رصدت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي حالة الدمار التي تعرض لها قطاع غزة منذ بدء أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأكدت أن أكثر من نصف المنشآت الحيوية قد تضررت أو دمرت بالفعل ومن بين هذه المنشآت محطات تحلية المياه.

وقال تحقيق لبي بي سي لقد وجدنا أن 4 من محطات معالجة مياه الصرف الستة تم تدميرها بالكامل وهي ضرورية لمنع تراكم مياه الصرف الصحي وانتشار الأمراض، وأعلقت الاثنان الآخران بسبب عدم وجود الوقود أو الإمدادات الأخرى.

وقال الدكتور ناتالي روبرتس، إن تدمير مرافق المياه والصرف تسبب بارتفاع معدلات مرض الإسهال بشكل كارثي وأدى ذلك إلى عواقب وخيمة.

وأوضح روبرتس أن هناك حالات تعرضت للإسهال الشديد الذي يمكن أن يقتل الأطفال والصغار ويزيد من معدلات التهاء الكبد الوبائي بسبب تلوث المياه بشكل خطير.

وكان هناك أضرار واسعة النطاق للمباني في جميع أنحاء غزة منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

وفقاً للأمم المتحدة، حيث تم تدمير حوالي 69 ألف وحدة سكنية وتضررت 290 ألف أخرى، وأصبحت المنازل الآن غير قادرة  على الحصول على مياه جارية.

صور الأقمار الصناعية

واعتمد تحقيق بي بي سي على صور الأقمار الصناعية لرصد كم الدمار الذي تعرض له قطاع غزة، وتم التقاط عدد الصور قبل وبعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ورصدت الصور كيف تم تدمير المرافق وتحويلها إلى أنقاض وانهيار بعضها جزئياً وخرجت عن العمل مما يزيد حجم الكارثة الإنسانية.

وتتكون آبار المياه عادة من بئر تحت الأرض ومضخة كهربائية، مع غرفة تحكم صغيرة فوق الأرض.

ومع ذلك، نظراً لأن غرفة التحكم ليست دائماً مرئية أو يمكن تحديدها بسهولة، فقد تم الاعتماد على تحليل أقرب المباني المرئية عند تقييم الأضرار.

ومن بين 603 مرافق المياه التي قمت بي بي سي بتحليلها، بدا أن 53% قد تضرروا  منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكانت هناك 51 منشأة أخرى في المناطق التي أظهرت بعض الأضرار، حيث تمت إزالة الألواح الشمسية، لكن لم يتم التمكن من تحديد ما إذا كانت منشأة المياه نفسها قد تضررت أم لا، وتم الحصول على أحدث صور الأقمار الصناعية المتاحة في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين.

وأشار التحقيق إلى أن غالبية المواقع التي تم تحديدها على أنها مدمرة أو تالفة في شمال غزة أو في المنطقة المحيطة بمدينة خان يونس الجنوبية.

تدمير المنشآت

وأشار التقرير إلى أنه ليست كل الأضرار مرئية من صور الأقمار الصناعية، حيث يمكن لمصنع تحلية المياه اليونيسيف في دير الراهق - أحد مرافق مياه البحر الكبيرة في غزة، أن يعمل فقط بسعة 30% بسبب نقص الوقود.

ولقد جعل الصراع بالفعل إصلاح للمرافق المائية أمراً صعباً على هيئة المياه في غزة، لكن الإضراب في مستودع الصيانة الرئيسي جعل الأمر أكثر صعوبة.

كما تعرض مبنى، في حي الملاسي، لأضرار جسيمة في ضربة صاروخية في 21 يناير (كانون الثاني). وقتل 4 أشخاص وأصيب 20 آخرين.