تشهد معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة، بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر غداً الجمعة، ظاهرة فلكية يعود تاريخها لآلاف السنين، وذلك بالتزامن مع يوم الانقلاب الصيفي.

وبحسب بيان للجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، فإن شمس الظهيرة ستتعامد غداً على الغرف والمقصورات المقدسة بمعبدي الملك رمسيس الثالث، والإله بتاح، الواقعين ضمن مجموعة معابد الكرنك شرقي مدينة الأقصر، ومعابد مصرية بالوادي الجديد وأسوان وقنا وسوهاج، وذلك إيذاناً ببداية فصل الصيف.
وقال رئيس الجمعية أيمن أبوزيد، في تصريحات اليوم الخميس، إن الشمس تتعامد في ذلك اليوم بشكل عمودي على المعبدين، في تأكيد على أن المصري القديم تفوق في تطويع علوم الفلك والهندسة في خدمة معتقداته وفلسفته الدينية.
ولفت إلى أن تلك الظاهرة تحظى بمتابعة واهتمام الكثير من السياح والأثريين والباحثين في مجال علوم الفلك والعمارة القديمة، وباتت مناسبة سنوية تحتاج لوضعها على الأجندة السياحية المصرية.
ونوه أبوزيد إلى أن ظاهرة تعامد شمس الظهيرة التي تحدث بمعابد الكرنك في مناسبة يوم الانقلاب الصيفي تتكرر في معابد مصرية أخرى، مثل معبد إدفو في محافظة أسوان، ومعبد هيبس في محافظة الوادي الجديد، ومعبد أبيدوس في محافظة سوهاج، ومعبد دندرة في محافظة قنا، وأن السنوات الأخيرة شهدت توثيق أكثر من 22 ظاهرة فلكية بالمقصورات والمعابد المصرية القديمة المنتشرة في محافظات مصر، الأمر الذي يعد فرصة لتشجيع سياحة الفلك التي باتت نمطاً سياحياً عالمياً.
يذكر أن قدماء المصريين برعوا في علوم الفلك، ولاحظوا حركة الكواكب وربطوا بينها وبين الوقائع على الأرض، واعتبروا تحركات الكواكب مؤشرات للتنبؤ بأحداث كبرى مثل فيضان النيل.
ورسم قدماء المصريين على جدران وأسقف معابدهم ومقابرهم الكثير من الصور التي تؤكد درايتهم بعلوم الفلك والتنجيم، حيث نجد جداريات للسماء وهي محمولة على أربعة أعمدة، ولوحات رسمت فيها السماء على شكل الربة موت إلهة السماء.
وأبدع المصري القديم في رسم القبة السماوية في صورة خيالية، وسجلت مقبرة سننموت في منطقة الدير البحري غربي مدينة الأقصر، صوراً للنجوم التي استخدمها قدماء المصريين لقياس الزمن، وثمة رسوم وأعمال فنية أخرى تصور الأبراج السماوية، وكثيراً من نجوم السماء الشهيرة في جداريات تزين جدران وأسقف عدد من المعابد والمقابر التي شيدها المصري القديم.