ما  أسوأ. إنها مخاطرة كبرى. وهو الآن لديه القليل ليخسره بإطالة أمد النزاع. ويتعين الأخذ في الحسبان أن الروس ليسوا من يعاني من فقدان الغاز، وقد يكونون متحمسين لجليد الشتاء وينتظرون حقيقة ما بعد الذوبان. هذه الحقيقة التي قد تترك الغرب في تضخم هائل ومشاكل اجتماعية بسببه.