طالبت مجموعة كبيرة من البرلمانيين والفنانين والكُتّاب ونشطاء حقوق الإنسان في فرنسا، رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون بالتحرّك في أسرع وقت ممكن لإنقاذ فنان إيراني محكوم عليه بالإعدام حتى الموت في بلاده لدعمه حركة المرأة والحياة والحرية.

وجاء في البيان المُشترك الذي وقّعوا عليه، ونشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية "السيد ماكرون، نطلب منك التحرّك بكل الوسائل لرفع حكم الإعدام الصادر بحق مغني الراب توماج صالحي من قبل السلطات القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وبحسب تقرير جمعية "معاً ضدّ عقوبة الإعدام"، تمّ إعدام ما لا يقل عن 834 شخصاً في إيران في عام 2023، مما يمثل زيادة بنسبة 43% في عام واحد، وهو أعلى معدل منذ عام 2015.

واعتبر البيان صالحي، وهو فنان مشهور في إيران، أحد الشخصيات الرئيسية في مُبادرة "المرأة، الحياة، الحرية". وقد خاطر مغني الراب بالتظاهر، ولكن قبل كل شيء كان حافزًا لمُثُل هؤلاء السكان الإيرانيين التوّاقين إلى الحرية والديمقراطية، وحصل على دعم من العديد من الفنانين الأجانب.

دعم الشعب الإيراني

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية، نددت بشدّة بإدانة "غير مقبولة" لمُغنّي الراب البالغ من العمر 33 عاماً والمسجون منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022. واعتبرت أنّ هذا القرار يُضاف إلى العديد من أحكام وعمليات الإعدام الأخرى غير المبررة والمُرتبطة بمظاهرات خريف 2022 في إيران. واتهمت المحكمة الثورية في إيران صالحي بـِ "التحريض على الفتنة" و"التجمّع" و"التآمر" و"الدعاية ضدّ النظام" و"الدعوة إلى أعمال الشغب".

وجاء في بيان الكُتّاب الفرنسيين المُوجّه لماكرون: نطلب من فرنسا أن تتفاعل وأن تُسمع صوتها. حركة المرأة، الحياة، الحرية، التي ولدت بعد وفاة الشابة مهسا أميني، تعرفونها، سيدي الرئيس، لأنكم دعمتموها، لا سيما في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، من خلال استقبال نشطاء إيرانيين في مجال حقوق الإنسان في الإليزيه".

وتابع البيان "وفي اليوم نفسه، خلال المقابلة التي أجريتها مع فرانس إنتر، أعربتم عن إعجابكم واحترامكم ودعمكم لنضال الإيرانيين، لأنّ هذا القتال هو من قيمنا، وهو عالمية الحرية التي من خلالها نحن نؤمن بفرنسا".

دبلوماسية حقوق الإنسان

وكان ردّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذه الحركة السلمية والعالمية هو القمع الشديد الذي لا حدود له. وقد أحصت منظمات حقوق الإنسان في إيران 537 متظاهراً قتلوا والعديد من الآخرين الذين تعرّضوا للسجن التعسفي والتعذيب. لكنّ إحدى أقسى أسلحة النظام الإيراني لإسكات المُعارضين لا زالت هي عقوبة الإعدام.

وقالت المحامية الفرنسية الإيرانية شيرين أردكاني، من باريس "لقد دفع توماج صالحي ثمناً باهظاً لدعوته الإيرانيين إلى التظاهر بشكل جماعي في الشوارع للنضال من أجل حريتهم. أعتقد أنه لشرف لفرنسا أن تؤكد من جديد، عبر الدفاع عنه، هذه القيم التي هي قيمنا".

وتتوقع أردكاني من رئيس الجمهورية "أن ينفذ ما تلتزم به فرنسا، أي دبلوماسية حقوق الإنسان". وشددت على أنّه "في مواجهة دبلوماسية الفوضى التي يتبعها النظام الإيراني، والتي في الواقع تزرع الفوضى في النظام العالمي ككل، يجب علينا "إعادة تأكيد قيمنا، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بالمواطنين الإيرانيين". وتابعت تقول "علينا أن نفهم أنّ هذه إدانة سياسية، إنها محاكمة صورية".