أعلنت أوكرانيا، اليوم الجمعة، أن القتال ما زال يتركز في شرق البلاد، حيث أحيت اشتباكات في الجنوب تكهنات بشأن بدء هجوم مضاد كبير تعد له كييف منذ أشهر.

 وبعد تبادل الاتهامات بين موسكو وكييف، حمّل الاتحاد الأوروبي روسيا مسؤولية انهيار سد كاخوفكا، لافتاً إلى أن كل الأدلة تشير إلى وقوفها خلف تدميره.

وضع متوتر

وقالت نائب وزير الدفاع غانا ماليار عبر تليغرام: "الوضع لا يزال متوتراً على طول خط الجبهة بأكمله ومركز القتال يقع في الشرق". وأضافت أن "العدو يواصل تركيز جهوده في اتجاه ليمان وباخموت وأفدييفكا ومانرينكا، وهي بلدات تشهد معارك منذ أشهر".

وتهّربت المسؤولة الأوكرانية عن الرد على أسئلة بشأن الجنوب، بينما تكثّفت المعارك منذ أمس الخميس في منطقة زبروجيا حسب موسكو، لا سيما حول أوريخيف باتجاه توكماك المدينة التي تبعد 40 كيلومتراً جنوب الأراضي التي تحتلها روسيا. وأوضحت أن "العدو ينفذ عمليات دفاعية في قطاع زابورويجيا، والقتال مستمر هناك".

وفي المقابل، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها اليوم، إن قواتها واصلت صد هجمات أوكرانية في منطقة زبروجيا جنوب أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع إنها شنت ضربة طويلة المدى خلال الليل على ذخيرة وأسلحة أجنبية الصنع.

ضحايا الفيضانات

وفي سياق منفصل، لقي 8 أشخاص حتفهم في الفيضانات في الجزء الذي تحتلّه روسيا من منطقة خيرسون، بينما يستمر ارتفاع منسوب المياه 10 أيام أخرى، حسبما أعلن الاحتلال الروسي.

وقال رئيس الجزء المحتل في منطقة خيرسون فلاديمير سالدو: "إجمالاً، غمرت المياه 22273 منزلاً في 17 بلدة، ووفقاً للتوقّعات، يمكن أن يستمر ارتفاع منسوب المياه 10 أيام أخرى"، موضحاً أنّ حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيضانات ارتفعت إلى 8.

وأشار إلى أنّه تمّ إجلاء 5800 شخص منذ يوم الثلاثاء الماضي، من المناطق التي غمرتها المياه والتي تخضع للاحتلال الروسي، وهناك 4 آلاف شخص مهدّدين بانقطاع مياه الشرب.
وكذلك، اتهم الجيش الأوكراني بقصف المنطقة "ممّا يجعل عمل رجال الإنقاذ صعباً".

تورط روسيا

ومن جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إنّ "كلّ المؤشرات تدل على ما يبدو إلى أنّ روسيا كانت وراء تدمير سد كاخوفكا، الذي تتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن استهدافه".

وأضاف للتلفزيون الإسباني العام "السد لم يُقصف. دُمّر بالمتفجّرات التي نُصبت في المناطق التي توجد فيها توربينات. هذه المنطقة تحت السيطرة الروسية".
وتابع "لم أكن في المكان لمعرفة من فعل ذلك. ولكن كل المؤشرات تدل على أنّه إذا حدث الأمر في منطقة خاضعة للسيطرة الروسية، فمن الصعب أن تكون جهة أخرى مسؤولة عنه".

وأوضح بوريل "في كل الأحوال، فإنّ العواقب بالنسبة لأوكرانيا رهيبة، من جميع وجهات النظر: من وجهة نظر إنسانية بالنسبة إلى النازحين، ومن وجهة نظر بيئية لأنّ تدمير (السد) سيؤدي إلى كارثة بيئية".

وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بشأن المسؤولية عن تدمير السد الواقع على نهر دنيبرو، وأكدت روسيا أمس الخميس أمام محكمة العدل الدولية أنّ كييف دمّرت السد بقصف مدفعي "مكثّف". ومن جهتها، اتهمتها كييف بتفجير السد لقطع الطريق أمام الهجوم الأوكراني في الجنوب باتجاه شبه جزيرة القرم.