أعربت دول عربية عن دعمها لتشكيل قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات في غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ 7 أشهر.

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" اليوم الإثنين، إن فكرة نشر قوة حفظ سلام في الأراضي الفلسطينية، واحدة من بين مسودات عديدة، تناقشها دول عربية والولايات المتحدة، مع وصول مفاوضات وقف الحرب إلى نقطة حاسمة، واشتداد الضغط على طرفي الصراع، حماس وإسرائيل، لقبول مقترح الهدنة، تمهيداً لإنهاء القتال، واستعادة استقرار الإقليم، تحضيراً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

واصطدمت الفكرة في السابق، برفض عربي، وإجماع على إخضاع الأراضي الفلسطينية لإدارة فلسطينية.  ونقلت الصحيفة، عن مصدر دبلوماسي عربي كبير، أن التحفظات السابقة من بعض العواصم العربية تلاشت في الأسابيع الأخيرة، أمام سعي دول عربية لإظهار "التزامها بعملية السلام".

وأكد الدبلوماسي "نعلم أن لإسرائيل مخاوف أمنية من الدولة الفلسطينية، لذلك فإن هذا يعني أننا مستعدون للمساعدة".
وقال دبلوماسي عربي آخر إن أي قوة سلام يجب أن تحظى بموافقة مجلس الأمن الدولي، على أن تكون مؤقتة، لمنح السلطة الفلسطينية الوقت الكافي لتطوير قدراتها الأمنية، تماشياً مع متطلبات المرحلة المقبلة.

غموض 

ورغم الانفتاح الكبير على المقترح، لم يتضح بعد ما هي الدول المستعدة للمشاركة فيه. وأكد مسؤول عربي ثالث، أنها مبادرة تدعمها مصر، ولكن ترفضها السعودية، والأردن، وقطر.

وأشار مسؤول آخر إلى اتفاق على ضرورة تقديم بديل للقوات الإسرائيلية المنتشرة في القطاع، مضيفاً، أن السؤال الرئيسي هو "ما هو البديل؟". 

وحسب الصحيفة، طرح المقترح  حين التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بنظرائه العرب في القاهرة في مارس (آذار) الماضي.

وبعد اللقاء، حاولت دول عربية طيلة أشهر صياغة "رؤية" لمعالجة الأزمة التي اشتعلت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على جنوب إسرائيل.

خطوات لا رجعة فيها

وتطالب الدول المؤيدة للمقترح باتخاذ الغرب وإسرائيل خطوات "لا رجعة فيها" نحو حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. واعتراف الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى بدولة فلسطينية، ودعم عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، باعتبارها جزءاً من العملية وليس نتيجة لها.

ويبقى الغموض مخيماً على مرحلة ما بعد حرب غزة، بسبب الشك في نوايا إسرائيل تجاه القطاع، وإذا كانت ستُبقي قواتها فيه، وإذا كانت ستقبل بجهة أخرى لإدارة المرحلة المقبلة.

وترجح التقارير اصطدام الخطة بمعارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المتمسك بسيطرة إسرائيل المطلقة على الأمن في غزة، والرافض لأي دور للسلطة الفلسطينية المدعومة عربياً وغربياً فيها، والمناهض لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، رغم تأييد وزير الدفاع يوآف غالانت ووزراء آخرين في حكومة الحرب للمقترح.