قال 3 مسؤولين أمريكيين إنه من المتوقع أن يقدم وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى الكونغرس، الجمعة، تقريراً شديد الانتقاد بشأن سلوك إسرائيل في غزة، والذي لا يصل إلى حد استنتاج أنها انتهكت شروط استخدامها للأسلحة الأمريكية.

قال مسؤولون أمريكيون إن التقرير الذي يقيم ما إذا كانت إسرائيل قد التزمت بالقانون الدولي وقيّدت المساعدات الإنسانية لغزة، أثار الجدل الداخلي الأكثر إثارة في وزارة الخارجية منذ هجوم 7 أكتوبر(تشرين الأول)، بحسب ما ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري.

وأفادت السلطات الصحية المحلية أن ما يقرب من 35 ألف فلسطيني قتلوا في غزة، كما وجد تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في أبريل (نيسان) أن إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية ضد المدنيين الفلسطينيين في القطاع.

تقرير حساس سياسياً

في الأشهر الأخيرة، انخرطت وزارة الخارجية في عملية داخلية لإعداد التقرير الحساس سياسياً المطلوب بموجب مذكرة الأمن القومي الجديدة التي أصدرها الرئيس بايدن في فبراير(شباط).

وتقوم وزارة الخارجية الأمركية بمراجعة استخدام الأسلحة من قبل إسرائيل و6 دول أخرى منخرطة في صراعات مسلحة مختلفة.

وبحسب التقرير، إذا ثبت أن دولة ما قد انتهكت القانون الإنساني الدولي أو أعاقت تسليم المساعدات الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة، فقد يؤدي ذلك إلى تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية.

من جانبها، حددت وزارة الخارجية الأمريكية موعداً نهائياً لتقديم التقارير حول الدول السبع إلى الكونغرس بحلول 8 مايو (أيار) لكنها قالت في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها ستؤجل بضعة أيام. وقال مسؤول أمريكي إن التأخير كان لأسباب فنية إلى حد كبير ويرتبط بعدم جاهزية جميع التقارير السبعة.

وقال كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، لمجموعة من خبراء الشرق الأوسط من عدة مراكز بحثية يوم الخميس، إن التقرير سيُقدم إلى الكونغرس، الجمعة، وفقاً لأشخاص حضروا المؤتمر الصحافي. وقال مسؤول بوزارة الخارجية: "هذا احتمال"، لكنه أضاف أنه لا يزال من الممكن أن يتغير.

خلف الكواليس

وأوضح التقرير أنه في الأسابيع الأخيرة، دارت لعبة شد الحبل داخل وزارة الخارجية الأمريكية حول محتويات التقرير حول إسرائيل واستنتاجاته.

وأوصى مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بلينكن بالتوصل إلى أن إسرائيل انتهكت شروط مذكرة الأمن القومي، لكن أجزاء أخرى من الوزارة ضغطت على بلينكن ليشهد بأنها لم تفعل ذلك.

وأرسل السفير الأمريكي لدى إسرائيل جاك ليو والمبعوث الإنساني الأمريكي المنتهية ولايته في غزة ديفيد ساترفيلد مذكرة إلى بلينكن في الأسابيع الأخيرة قائلين إن إسرائيل لا تنتهك القانون الدولي في حربها في غزة، وقال مسؤولان أمريكيان إن ليو وساترفيلد أوصيا بلينكن بالتصديق في التقرير على أن إسرائيل لا تعرقل المساعدات الإنسانية.

وأوضح الاثنان أنه بينما قامت إسرائيل بتقييد المساعدات الإنسانية في الماضي ووضعت عقبات أمام وصول المساعدات إلى غزة، إلا أنها غيرت سياستها منذ أبريل (نيسان) بعد أن قدم الرئيس بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنذاراً نهائياً.

ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، قال ليو وساترفيلد إن الوضع عندما يتعلق الأمر بالسياسة الإسرائيلية فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية قد تحسن بشكل كبير وإن إسرائيل لا تعرقل المساعدات عمداً.

وقال 3 مسؤولين أمريكيين إن تقرير بلينكن سيدرج سلسلة من الأحداث التي وقعت خلال الحرب في غزة، ويشيرون إلى أنها أثارت مخاوف جدية بشأن انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي.

عبارات حرجة للغاية

وقال المسؤولون إنهم سيصفون الوضع "بعبارات حرجة للغاية" ويذكرون أن وزارة الخارجية لا تزال تحقق في العديد من تلك الحوادث. وقال المسؤولون إنه في الوقت نفسه، لن يصل بلينكن إلى حد استنتاج أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي في سياق مذكرة الأمن القومي.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن تقرير بلينكن تبنى أيضاً استنتاجات ليو وساترفيلد ويؤكد أن إسرائيل لا تنتهك حالياً مذكرة الأمن القومي عندما يتعلق الأمر بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة.

وانتقد بعض المشرعين الجمهوريين مذكرة الأمن القومي ووصفوها بأنها "بيروقراطية غير ضرورية" تساهم في إحباط الشركاء والحلفاء الذين يعتمدون على المساعدة الأمنية الأمريكية.

لكن 88 مشرعاً ديمقراطياً كتبوا إلى الرئيس الأسبوع الماضي قائلين إن هناك "أدلة كافية" على أن القيود التي تفرضها إسرائيل على المساعدات تنتهك القانون الأمريكي.