أدى تهديد الرئيس بايدن بحجب بعض شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، إلى مواجهة عالية المخاطر مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، مثيراً إنذارات في البلاد لاحتمالية تمزق العلاقات مع أهم داعم دولي لها.

يهدد هذا التوقف بواحدة من أسوأ الأزمات على الإطلاق في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية

ووفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قال مسؤولون ومحللون إسرائيليون إن "يبدو أن تحذير بايدن هو رسالة سياسية، مفادها أنه على المدى القصير، لن يؤثر على قدرة إسرائيل على شن الحرب".

وأضافوا "ولكن قدرة البلاد على القتال على عدة جبهات على المدى الطويل يمكن أن تتعرض للتهديد، إذا أوقف الرئيس الأمريكي تسليم المزيد من الأسلحة، حال شنت إسرائيل هجوماً كبيراً على مدينة رفح".

علاقات متوترة

وحسب الصحيفة، يهدد هذا التوقف بواحدة من أسوأ الأزمات على الإطلاق في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية.

ووفقاً لمسؤول إسرائيلي، اجتمع مجلسا الحرب والأمن الإسرائيليان مساء أمس الخميس، وناقشا رد إسرائيل على القرار الأمريكي بحجب الذخائر.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ: "إن موقف إدارة بايدن مؤسف للغاية"، مشيراً إلى أنه "من غير المقبول" أن يصدر هذا القرار بينما لا تزال الحكومتان تناقشان الهجوم المزمع على مدينة رفح"، وأضاف في ندوة عبر الإنترنت لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن "وقف بعض إمدادات الأسلحة لإسرائيل، يبعث رسالة خاطئة إلى حماس وأعدائنا في المنطقة".

إحباط أمريكي

ولفتت الصحيفة، إلى أن تهديدات بايدن تصدرت أجندة الأخبار الإسرائيلية، حيث أعرب معظم المراسلين والمحللين عن قلقهم بشأن القرار، ووصفوه بأنه إحباط أمريكي من إدارة إسرائيل للحرب، وعلامة على تدهور العلاقات وتحذير لنتانياهو.

ومن ناحية أخرى، كان أنصار نتانياهو غاضبين من إدارة بايدن، لفشلها في دعم إسرائيل بشكل كامل في تحقيق أهدافها الحربية، وسعيها لتقييد تصرفات رئيس الوزراء بعد 7 أشهر من الحرب.

وقال النائب السابق لمستشار الأمن القومي في إسرائيل، تشاك فريليتش: "من المؤكد أن مؤسسة الدفاع مرعوبة من القرار الأمريكي"، وأضاف "على المدى القصير يجب ألا يؤثر على العمليات العسكرية في غزة، ولكن على المدى الطويل، من المتوقع أن يؤثر خاصة إذا اندلعت حرب مع ميليشيا حزب الله".

كيف سيرد نتانياهو؟

وتساءلت الصحيفة عن كيف سيكون رد نتانياهو على إنذار بايدن؟ بعد أن زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي لعدة أشهر، أن مهاجمة رفح وتدمير ما تبقى من قوات حماس هناك، أمر ضروري لسحق الجماعة المسلحة.

وقال أميت سيجال، المعلق السياسي اليميني في أخبار القناة 12 الإسرائيلية: "نتانياهو يعتقد أن هذه مجرد بطاقة صفراء، وأن البطاقة الحمراء لن تصل أبداً". وأوضح أن "نتانياهو يعتقد أن بايدن لن يذهب إلى حد وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، بسبب ثقل الناخبين المحافظين واليهود في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية".

ويقول مسؤولون استخباراتيون إسرائيليون وأمريكيون، إن تدمير حماس بالكامل أمر بعيد المنال على الأرجح، سواء بعملية رفح أو بدونها.