كانت عودة لاعب وسط الدنمارك، كريستيان إريكسن، إلى بطولة أوروبا لكرة القدم لا تُنسى بعد ثلاث أعوام من تعرضه لأزمة قلبية في النسخة السابقة من البطولة، ليسجل هدف التقدم أمام سلوفينيا في المباراة الافتتاحية للمجموعة الثالثة، اليوم الأحد.

غاب إريكسن (32 عاماً) عن مسيرة فريقه نحو الدور قبل النهائي في عام 2021، بعد انهياره المفاجئ على أرض الملعب في المباراة الأولى بالبطولة ضد فنلندا، لكن إريكسن لم يضيع أي وقت اليوم، ووضع صدمة تلك المباراة وراء ظهره عندما شارك في أول مباراة له بالبطولة منذ ذلك الحين.

وقدم إريكسن أداءً مثالياً في صناعة اللعب، خاصة في الشوط الأول التي ظهرت فيه الدنمارك بقوة، وكان العقل المدبر لأسلوب لعب فريقه مع الاعتماد على السرعة مبكراً حسب أوامر المدرب كاسبر هيولماند الذي اعتمد على ثنائي في الهجوم.

ولعب إريكسن جميع الضربات الثابتة تقريبا، وسجل أيضاً هدفاً في الدقيقة 17، ليمنح الدنمارك التقدم بعد 1100 يوم من أزمته القلبية، وقدم مستوى سيؤدي بالتأكيد إلى إسكات منتقديه.

ولولا اللمسة الأخيرة غير المتقنة لزملائه في الفريق، لكان بإمكانه صناعة هدف أو اثنين ليضيفها إلى تألقه في المباراة.

وقبل بضعة أشهر فقط، بدا هذا السيناريو غير محتمل على الإطلاق.

وقال لاعب الدنمارك وريال مدريد السابق توماس غرافيسن، ، في انتقاداته اللاذعة إلى لاعب الوسط: "كريستيان إريكسن الذي نعرفه جميعاً لم يعد موجوداً، كريستيان إريكسن لم يعد يلعب كرة القدم، يجلس إريكسن على مقاعد البدلاء ويشاهد كرة القدم، إريكسن الذي نعرفه لم يعد موجوداً".

وخرج إريكسن من موسم مخيب للآمال مع مانشستر يونايتد لم يشارك خلاله كثيراً تحت قيادة المدرب إيريك تن هاغ، ولم يكن ذلك الاستعداد الذي يحتاجه لخوض بطولة كبرى.

وتفاجأ العديد من مشجعي الدنمارك بأن هيولماند حافظ على ثقته به، بينما كان آخرون يثقون بأن لاعب الوسط لن يتمكن من استعادة أفضل مستوياته.

ومع ذلك، كان هيولماند متأكداً من أن إريكسن لا يزال يمثل إضافة مهمة لفريقه.

وقال قبل عدة أشهر "يستطيع أن يفعل أشياء لا يستطيع أي شخص القيام بها أو رؤيتها".

وقد أثبت اليوم أنه على حق إذ كان إريكسن اللاعب الوحيد الذي حافظ على مستواه طوال الوقت، وعلى الرغم من أن دفاع الدنمارك استسلم تدريجياً تحت ضغط هجوم سلوفينيا ليستقبل هدف التعادل، فإنه حصل بجدارة على جائزة أفضل لاعب في المباراة خلال عودته التي لا تُنسى إلى بطولة أوروبا.