أوصى الكاتب الإسرائيلي أمنون لورد باتخاذ الخطوة الأخيرة في رفح بشن العملية العسكرية هناك، موضحاً أنه في هذا السيناريو سيحاول زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار ورجاله إنقاذ أنفسهم من خلال إطلاق سراح الرهائن.

وأضاف في مقال بصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أنه على الرغم من الأصوات السياسية في إسرائيل التي تتهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بعدم تقديم ما يكفي والضغوط التي تواجهه في حكومته، إلا أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لا تترك مجالاً للشك، بأن اللوم على عدم التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن يقع على عاتق حماس. 

استراتيجية حماس

وأشار إلى أنه من الواضح أن حركة حماس لا تستخدم كلمة "لا"، ولكنها تلعب على مختلف الأطراف المشاركة في المفاوضات، موضحاً أن هدف المفاوضات منذ البداية قبل نحو 3 أشهر، هو وقف تقدم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، في ظل الخسائر الفادحة التي تكبدتها الحركة، مستطرداً: "هذا جزء من استراتيجية هذا النوع من الحركات المسلحة".
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الآن تتمتع بالشرعية الكاملة للشروع في خطوة احتلال رفح وحل ما تبقى من كتائب حماس، وتابع: "إنهم يتحدثون عن أربع كتائب، لكن عدد المقاتلين أكثر أهمية من عدد الكتائب، وقد قدر رئيس الأركان هرتسي هاليفي أن العدد يبلغ نحو 10 آلاف مسلح، وهو رقم كبير بالتأكيد".
وقال الكاتب الإسرائيلي، إن استراتيجية حماس تتضمن زيادة الضغوط الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، موضحاً أن الإعلام يقف 100% ضد الحكومة، وضد دخول رفح، ويؤيد دفع أغلى الأثمان مقابل إطلاق سراح الرهائن.

عدم اليقين السياسي

ووفقاً للكاتب، فإن الحكومة الإسرائيلية على وشك التفكك، في حين أن اليمين يهدد من ناحية، ومن ناحية أخرى، يخطط بيني غانتس وغادي آيزنكوت بالفعل لتقاعدهما من الحكومة، مضيفاً أن رفض الاقتراح الذي طرحته حماس على الطاولة سيزيد من حالة عدم اليقين السياسي في الحكومة وفي الساحة العامة.
وتابع: "السؤال هنا هو ما إذا كانت حماس تريد وجود الجيش الإسرائيلي في رفح أم لا، منطقها يقول إن المواجهات العملياتية مع الجيش الإسرائيلي تنتج صور القتل والدمار، وهو أمر جيد بالنسبة لهم. اعتاد العالم بالفعل على عدد القتلى البالغ 35 ألفاً، والزيادة الكبيرة في عدد القتلى أمر جيد بالنسبة لهم، ومن الممكن أن يحرض المجتمع الدولي ضد إسرائيل، وسوف تغلي مرة أخرى الشوارع بالغضب في المدن الكبرى في الولايات المتحدة، ويمكن لحماس أن تعتبر أنه حتى لو دخل الجيش الإسرائيلي رفح، فسيكون من الممكن وقف العملية في المنتصف من خلال التعبير مرة أخرى عن الاستعداد لمناقشة إطلاق سراح الرهائن". 

قرار الاجتياح

وفيما يتعلق بإسرائيل، دعا الكاتب إلى تبسيط الأمور والتوقف عن التخمين، واتخاذ القرار بالخطوة الأخيرة على أمل أن تكون خطوة حاسمة في قطاع غزة، وعلى أمل أنه إذا تم القضاء على معظم عناصر حماس في رفح أو تحييدهم، فسوف تنهار الحركة، وكملاذ أخير، سيفضل يحيى السنوار ورجاله إنقاذ أنفسهم من خلال إطلاق سراح الرهائن.