تقاس الدول بمبادئها الراقية وعطائها المستدام، بمبادئها التي تعكس قيمها وثوابتها الأصيلة التي تسير عليها، وبعطائها الذي يعكس إنجازاتها ومبادراتها في نفع ناسها والآخرين.


وإذا تحدثنا عن دولة الإمارات فإننا نتحدث عن أجمل المبادئ والقيم وعن أرقى صور الإنجاز والعطاء، عن دولة سطعت أنوار خيرها وازدهارها لأبنائها والمقيمين على أرضها، وامتدت هذه الأنوار لأشقائها والعالم بأسره، وذلك منذ فجر تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه القادة المؤسسين، حتى أضحت أيقونة مبهرة وجوهرة مزهرة للعالم أجمع.
وتتجلى قيم ومبادئ دولة الإمارات في مختلف المواقف والظروف، بما في ذلك أوقات التحديات والأزمات التي تعكس معادن الدول والمؤسسات، وإذا كنا نتحدث عن السنوات القريبة فسنجد أمثلة جلية لم ينطفئ وهجها من الذاكرة، ففي جائحة كورونا العالمية وقفت دولة الإمارات كالجبل الأشم متمسكة بقيمها، قيم العناية بالإنسان والحفاظ على صحته، وجعلت ذلك على رأس الأولويات، فبذلت كل ما تستطيع لمكافحة الوباء وحماية المجتمع منه، وعملت على توفير أفضل البنى الذكية التي تتيح للناس استكمال حياتهم بأمان واستقرار، سواء في مجال العمل أو التعليم أو الخدمات المتنوعة في مختلف جوانب الحياة، كما تجلت قيمها راسخة شامخة في العطاء ومساعدة الآخرين ودعم الجهود العالمية لمكافحة الوباء، في الوقت الذي انكمشت فيه بعض الدول التي كانت يشار إليها بالبنان على نفسها، وامتنعت عن مساعدة أقرب الجيران إليها، ولكن دولة الإمارات دولة مبادئ وعطاء لا محدود، ولذلك بادرت إلى تقديم المساعدات الطبية والإنسانية للدول الأخرى، وخاصة المتضررة من هذا الوباء، لتعطي للعالم درساً في استدامة المبادئ والعطاء، وأنه مهما اشتدت التحديات وكشرت الأزمات عن أنيابها ومخالبها فإن المبادئ راسخة والعطاء مستدام.
وإذا جئنا للصعيد الإنساني فإننا نجد دولة الإمارات بحراً زاخراً من المبادئ والعطاء لا ساحل له ولا منتهى، حتى أضحت منارة مشرقة للخير، من خلال مبادراتها وبرامجها الإنسانية التي شملت مختلف أنحاء العالم، بتقديم شتى أنواع المساعدات الغذائية والدوائية وغيرها للمتضررين والمنكوبين واللاجئين والنازحين والمرضى والمحتاجين عموماً، وعملت مع المنظمات العالمية لتخفيف معاناتهم ورسم السعادة على وجوههم، وتوفير كل ما يمكن من متطلبات الحياة لهم، حتى أضحت دولة الإمارات من أكبر الدول المانحة للمساعدات في العالم، وعمت خيراتها القريب والبعيد، والشقيق والصديق.
وإذا تحدثنا اليوم عن مثال حي آخر وهو الحرب الدائرة في غزة فإننا نجد دولة الإمارات تسعى بكل ما تستطيع لإطفاء هذه النيران المستعرة ونجدة المتضررين منها والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، فعلى المستوى الإنساني أطلقت دولة الإمارات الحملات الإغاثية وأنجزت عشرات الإسقاطات الجوية لمساعدة أهل غزة وإغاثتهم، واستقبلت دفعات من الجرحى والمصابين لعلاجهم وتقديم الرعاية الصحية لهم، من الأطفال والنساء وغيرهم، وعلى المستوى السياسي والدبلوماسي بذلت شتى الجهود وما زالت لإيقاف ماكينة الحرب ضد غزة، وأكدت بأوضح العبارات تضامنها مع الشعب الفلسطيني، ودعت في المحافل الدولية إلى رفع المعاناة عنهم، وأسهمت في تقديم العديد من القرارات لمجلس الأمن وللأمم المتحدة حول ذلك، ومن آخرها مشروع القرار بأهلية دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والذي قدمته دولة الإمارات بصفتها رئيسة المجموعة العربية لشهر مايو(أيار)، انطلاقاً من مبادئها الثابتة وقيمها الراسخة في تعزيز السلام، وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وهو القرار التاريخي الذي لاقى تأييد أغلبية ساحقة من الدول الأعضاء، كما لاقى ترحيباً من مختلف دول العالم.
وتأكيداً على مواقفها رفضت دولة الإمارات رفضاً قاطعاً أي محاولة أو مخطط يهدف لتوفير الغطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة، ومن هذا المنطق استنكرت أشد الاستنكار دعوتها للمشاركة في إدارة القطاع القابع تحت الاحتلال الإسرائيلي، إيماناً منها بحق الشعب الفلسطيني الشقيق في أن يعيش حياة كريمة في دولة مستقلة يتمتع فيها بكامل حقوقه.
إن مبادئ دولة الإمارات وعطاءها ليست مجرد شعارات ترفع أو كلمات تقال، بل هي مواقف راسخة وسلوكيات مبرهنة على أرض الواقع، وإنجازات متجددة تشاهد في كل المجالات، ما جعلها نموذجاً عالمياً يحتذى به في الإنجاز والنفع والعطاء، والعمل المستمر لبناء مستقبل مشرق للأجيال يسوده السلام والاستقرار والازدهار.