شهد يوم السبت "تقدماً" في المحادثات لوقف إطلاق النار في غزة. لكن بعد يوم واحد، وصل المفاوضون إلى "طريق مسدود".

ويقول مراسل صحيفة "تايمز" البريطانية سامر الأطرش في تحليل، إن الوسطاء الذين يتحملون عبء مهمة لا يحسدون عليها، هي التوصل إلى هدنة بين حماس وإسرائيل، باتوا معتادين على صعود وهبوط المحادثات المعقدة، ولكن صبرهم بدأ ينفد.
ويضيف "حصل بعض التقدم في الأيام الأخيرة في القاهرة"، لكن أحد المطلعين على المفاوضات قال إن لا شيء "ملموساً" حتى الآن.

ويستعيد الكاتب التجربة المريرة. ففي الأشهر الأخيرة، اعتقد الوسطاء عدة مرات أنهم على أعتاب التوصل إلى اتفاق، لكن آمالهم عادت وتبددت.
ومراراً صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن إسرائيل قد تكون مستعدة لإيقاف الحرب مؤقتاً حتى تطلق حماس سراح الرهائن، ولكن ليس لإنهاء الصراع. ويظل هدفه النهائي القضاء على حكام غزة، الأمر الذي استعصى على إسرائيل خلال الأشهر السبعة الماضية. وفي الوقت نفسه، تصر حماس على أن يؤدي وقف إطلاق النار  إلى انسحاب جميع القوات الإسرائيلية.
وساد تفاؤل في الأيام الأخيرة بعد تقديم اقتراح مدعوم من إسرائيل، وصفته الولايات المتحدة وبريطانيا بـ "سخي للغاية"، إلى حماس. ومع إدراكها لنفاد الصبر، حتى بين مضيفيهم في قطر، أعلنت حماس أنها تدرس الاقتراح "بروح إيجابية".


لكن نفس المشكلة التي واجهت الوسطاء، قطر ومصر، والولايات المتحدة، في الجولات السابقة ظهرت مرة أخرى، لا إسرائيل  تريد إنهاء الحرب الآن، ولا حماس تريد الراحة لشعب غزة، الذي تقول الأمم المتحدة إنه على حافة المجاعة، دون التوصل إلى هدنة دائمة تسمح لها بإدارة الأمور مرة أخرى.

صغوط

ومع ذلك، هناك الآن ضغوط كبيرة على الطرفين المتحاربين للتوصل إلى اتفاق. وتواجه حماس الطرد من قطر، التي تستضيف قيادتها السياسية، وهجوماً إسرائيلياً على رفح، المدينة في جنوب غزة، حيث تتمركز كتائبها المتبقية. وتواجه إسرائيل ضغوطاً  من الولايات المتحدة، وعزلة متزايدة على المستوى الدولي.
وتضمن الاقتراح الأخير بعض التنازلات، بينها موافقة ضمنية من إسرائيل على عدد الرهائن الذين ستطلق حماس سراحهم خلال وقف إطلاق للنار لمدة ستة أسابيع، وإمكانية التفاوض على المزيد من التمديدات وربما هدنة دائمة. وخففت حماس موقفها من الجدول الزمني لإنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وأعطى ذلك الوسطاء الأمل. ولكن كما قال رئيس الوزراء القطري منذ بضعة أسابيع، فإنهم "لا يستطيعون تقديم الأشياء التي يمتنع الطرفان عن تقديمها".