يدعي الجيش الإسرائيلي أن تحرير الرهائن المحتجزين في غزة و"تحييد" القيادي الميداني في حركة حماس يحيى السنوار، من أهم أهدافه خلال عمليته العسكرية التي بدأت في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

ومنذ 8 من أكتوبر (تشرين الأول) ظلت إسرائيل تتصارع على كيفية "الرد المناسب" على هجوم حماس المباغت وفي الأشهر السبعة التي تلت ذلك، نفذ الجيش الإسرائيلي انتهاكات جسمية لحقوق الإنسان في القطاع المحاصر مع ضياع أي استراتيجية واضحة له عن كيفية تحييد قيادات حماس، بحسب تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية. 

قدرات حماس

وبحسب "جيروزاليم بوست" تشير تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) إلى وجود 4 كتائب مسلحة تابعة لحركة حماس في القطاع، وقدر الموساد عدد عناصر حماس المسلحة بـ15 ألف، فر العديد منهم إلى جنوب غزة عندما بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي هجومه البري في الشمال قبل 7  أشهر.

ويتحدث الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً عن أن إعادة الرهائن والقبض على قياديي حماس في الميدان، وعلى رأسهم  يحيى السنوار ومحمد ضيف، إلا أن هذه الأهداف تصطدم بحسب مصادر إسرائيلية بقنوات وأنفاق تمتد على طول الحدود مع مصر، كانت تستخدمها حماس حتى وقت قريب لتهريب الأسلحة وهي أحد أهم الصعوبات التي يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى تحييدها.

وبينت الصحيفة، أن كل هذا يجعل الضرورة العسكرية واضحة، وطالما بقي كل هؤلاء المقاتلين والبنية التحتية، سيكون من الصعب منع حماس من تشكيل تهديد مرة أخرى لإسرائيل.

وتطرقت الصحيفة، إلى وجود الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، كونهم يشكلون عائقاً أمام حرب شاملة، مع التاكيد على أن العملية الحالية التي تشنها إسرائيل على رفح هي في الوقت الحاضر، محدودة ويبدو أنها تركز على الضغط على السنوار وحماس لتخفيف مطالبهم والقبول ببعض شروط تل أبيب.

هدف إسرائيل وتحقيقه

وبعبارة أخرى، فإن حماس ستضعف إلى درجة أنها لن تعود تمتلك أنظمة القيادة والسيطرة والقدرة على شن هجمات واسعة النطاق، ولكنها ستظل تشكل تهديداً يجب التعامل معه.

ويبقى تحديد حجم التدهور في قدرات حماس يشكل تحدياً، وهو ما يعترف به كل من الوزراء وضباط الجيش الإسرائيلي علناً، فهل يتحقق النصر عندما يتم القضاء على 50% من القوة المقاتلة؟ أم فقط عند 70% أو أكثر من ذلك.

وتشير استراتيجية الجيش الإسرائيلي حالياً، إلى ضرورة تأمين إطلاق سراح الرهائن، وتحييد يحيى السنوار حياً أو ميتاً على الأقل في الوقت الحالي، كونه يمثل أولوية على حساب الأهداف العسكرية الأوسع في المراحل القادمة.