بالمقارنة مع أوكرانيا، تمتلك روسيا عدد سكان أكبر واقتصاداً أكبر وجيشاً أقوى. لهذه الأسباب، كان من المتوقع أن تسحق روسيا أوكرانيا منذ بداية الحرب.

أكبر مورد عسكري مفقود لروسيا هو الصين التي تمثل أكبر مصدّر للسلع العالية التقنية
ويكتب محلل الشؤون الخارجية في صحيفة "واشنطن بوست" ماكس بوت أنه لم يحدث ذلك، وبينما تتوجه الحرب نحو عامها الثاني وتتمتع كييف بموقف جيد لاستعادة المزيد من الأراضي. يمكن تفسير هذا الأمر إلى حد كبير بأن لأوكرانيا العديد من الحلفاء بعكس روسيا.

ويقدر معهد كييل للاقتصاد الدولي أن إجمالي تعهدات الولايات المتحدة وأوروبا بدعم أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً بلغ تقريباً 100 مليار دولار منذ الغزو الروسي. وتحتاج روسيا أيضاً إلى مساعدة خارجية. تنفد كل معداتها العسكرية من قذائف المدفعية مروراً بالمسيّرات وصولاً إلى الصواريخ. لكن دولتين مارقتين فقط أبدتا استعداداً لتزويد الكرملين بالتجهيزات العسكرية: إيران وكوريا الشمالية.

مفقود
أضاف الكاتب أن أكبر مورد عسكري مفقود لروسيا هو الصين التي تمثل أكبر مصدّر للسلع العالية التقنية ورابع أكبر مصدّر للأسلحة. إذا لعبت الصين مع روسيا الدور نفسه الذي تلعبه الولايات المتحدة مع أوكرانيا فسترتفع حظوظ الانتصار الروسي بشكل مضاعف. لكن هذا لم يحدث مما يفترض أنه في الممارسة، ثمة حدود قاطعة للصداقة الـ"بلا حدود" التي أعلن عنها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ قبل أسابيع قليلة على بداية الغزو في 24 فبراير (شباط).
January 31, 2023
التجارة مع الصين
لقد كانت الصين سعيدة بمواصلة التجارة مع روسيا وفق شروط مؤاتية. لقد حلت الصين والهند محل أوروبا باعتبارهما أكبر المشترين للنفط والغاز الروسيين، وانخفضت أسعارهما بفعل العقوبات الغربية. بالمقابل، ووفق باحثين في "مسرح سيلفيرادو للسياسة"، أصبحت الصين أكبر مصدر لواردات الكرملين، خصوصاً أشباه الموصلات التي تحتاج إليها روسيا لتصنيع التجهيزات المدنية والعسكرية.

وبما أن "أبل" و"سامسونغ" توقفتا عن بيع روسيا الهواتف الذكية، تدخلت الصين واستحوذت على 70 في المئة من السوق الروسية خلال الربع الثالث من 2022. وتدعم هذه التجارة الثنائية الاتجاه جهد بوتين الحربي بشكل غير مباشر، وفي قضية الرقاقات الإلكترونية، يمكن أن تمكن الأخيرة إنتاج الأسلحة الروسية.