تتحرك أشعة الضوء المكثفة المسقطة بلطف لإنشاء منحوتات تفاعلية يمكن التلاعب بها، تدور حول الجمهور، حيث يملأ ضباب خفيف المساحة، ما يعطي شكلاً للضوء ويبدع وهماً بصرياً بأجسام صلبة، فيما يحل الفنان "أنتوني ماكو"، في معرض "تيت مودرن" في لندن، لحضور معرضه هذا.

ذلك ويُقام معرض "Solid Light" في تيت مودرن بلندن من 27 يونيو 2024 إلى 27 أبريل 2025.
ويعيش الفنان البريطاني المولد في نيويورك منذ سبعينيات القرن العشرين وهناك بدأ استكشاف نحت الضوء.


سينما.. تكنولوجيا وضباب


وانطلق ماكول في حياته المهنية، كمخرج أفلام، لكن أشعة الضوء من أجهزة عرض السينما ألهمته بشكل آخر، يتمثل في معرض هذا، حيث الضباب والظلام والضوء معاً في عمل فني مبتكر.
وفي معرضه، تتداخل جزئيات في الهواء مختلطة بالدخان وسط الأشعة، ويقول ماكول: " إن هذه الأشكال هي نوع من النحت، والنحت، على عكس اللوحة على سبيل المثال، هو شيء يحتاج المشاهد إلى التجول حوله لفهمه، ويحتاج إلى المشي فيه والنظر إليه، والنظر إليه بكل أنواع الطرق المختلفة لفهم ماهيته".

 


وفي أواخر السبعينيات، انسحب ماكول من صنع الفن، لكنه عاد في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لأن التكنولوجيا، مع تقدم أجهزة العرض الرقمية وآلات الضباب، ألهمته لخلق رؤيته الحداثية.
وأعماله مفتوحة للتفسير من قبل المشاهد، وهو كفنان لا يقدم أي أدلة على معناها، ويقول: "يجد آخرون الخيال العلمي، يجد آخرون الروحانية. هناك كل أنواع الطرق التي يمكن للزائر لهذه القطع من خلالها فهمها. وهذا هو ما ينبغي أن يكون إنها وظيفتهم، أن يجدوا المعنى وأن يجعلوا من العمل معنى لهم".

 


منحوتات في الفضاء


ويقع مكان المعرض في ظلام دامس تقريبًا، ولكن الزوار الذين يمرون من خلاله يخلقون صورًا ظلية عابرة.
ذلك و كان تنظيم معرض من هذا النوع تحديًا لتيت مودرن، حيث يجب وضع آلات الضباب التي تنتج البخار بعناية، ويجب توفير تدفق هواء دقيق للحفاظ على تدفق ثابت للحركة.

 


ويوضح أمين المعرض غريغور موير، أن البخار هو الذي يعطي الأعمال أشكالها ويخلق انطباعًا بأنها جسم صلب، ويقول: "إنها لحظة مثيرة للاهتمام عندما تستدير حول الزاوية وتدخل وترى هذه الأعمال تبدو وكأنها منحوتات في الفضاء تدور حولك".
ويضيف موير: "أنتوني، في كثير من النواحي، يشبه إلى حد كبير ريتشارد سيرا، النحات الأمريكي، للضوء، فهو يخلق هذه الأعمال الهندسية الرائعة والبسيطة للغاية من لا شيء سوى الضوء المسقط وبعض الضباب. "والنتيجة النهائية مذهلة".


شيء فريد.. تجربة ساحرة


وعلى عكس مشاهدة اللوحات في المعرض، يتم تشجيع الزوار على التفاعل مع المنحوتات الضوئية الصلبة، حيث كل حركة للجسم تلقي ظلالاً جديدة وانحناء وكسر الضوء لخلق شيء جديد وفريد.
ويقول موير: "أحيانًا يكون هناك ميل لدى الناس للوقوف خارجها، ولكن بمجرد دخولك إلى الداخل والنظر إلى الخلف نحو عدسة جهاز العرض، كما هي الحال، تبدأ في رؤية كيف يتحرك هذا الجسم حولك، ويدور حولك، وهذا أمر مهم للغاية يجب أن يتم بشكل صحيح".

 


وزار الناقد الفني، تابيش خان، وهو يستعرض معظم المعارض الكبرى في لندن، وقد أعجب بالعرض، ويقول: "تمشي في هذه الخطوط الضوئية، وتشعر وكأنها يجب أن تكون صلبة، لكنها ليست كذلك، إنه أمر محير بعض الشيء عندما تمرر يدك عبر أحدها، فيشق شعاعًا، وتعتقد أنه قد يقطع أصابعك بالفعل، لكنه لا يفعل ذلك على الإطلاق إنها تجربة جميلة وساحرة حقًا أن تنغمس في هذه القطع الفنية الضوئية".