تشهد الأسواق والمجتمعات التجارية تحولاً ملحوظاً في كيفية تسهيل الوصول إلى خدماتها ومنتجاتها في الدولة، وعليه باتت تتجه مؤخراً وبشكل متزايد لعقد صفقات تعاون مع تطبيقات التقسيط دون فوائد، لكونها خياراً مفضلاً لدى العديد من المستهلكين، سواء الذين يرغبون في شراء أحدث الأجهزة الإلكترونية، أو حجز إقامة في فندق أو منتجع، أو حتى التخطيط لرحلة سفر ممتعة، بأقساط مريحة تمتد لـ 4 أشهر دون تراكم الفوائد.

وأكد عدد من المواطنين والمقيمين في الإمارات أن تطبيقات التقسيط المريح والمرن دون فوائد سهلت عليهم تنظيم أمورهم المالية وتوسيع إطار خياراتهم ومشترياتهم  على المدى البعيد دون قلق من أي ضغوطات أو تراكمات مالية.
وأشارت ريم حسن إلى أنها دائماً ما تلجأ لاستخدام تطبيقات التقسيط دون فوائد عند شرائها من المتاجر الإلكترونية كونها لا تفرض أي فوائد أو رسوم زائدة على المستخدمين، مما يجعل التقسيط خياراً أفضل مقارنةً ببطاقات الائتمان أو قروض البنوك التي قد تفرض عليهم فوائد مرتفعة.

مرونة وسهولة

من جهته، أوضح أحمد المرزوقي أن هذه التطبيقات توفر مرونة في كيفية الدفع وموعد الاستحقاق، مما يتيح للمستخدمين التخطيط لاحتياجاتهم بناءً على دخلهم وقدرتهم المالية.
من جانبها، أوضحت رنيم محمود أن تطبيقات التقسيط خففت من العبء المادي المترتب عند شراء بعض الاحتياجات الضرورية وخاصة الأجهزة الإلكترونية أو أثاث المنزل، مشيرة إلى أن استخدام هذه التطبيقات لا يقتصر على ذلك فحسب، بل يسمح للعائلة بحجز رحلات سفر أو إقامة فندقية دون تردد أو مخاوف من المبالغ الطائلة التي يجب دفعها مرة واحدة.

منافسة الأسواق

أوضح الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات الدكتور وضاح الطه، عبر 24، أن تطبيقات التقسيط دون فوائد ظهرت نتيجة المنافسة الشديدة بين التطبيقات في مجال التسوق الإلكتروني. مشيراً إلى أنه مع تزايد عدد المستخدمين الذين يبحثون عن طرق سهلة لشراء المنتجات، أصبحت هذه التطبيقات تقدم خيارات مرنة لتقسيم الدفعات على مدى عدة أشهر دون فرض فوائد إضافية.

وفسر سبب عدم فرض تطبيقات التقسيط أي فوائد، بأن نسبة مبيعات هذه التطبيقات والأرباح المحققة من الشركات التي تتعامل معها، عوضتها عن الحاجة لفرض غرامات أو فوائد على الأشخاص الذين يتأخرون في السداد أو لا يلتزمون بمواعيد الأقساط.

أسباب

وأرجع الطه لجوء المستهلك إلى استخدام هذه التطبيقات إلى عدة أسباب منها أن تقسيط التكلفة يمكن المستخدمين من شراء منتجات أو خدمات ربما لم يكونوا قادرين على تحمل تكلفتها دفعة واحدة، مما يزيد من خياراتهم ويفتح لهم فرصاً أكبر، كما أن هذه التطبيقات تقدم تنظيماً يمكن أن يساعد الأشخاص في تخطيط ميزانيتهم بشكل أفضل، كما أنها توفر حلاً عملياً ومناسباً للعديد من الأشخاص، سواء كانوا يسعون لشراء منتجات، أو حجز سفر، أو أي نوع آخر من النفقات.
وقال إن "هذا النموذج الجديد من التسوق الإلكتروني يوفر راحة كبيرة للمستهلكين، حيث تسهل عملية الشراء مع توزيع العبء المادي على فترة أطول. علاوة على ذلك، تتيح هذه التطبيقات تجنب استخدام بطاقات الائتمان المباشرة، وهو أمر يفضله العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالقلق بشأن أمان بياناتهم الخاصة".

مخاطر

مع ذلك، أشار الطه إلى أن هناك مخاطر يجب على المستهلكين مراعاتها عند استخدام هذه التطبيقات، حيث يجب عليهم الحذر من عدم تجاوز نسبة ديونهم 50% من إجمالي دخلهم الشهري، لضمان قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم المالية مع الحفاظ على مبالغ كافية للاحتياجات المعيشية.