قال الكاتب الإسرائيلي آفي جيل إن الحرب مع حركة "حماس" تكشف عن "الإخفاقات النموذجية" في العلاقة بين الحكومة والجيش، ورأى أن كلفة الإخفاقات هذه المرة كانت باهظة الثمن وتتطلب مناقشة من قبل لجنة حكومية يتم تشكيلها، ليس فقط للتحقيق في الفشل الذي حدث وأدى إلى كارثة 7 أكتوبر (تشرين الأول)، ولكن أيضاً للتحقيق في الإخفاقات في إدارة الحرب خلال الأشهر الثمانية الأخيرة.

وقال الكاتب في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "الحرب مع حماس كشفت عن فشل العلاقة بين الجيش والدولة"، إن الحكومات تميل إلى تحديد الأهداف بلغة غامضة، بينما يحتاج الجيش إلى تعريف دقيق يسمح باستخدام القوات في النطاق والطريقة والمدة المطلوبة، مشيراً إلى أنه في أعقاب 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أمرت الحكومة الإسرائيلية الجيش الإسرائيلي بتدمير حماس عسكرياً ومدنياً وإعادة المختطفين.
ويلفت  الكاتب إلى أن المستوى السياسي، كعادته، تجنب تحديد أولويات أهداف الحرب، وتجاهل التناقضات التي تظهر في الأهداف المختلفة، فعلى سبيل المثال، أنكرت الحكومة أنه من أجل إطلاق سراح المختطفين، يجب إجراء مفاوضات مع خاطفيهم، وبالتالي يجب ترك زعيمهم على قيد الحياة حتى يعود الإسرائيليين إلى إسرائيل.
وأوضح أن السياسيين قد اختاروا حلاً متناقضاً من خلال ترديد شعار لا أساس له من الصحة مفاده أن "زيادة الضغط العسكري على حماس سيؤدي إلى إطلاق سراح المختطفين". 

مناورة السياسيين

وأشار إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي وقادة الجيش الخبيرين في التعامل مع العالم السياسي، يعرفون ميل رؤساء الحكومات إلى  إصدار توجيهات بـ"غمزة"  تتيح لهم  إنكارها في المستقبل عند تشكيل لجنة تحقيق.
وأوضح أنه سيتعين على لجنة التحقيق أن تبحث إلى أي مدى أصر رئيس الأركان الإسرائيلي على معرفة المعاني العملية للتعليمات الغامضة المفروضة عليه، وهل تم تحليل المهام بشكل صحيح أم لا، وهل تم توضيح مشتقاتها التغشيلية وصياغة الأسئلة التي تحتاج إلى رد حكومي قبل خوض المعركة.  

تحذير مسبق

وأوضح الكاتب أن الجنرال ديفيد بتريوس، مدير القيادة المركزية الذي قاد بنجاح المعركة ضد القاعدة واستخلص الدروس من إخفاقات الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، حذر قبل بدء مناورة الجيش الإسرائيلي وقال إنه يجب أن تكون هناك رؤية تحدد من سيدير ​​غزة بعد الحرب، لأنه إذا غادر الجيش الإسرائيلي الأراضي التي احتلها، فإن حماس ستعود إليها.
وتساءل: "هل طلب رئيس الأركان من الحكومة  موافقتها أنه من أجل إسقاط حماس عسكرياً وحكومياً، وهل سألها ما إذا كان يجب احتلال قطاع غزة بأكمله، والبقاء هناك لفترة طويلة من الزمن؟ هل ينبغي استبدال نظام الحكم المدني لحماس بحكومة عسكرية إسرائيلية؟ هل تم تحذير الحكومة من أنه بدون تحديد أفق سياسي لمستقبل قطاع غزة، سيكون من الصعب العثور على حزب ليحل محل الجيش الإسرائيلي عندما يحين الوقت؟" 

 ترجمة الإنجازات

ولفت الكاتب  إلى أنه في الأيام الأخيرة ظهرت منشورات أعرب فيها مسؤولون في جهاز الدفاع عن إحباطهم من عدم ترجمة الإنجازات التكتيكية إلى تحركات استراتيجية، وبالتالي "يجب تنسيق العمل العسكري مع العمل السياسي".
وتابع: "إنه لأمر مخز أن تمر أشهر عديدة قبل أن يعترف الجيش الإسرائيلي بهذه الحقيقة الاستراتيجية الأولية، والآن علينا أن ننتظر ونأمل أن تتسرب هذه الحقيقة إلى مداولات الحكومة أيضاً".