قال مسؤول أمريكي لصحيفة "واشنطن بوست" أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة طلبت من قطر طرد حماس، إذا استمرت في رفض اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي تعتبره إدارة الرئيس جو بايدن حيوياً لتخفيف اضطرابات الشرق الأوسط.

ووجهت واشنطن مطلبها إلى قطر، في رسالة سلّمها وزير الخارجية أنتوني بلينكن لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في أبريل (نيسان) الماضي، حسب الصحيفة

وأكد ثلاثة دبلوماسيين مطلعين، أنهم توقعوا الطلب الأمريكي منذ أشهر، لكنّه تأخر إلى ما بعد ارتفاع حدة التوترات، والإحباط الناجم عن الفشل في وقف إطلاق النار في غزة.  

وقال مسؤول مطلع للصحيفة، إن القطريين نصحوا مسؤولي حماس، بما فيهم رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، بضرورة التفكير في وجهة جديدة، إذا اضطروا إلى مغادرة الدوحة.

سلاح ذو حدين

وترى إدارة بايدن أن التهديد بطرد حماس يمثل ضغطاً محتملاً على الحركة، لكن بعض المسؤولين والمحللين الإقليميين، يرون أن إغلاق مكتب حماس في الدوحة من شأنه أن يزيد في تعقيد جهود التواصل مع قادتها، واستئناف المفاوضات حول الرهائن الإسرائيليين في المستقبل.

وبدأ بلينكن في 29 أبريل (نيسان) الماضي، جولة جديدة إلى الشرق الأوسط شملت السعودية، والأردن، وإسرائيل، لبحث جهود مفاوضات  الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة.
وقال بلينكن يوم الأربعاء في تل أبيب،:"مصممون على التوصل إلى اتفاق يعيد الرهائن إلى عائلاتهم ويوقف إطلاق النار في غزة، لكن حماس تقف عقبة في طريقنا، لذلك ندعوها لقبول المقترح المطروح على الطاولة الآن، دون تأخير".

وأدى تكرار تعطيل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، لزيادة الضغط على قطر، ومهاجمتها من سياسيين أمريكيين، مثل السيناتور الجمهوري توم كوتون والنائب الديمقراطي ستيني هوير، الذي قال أخيراً، إن الولايات المتحدة ستضطر إلى إعادة تقييم علاقتها مع قطر إذا لم"تضغط" على حماس للتوصل إلى اتفاق.

وشجع البيت الأبيض ووزارة الخارجية، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قطر، الشريك الأمني الرئيسي للولايات المتحدة التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبرى، ومصر، المحاور الرئيسي في المفاوضات غير المباشرة مع حماس، على استمرار التواصل مع الحركة، لكن دون التعويل على تحقيق الكثير، بسبب اختلاف الرؤى بين جناحي حماس العسكري والسياسي، مع التأكيد أن الموافقة النهائية على أي قرار حول الرهائن ووقف النار، في يد قائد حماس في غزة يحيى السنوار. 

ضغط غير فعال

وأوضح مسؤول مطلع ، أن "الضغط على حماس في الدوحة غير فعال، فالذين يتخذون القرارات موجودون في غزة، ولا يهتمون كثيراً  بما يصدر عن المكتب السياسي للحركة".

وقال سفير الولايات المتحدة السابق في قطر باتريك ثيروس، إن "طرد حماس من الدوحة سيكون بمثابة كابوس للبيت الأبيض، وسيمنع فعلياً أي محادثات في المستقبل".

واستضافت الدوحة المكتب السياسي لحركة حماس في 2012، بطلب من الولايات المتحدة التي أرادت فتح خط غير مباشر للتواصل مع الحركة لتهدئة حدة الصراعات  بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأخيراً، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، "لم نقم علاقة مع حماس لأننا أردنا ذلك، وهذا القرار أتى فعلياً بطلب من الولايات المتحدة".