بعد تصنيف "المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" لعام 2024 الأكثر سخونة على الإطلاق، أطلق خبراء الصحة ناقوس الخطر بشأن تهديدات "الإجهاد الحراري"، الذي تسبب بوفاة العشرات من الهند إلى المكسيك واليونان.

ومقارنة بالأعاصير أو الفيضانات، أو أي ظواهر متطرفة أخرى مرتبطة بالمناخ، يتسبب "الإجهاد الحراري" بوفاة عدد أكبر من الناس، ما دفع العلماء إلى تسميته بـ"القاتل الصامت" لشدة خطورته، وفقاً بتقرير نقل تفاصيله موقع "أن دي تي في" الهندي.


ما هو الإجهاد الحراري؟

عرّف المسؤول في المنظمة أليخاندرو سايز ريالي أن "الإجهاد الحراري" يصيب الإنسان عندما تُرهق أنظمة التبريد الطبيعية في الجسم، ما يسبب أعراضاً تتراوح من الدوخة والصداع، إلى فشل الأعضاء، ثم الموت.
ينجم ذلك عن التعرض لفترات طويلة للحرارة والعوامل البيئية الأخرى، التي تعمل معاً لتقويض منظِّم الحرارة الداخلي للجسم، وقدرته على تنظيم درجة الحرارة.
ووصف ريالي الحرارة المرتفعة بالقاتل الصامت، لأن الأعراض لا تظهر بسهولة، بل تباغت المصاب بها، وتظهر فجأة، بعد أن يكون قد أنهك ووصل إلى حالة كارثية، تسفر عنها عواقب سيئة للغاية.
الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية والعاملين في الهواء الطلق معرضون للخطر بشكل خاص - حسب ريالي -، كما يواجه سكان المدن المحاطون بالخرسانة والطوب وغيرها من الأسطح الممتصة للحرارة مخاطر متزايدة.
وتشير تقديرات المنظمة إلى أنّ الحرارة تقتل نحو نصف مليون شخص سنوياً، لكن قد يكون العدد الحقيقي أعلى 30 مرة مما هو مسجل رسمياً.


درجة قياس الرطوبة

هناك العديد من الطرق لقياس الإجهاد الحراري، وبعضها يعود تاريخه إلى عقود من الزمن، لكن جميعها تحاول تلخيص القراءات البيئية المختلفة في رقم واحد.
أهم وأقدم الطرق تعرف بـ"درجة قياس الرطوبة"، وهو مقياس مفيد في المواقف التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير، مصحوبة بالرطوبة فتصبح الأوضاع لا تطاق، بل وحتى مميتة، وعندها يجب الحذر. 

وأعاد التقرير، الذي نشر اليوم، مضمون دراسة أمريكية نشرت العام الماضي، حول خطورة الإجهاد الحراري. واعتبرت أن 6 ساعات فقط من التعرض لحرارة 35 درجة مئوية مع رطوبة بنسبة 100% تكفي لقتل شخص سليم. وفوق هذا الحد، لا يمكن للعرق أن يتبخر من الجلد، ويسخن الجسم بشكل مفرط، ما يؤدي إلى الوفاة.