بعد إعلان حركة حماس، موافقتها على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، عقب مفاوضات مضنية استضافتها القاهرة، أصبحت الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.. فهل يوافق على وقف إطلاق النار، أم تستمر آلة الحرب، ويجتاح الجيش الإسرائيلي مدينة رفح؟.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن المقترح الذي أعلنت حركة حماس الموافقة عليه حول التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة، لم تقبل به إسرائيل.





ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "المقترح الذي وافقت عليه حركة حماس، هو مقترح تم تعديله من قبل الوسطاء في مصر، وهو اقتراح غير مقبول".


هل ينجح المقترح المصري؟





ويأتي التساؤل، الذي يجيب عليه خبراء سياسيون، بعد موافقة حماس على "المقترح المصري".. هل ينجح هذا المقترح في وقف اجتياح إسرائيل لرفح؟.




أكد المحلل السياسي أشرف أبو الهول، أن مصر دخلت في سباق مع الزمان لإثناء إسرائيل عن تهديداتها باجتياح رفح.


وقال أبو الهول لـ24: "كانت هناك مؤشرات خطيرة لتنفيذ هذا الاجتياح، حينما طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من سكان شرق رفح النزوح إلى منطقة النواصي، وبدأت التكثيف الجوي".



إنقاذ المفاوضات

وتابع: "كثّفت مصر خلال الفترة الأخيرة جهود إنقاذ المفاوضات، من خلال القيام بالدور المنوط بها دائماً في الوساطة بين حماس وإسرائيل، عبر المقترح الذي أعلنت حماس الموافقة عليه بشكل رسمي".



وأضاف: "كما تحركت مصر في الساعات الأخيرة لإنقاذ المفاوضات وتراجع إسرائيل عن اجتياح رفح، وأسفرت هذه التحركات الدبلوماسية المصرية عن تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي ماكرون، عبر اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أجل الضغط عليه للتراجع عن اجتياح رفح".


واستكمل "بعد موافقة حماس على المقترح المصري، تتزايد فرص تراجع إسرائيل عن اجتياح رفح، خاصةً أن هناك نسبة كبيرة من الإسرائيليين لا يريدون اقتحام رفح، ويرغبون في دخول فترة هدنة وتبادل للأسرى".

الكرة في ملعب نتانياهو

واختتم أبو الهول حديثه، قائلاً: "الكرة الآن في ملعب نتانياهو، والضغوط متزايدة عليه، وأعتقد أنه هناك بصيص أمل، طالما لم يحدث نزوح كبير، وطالما لم تتحرك الدبابات الإسرائيلية، خاصةً إذا أخذنا في الاعتبار أن إسرائيل ستخسر كثيراً في حالة اجتياح رفح".



من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن سلامة، أن الجهد المصري يسعى إلى حقن دماء الفلسطينيين، وهذا هو الهدف الأساسي.


وقال سلامة لـ24: "جميع التحركات المصرية على كل المستويات الدبلوماسية والسياسية وحتى الإغاثية، لهدفين رئيسين أولاً: منع القضية الفلسطينية من التصفية، ثانياً: منع تهجير الفلسطينيين، سواء قسراً أو طوعاً".


جهود مصر لوقف الحرب

وتابع "مصر بذلت خلال 7 شهور جهوداً دبلوماسية كبيرة، ومازالت تبذل الجهود، ويتضح ذلك من خلال الورقة المصرية التي تحمل مقترحاً لوقف إطلاق النار، وتحقيق هدنة جديدة في غزة، وتشمل صفقة لتبادل الأسرى، وهو ما وافقت عليه حماس".




مفترق طرق

وأضاف "وضعت مصر صيغة توافقية من خلال المقترح، واقتربت من التوصل لاتفاق بين الأطراف.. ونحن الآن في مفترق طرق بين استمرار الحل الدبلوماسي واستمرار آلة الحرب، والتي تمثل خسارة لكافة الأطراف".




واستطرد "مصر لا تكل ولا تمل لأنها تعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأساسية، فهي لا تقوم بدور الوساطة، لكنها صاحبة الملف على مدار عقود، لذلك فهي لا تتوانى عن النهج الدبلوماسي لحل الأزمة مهما واجهتها من عثرات أو تحديات".

 

نتانياهو في مأزق

واختتم حديثه، قائلاً: "الهدف الأساسي لنتانياهو بشأن اجتياح رفح واستمرار الحرب في غزة واضح جداً وهو أن يطيل أمد وجوده في السلطة، لأنه إذا ما توفقت آلة الحرب فإن مستقبله السياسي سيكون على المحك، لأنه بكل تأكيد سينهار الائتلاف الحكومي في ضوء التهديدات من أعضاء في الحكومة الإسرائيلية".