اقتحمت شرطة مدينة نيويورك الأمريكية حرم جامعة كولومبيا، مساء أمس الثلاثاء، وقامت الشرطة باعتقال وتفريق متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين، عقب استيلائهم على مبنى دراسي، بعد أن نصبوا مخيماً احتجاجياً لمدة أسبوعين.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة أفراد شرطة يرتدون خوذات، وهم يدخلون الحرم الكائن بمنطقة مانهاتن، الذي كان النقطة المحورية لاحتجاجات طلابية امتدت إلى عشرات الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، للتعبير عن معارضة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وصرخ ضباط الشرطة "نحن نقوم بإزالتها"، وهم يسيرون نحو المدخل المحصن لمبنى هاملتون هول، الذي اقتحمه المتظاهرون وسيطروا عليه في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء بالتوقيت المحلي.

وشوهد صف طويل من ضباط الشرطة وهم يتسلقون المبنى عبر نافذة مستخدمين سيارة مجهزة بسلم للوصول إلى الطابق العلوي.

واحتشد عشرات من ضباط الشرطة الآخرين عند مخيم الاحتجاج القريب، بينما وقف طلاب خارج الحرم الجامعي مرددين "عار، عار!".

ولم يمض وقت طويل حتى شوهد الضباط وهم يقودون المتظاهرين المكبلين إلى سيارات الشرطة خارج بوابات الحرم الجامعي.

ونقلت الشرطة حوالي 50 محتجزاً إلى حافلة. وهتف المتظاهرون خارج المبنى "فلسطين حرة حرة حرة". وصرخ آخرون "دع الطلاب يذهبوا".

وهدد مسؤولو الجامعة في وقت سابق أمس الثلاثاء، بفصل الطلاب الذين استولوا على مبنى هاملتون هول.

وبدأ احتلال المبنى ليلاً حين حطم المحتجون النوافذ ودخلوا مبنى هاملتون هول وعلقوا لافتة من الطابق العلوي كُتب عليها "قاعة هند"، في إشارة إلى طفلة فلسطينية "ست سنوات" التي قتلتها القوات الإسرائيلية في غزة.

وخارج المبنى، وهو موقع اعتصامات طلابية مختلفة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، أغلق المحتجون المدخل بالطاولات وشبَكوا أذرعهم لتشكيل حاجز وهتفوا بشعارات مؤيدة للفلسطينيين.

وفي مؤتمر صحافي خلال المساء، قال رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز ومسؤولو شرطة المدينة إن "مثيري شغب من خارج الجامعة" حرضوا على الاستيلاء على هاملتون هول. مضيفاً أنهم مسجلون لدى سلطات إنفاذ القانون بإثارة الفوضى.

وقالت الشرطة إنها استندت في استنتاجاتها جزئياً إلى تكتيكات تصعيدية في الاستيلاء على المبنى، بما في ذلك التخريب واستخدام الحواجز لإغلاق المداخل وتدمير الكاميرات الأمنية. وأشار آدامز إلى أن بعض الطلاب المتظاهرين لم يكونوا على دراية تامة بوجود "جهات خارجية" وسطهم.

وقال رئيس البلدية: "لا يمكننا ولن نسمح بأن يتحول تجمع سلمي إلى مشهد عنيف لا يخدم أي غرض. لا يمكننا الانتظار حتى يصبح هذا الوضع أكثر خطورة. يجب أن ينتهي هذا الآن".

وفي بعض المسيرات في الآونة الأخيرة، واجه المحتجون محتجين مناهضين اتهموهم بإثارة الكراهية ضد اليهود. ويقول الجانب المؤيد للفلسطينيين، ومن بينهم نشطاء يهود يعارضون الإجراءات الإسرائيلية، إن وصفهم بمعاداة السامية لانتقادهم الحكومة الإسرائيلية والتعبير عن دعمهم لحقوق الإنسان غير عادل.

وسعى مسؤولو الجامعة جاهدين خلال تعاملهم من الاحتجاج لتحقيق توازن بين السماح بحرية التعبير والقضاء على خطاب الكراهية.

وأخذت القضية أبعاداً سياسية في فترة تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث اتهم الجمهوريون بعض مديري الجامعات بغض الطرف عن مضايقات وخطاب معاد للسامية.

وندد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أمس الثلاثاء، بالأشكال غير السلمية للاحتجاجات الطلابية ووصف احتلال مباني الحرم الجامعي بأنه "نهج خاطئ".